ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

من سيتكفل بإعادة إعمار قطاع غزّة بعد هزيمة حماس؟ وكيف تؤثر هذه الحرب على مستقبل الشباب الفلسطيني؟ وهل عادت السياحة إلى سوريا؟ أسئلة طرحتها وسائل إعلام سويسرية هذا الأسبوع، وعينُها على منطقة الشرق الأوسط.
جيل فلسطيني آخر يضيع
سلّطت صحيفة “لو تون” في تقرير لها الضوء على المستقبل الغامض للشباب الفلسطيني في ظل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية المستمرّة، مع التركيز على تجارب وتطلعات ثلاثة شباب فلسطينيين، هم سليم، طالب من عرب 48 يبلغ من العمر 23 عامًا، وإيناس، 26 عامًا، من سكان جنين في الضفة الغربية، وياسمين (23 عاما) من نابلس في الضفة الغربية. لقد أوقفت الحرب التعليم وفرص العمل والحياة الطبيعية لهؤلاء وغيرهم، مما زاد من التحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم.
شهد سليم، الذي يقترب من إكمال دراسته في الجامعة العبرية في القدس، حياته تتعطل بسبب الحرب، مع تعليق الدراسة وتضاؤل فرص العمل. ويتحدث عن صعوبات التنقل في البيئة المضطربة في القدس، حيث أصبحت دوريات الشرطة ونقاط التفتيش مشهداً مألوفاً.
تشارك إيناس وياسمين، الخرّيجتان، معاناتهما في العثور على عمل يتناسب مع مؤهلاتهما في منطقتهما. تعمل إيناس كموظفة استقبال في أحد الفنادق، بينما أعادت ياسمين توجيه مسيرتها المهنية من الهندسة المدنية إلى التصميم الجرافيكي. وزادت الحرب من تعقيد وضعهما، حيث تصف إيناس تأثير الغارات الإسرائيلية على جنين، وتتحدث ياسمين عن تحديات حضور دورة عبر الإنترنت مع مشاركين من غزة، الذين توقفوا عن الحضور بسبب الحرب.
في الختام، يظهر التقرير القاسم المشترك بين الأفراد الثلاثة – تأثير الحرب على تعليمهم، وتوظيفهم، ونوعية حياتهم بشكل عام. كما أنه يسلّط الضوء على القضية الأوسع المتمثلة في التحديات التي يواجهها الشباب الفلسطيني في تحقيق تطلعاتهم في مواجهة الصراع المستمر الذي شكّل حياتهم ومستقبلهم. إن تجارب سليم وإيناس وياسمين هي بمثابة نموذج مصغر للنضالات الأكبر التي يواجهها الشباب الفلسطيني، الذين وقعوا في مرمى نيران الصراع، وفق الصحيفة.
(المصدر: صحيفة “لو تونرابط خارجي“، 28 أكتوبر 2023، بالفرنسية)
“حان الوقت لأن تتحمل السعودية المسؤولية” في قطاع غزة!
تساءلت صحيفة تاغيس انتسايغر عن مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الدائرة. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل مصممة على القضاء على حركة حماس، حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن “جميع أعضاء حماس محكوم عليهم بالموت”.
ووفقًا لوزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، فإن إسرائيل “ستنسحب من قطاع غزة بعد هزيمة حماس ولن تتحمل مسؤولية 2.2 مليون فلسطيني هناك.” وهذا يثير السؤال حول من سيتولى الحكم وإعادة الإعمار وإدارة الخدمات الأساسية بعد حماس.
ورأت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي والناتو والأمم المتحدة ليسوا خيارات مرجحة بسبب ضعف المصداقية. في الوقت ذاته اقترح إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، خطة مارشال عربية لإعادة إعمار غزة.
وقد لفت الأنظار موقف الأمير السعودي تركي الفيصل الذي أدان حماس بعد هجمات 7 أكتوبر وذلك على النقيض من بقية الحكام العرب. واقترحت الصحيفة أن يتولى السعوديون دورًا عسكريًا محدودًا زمنيًا في غزة، وأن يدعمهم تحالف عربي موسع، ربما بتفويض من الجامعة العربية واعتبار الدول الموقعة عل اتفاقية إبراهيم الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، التي عقدت السلام مع إسرائيل، شركاء صغارًا في قوة تحقيق الاستقرار. ومن شأن هذا التحالف أن يساعد السعودية في كبح نفوذ إيران في المنطقة وتعزيز التقارب مع إسرائيل، الذي يُعد مهمًا بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد تدعم الولايات المتحدة هذا الدور السعودي، مما يُحسن العلاقات مع واشنطن. ووفق الصحيفة فإن مثل هذه المبادرة العربية قد تخلق نهجًا جديدًا في العلاقات الإسرائيلية-العربية وتدفع نحو استقرار الأوضاع في غزة.
وأضافت الصحيفة أن حكام مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والبحرين، يعتبرون الحركة الإسلامية المسلحة تهديدًا. لذا، سيكون من مصلحة السعوديين أن يتخذوا دورًا نشطًا لفترة محدودة في قطاع غزة وملء الفراغ الذي ستتركه حماس. وناشدت الصحيفة السعودية بالقول “الرجاء من الرياض تولي المسؤولية! الالتزام تجاه أهل غزة سيكون مشروعًا أكثر جدوى من تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في الصحراء”.
من جهة أخرى أكدت الصحيفة أن تحقيق الاستقرار في قطاع غزة يتطلب مساهمة إسرائيل أيضاً ولا سيما وقف بناء للمستوطنات الجديدة في الضفة الغربية لمنح مستقبل للفلسطينيين والفلسطينيات الذين ليس لهم أي علاقة بحماس: “مستقبل حياة كريمة وآمنة بجوار إسرائيل، التي لا يمكن التفاوض بشأن وجودها”. وختمت تاغيس انتسايغر بالقول “إذا نجحت كلتا المنطقتين الفلسطينيتين في تحقيق الاستقرار والتوصل إلى هدنة دائمة، قد يكون من الممكن في المستقبل إعادة النظر في حل الدولتين. ولكن ليس قبل ذلك”، وفق ما جاء في الصحيفة.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 30 أكتوبر 2023)
السياح يعودون إلى سوريا
يتناول تقرير من مدنية حلب السورية للكاتب بيرتد دوريس في صحيفة تاغيس انتسايغر ظاهرة زيادة عدد السياح فجأة في سوريا ومحاولات النظام السوري تحسين صورة البلاد عبر دعوة مؤثرات ومؤثرين مشهورين للسياحة والترويج لسوريا كوجهة سياحية.
وأضاف الكاتب أن البلد، الذي ارتبط في السنوات الأخيرة بالموت والدمار وليس العطلات، كانت السياحة في السابق تشكل أحد أكبر مصادر الدخل فيه قبل الحرب.
وأضاف أنه على الرغم من تاريخ البلاد المؤلم مع الحرب الأهلية وحكم الديكتاتور بشار الأسد، يحاول السوريون تشجيع السياحة من جديد، مشيرين إلى أن كثيرا من الجمال لم يُدمر وأن البلاد آمنة للزيارة.
رغم ذلك فإن آثار الدمار تركت آثارها على المعالم السياحية، مثل سوق مدينة حلب، الذي كان يمتد لمسافة 12 كيلومتراً، وكان يُعتبر واحداً من أجمل الأسواق في العالم العربي.
اليوم سيرى الزوار والزائرات آثار القاذفات الروسية التي قامت بتسوية البلدة القديمة في حلب بالأرض في عام 2016 :”المساجد والمعابد والمنازل – كل شيء اختفى، لكن على الأقل أصبحت الطرق في السوق تمتد مرة أخرى لما يقارب 2000 متر، حيث تم إعادة بناء الأبواب وتركيب أبواب خشبية جديدة، وتصليح الأسقف.”
ويختم كاتب المقال بحديثه مع أبو نور، الذي يقف في متجر صغير ويقول إنه كان غنياً قبل الحرب، كان صانع قبعات، وكان عمله يسير على ما يُرام، “لكن من يشتري قبعات اليوم، الناس لم تعد تملك المال”. يقول أبو نور بنبرة منهكة: “على الأقل لدينا الآن سلام”. لكن هل سيعود الحال كما كان عليه في السابق؟ يهز كتفيه ويعرب عن أمل وحيد: أن يعود السياح قريباً… ثم يصمت.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 30 أكتوبر 2023)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ سويس إنفو تتفوّق من جديد في مجالي الجودة وثقة الجمهور
+ سوري وإيطالي في قلب وادي إيمنتال: قصتان وشغف واحد
+ نيبال: التضحيات المؤلمة لزوجات العمال المهاجرين
+ معركة إنقاذ المرضى من العقوبات
+ الهيدروجين الطبيعي: البحث عن “النفط النظيف” يمر أيضًا عبر سويسرا
+ الحكومة السويسرية تقترح تقديم مساعدة بقيمة 90 مليون فرنك سويسري إلى منطقة الشرق الأوسط
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم/ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم/ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
سننشر عرضنا الصحفي القادم يوم 10 نوفمبر. حتى نلتقي، نتمنّى لكم/ن عطلة نهاية أسبوع سعيدة!
إلى الأسبوع القادم!

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.