سويسرا تعد بالمزيد من الدعم لجهود مكافحة الإحتباس الحراري
خلال كلمته يوم الإثنيْن أمام المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 24) الذي تستضيفه بولندا هذا العام، أعلن الرئيس السويسري ألان بيرسيه أن بلاده مستعدّة لزيادة دعمها للجهود الدولية الهادفة إلى مكافحة التغيرات المناخية إلى حدود 120 مليون دولار أمريكي.
وستقدّم هذه التمويلات، عبر كل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وأمانة الدولة للشؤون الإقتصادية، وفق ما أعلن عنه الرئيس السويسري في كاتوفيس في بولندا.
وستوجّه هذه التمويلات على وجه التحديد نحو مساعدة الإقتصاديات الناشئة على تنفيذ سياسات صديقة للبيئة، وسيكون توزيعها على النحو التالي: 76 مليون دولار في شكل مشاريع ثنائية، و12 مليون دولار للصندوق الدولي للتنمية الزراعيةرابط خارجي، و9 ملايين دولار لمبادرة المخاطر المناخية ونظم الإنذار المبكّر.رابط خارجي
وقال ألان بيرسيه إن جزءً من هذا التمويل سوف يخصص أيضا لصندوق الكربون البيولوجي الذي يديره البنك الدولي.
وتضمّن خطاب الرئيس السويسري (باللغة الفرنسية)رابط خارجي تحذيرات شديدة حول ضرورة التحرّك وبسرعة لمواجهة التغيّرات المناخية، وقال: “إن تزايد عدد ووتيرة الكوارث الطبيعية المدمّرة آخذ في الارتفاع، وبعض البنى التحتية مهددة، وأمراض جديدة بصدد الظهور والإنتشار”.
وارتفع متوسّط درجات الحرارة في سويسرا منذ عام 1984 بمقدار درجتيْن مائويتيْن، أي أكثر من ضعفي المعدّل العالمي، على حد قوله، قبل أن تظهر بجلاء مظاهر الاحترار في البلاد: ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الألب.
+2018.. تقلّص الأنهار الجلدية في سويسرا
وتأتي مشاركة بيرسيه في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ الذي تستمرّ أشغاله 12 يوما في وقت يتزايد فيه النقاش حول السياسات الواجب اتباعها لإنقاذ الكوكب الأزرق.
وفي الأسبوع الماضي فقط، وقعت سويسرا، إلى جانب 15 بلدا أوروبيا آخر، إعلانا يهدف إلى إنعاش الأهداف الطموحة لاتفاق باريس لإبقاء تزايد درجة حرارة كوكبنا دون 1.5 درجة – هدف يتطلّب تحقيقه من سويسرا خفض انبعاثاتها من ثاني أوكسيد الكربون بمستوى النصف بحلول 2030 مقارنة بمستويات 1990، والتخلّص منها نهائيا بحلول 2050.
وفي يوم الإثنيْن أيضا، وفي الوقت الذي كان فيه بيرسيه في بولندا، شرع مجلس النواب في برن في مسعاه إلى تحقيق هذه الأهداف بشكل ملموس، من خلال مناقشة التعديلات المقترحة من الحكومة على قانون انبعاثات الكربون، والذي يتضمّن إصلاحا شاملا للمعايير الخاصة بالمركبات والمباني (من بين مجالات أخرى).
وينتظر أن يكون النقاش داخل البرلمان، والذي سيتواصل إلى فصل الربيع المقبل، محتدما حيث أن الجانبيْن المشكليْن للطيف السياسي يقترحان تعديلات تخص جوانب محددة: تنوّع وجهات النظر حول مقدار الزيادة في تكلفة البنزين، على سبيل المثال، وما إذا كان لابد من إدخال ضريبة إضافية على الرحلات الجوية. وجميعها قضايا تنذر بنقاش محتدم في المستقل تحت قبة البرلمان.
وبينما ترتفع بعض الأصوات اليمينية مشككة في هذه الإصلاحات، ومدعية إن الكثير من التدابير الحمائية المناخية ستضرّ بالقدرة التنافسية للإقتصاد السويسري، نجد في المقابل، تخوفات الاطراف اليسارية من أن لا تذهب هذه الإصلاحات إلى أقصاها، حيث يرون أن السماح بزيادة درجات الحرارة ولو بمقدار 1.5 درجة سيكون لا محالة مدمّرا لكوكب الأرض.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.