مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

dfg
© Keystone / Eda / Pascal Lauener

التغطية الإعلامية الإسرائيلية للمعاناة الإنسانية في غزة، والجهود العربية والدولية المكثفة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط والدفع باتجاه حلّ الدولتين، وتطوّرات المعارك الدائرة في دارفور. هذه أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف السويسرية هذا الأسبوع.

لا مبالاة الإسرائيليين والإسرائيليات بمعاناة سكّان غزّة

“يبدو الإسرائيليون والإسرائيليات غير مبالين.يات إلى حدّ كبير بمعاناة المدنيين والمدنيات الفلسطينيين.ات في غزّة، في حين خّلفت الحرب التي تشنّها إسرائيل هناك، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، أكثر من 24 ألف قتيل وقتيلة في غضون مائة يوم.” هكذا صدّرت مراسلة صحيفة لوتون من القدس تقريرَها المعنون “لماذا يبدو الإسرائيليين والإسرائيليات في حرب أخرى؟”

تتحدّث المراسلة إلى أرييل شاكي-غليك، المعلّمة الشابة في مدرسة ثانوية والتي تعيش في القدس الغربية. تصف كيف أنها تبقي الأضواء مضاءة في شقتها طوال الوقت، منذ أن غادر زوجها للقتال في شمال البلاد، بالقرب من الحدود اللبنانية. تتابع شاكي-غليك  القناة 12 الإسرائيلية وموقع “واي نت” Ynet للبقاء على اطلاع على مستجدّات الحرب. ومع ذلك، تقول الصحفية إنه ليس لدى السيدة الإسرائيلية سوى فكرة غامضة عمّا يحدث في غزّة. فعلى شاشة التلفزيون، لا ترى سوى مشاهد الدمار ولقطات للجيش وهو يساعد مواطني.ات غزة على التحرك بأمان. أمّا بالنسبة لوضعية سكّان القطاع، فتقول شاكي-غليك: “أنا ألاحظ ذلك في الغالب على الشبكات الاجتماعية. فعلى موقع إنستغرام، ينشر المشاهير الأمريكيون.يات المؤيدون والمؤيدات للفلسطينيين.يات صورًا لسكان غزة النازحين والنازحات، أو اللاجئين واللاجئات في الخيام، أو المصابين والمصابات”.

المزيد
توماس غريمنغر

المزيد

ديبلوماسي سويسري: “هناك فجوة” بين المواقف الحكومية والرأي العام حول حرب غزّة

تم نشر هذا المحتوى على ديبلوماسي سويسري شارك في المفاوضات مع كلّ حماس وروسيا. يرى توماس غريمينغر أن الانخراط البنّاء مع الجهات الحكومية وغير الحكومية هو مفتاح حلّ الصراعات المعقّدة. مقابلة.

طالع المزيدديبلوماسي سويسري: “هناك فجوة” بين المواقف الحكومية والرأي العام حول حرب غزّة

لم تكن شاكي-غليك تريد في البداية أن تسمع عن معاناة المدنيين.يات في غزة. حيث أعربت عن اعتقادها بأن الجميع في غزة متورطون.ات في الصراع، بما في ذلك المواطنين والمواطنان الأبرياء. ومع ذلك، وبعد ثلاثة أشهر، أصبحت أكثر انفتاحًا على معاناة سكان غزة. حيث أنها تشعر بالحزن عندما ترى أماً تحمل ابنها الميت، لكنها لا تزال تعتقد أنه لا مجال للذنب أو الشفقة. “الأولوية هي ضمان أمننا، بالنسبة لنا نحن الإسرائيليين.يات. لتحقيق ذلك، علينا أن نفعل ما يجب القيام به.”

وفي هذا السياق، تحدّثت الصحيفة إلى الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، الذي قال إن وسائل الإعلام تتجنب إظهار الفلسطينيين.يات كبشر، وتخفي عواقب الاحتلال، وذلك منذ قيام إسرائيل. ووفقًا له، فإنه إذا قمت بتجريد الفلسطينيين.يات من إنسانيتهم.هن منذ البداية، فإن ذلك يجعل كل شيء آخر أسهل. ويشير أيضًا إلى أن جميع القوى الاستعمارية فعلت ذلك. ويبيّن ليفي أن الوضع الحالي ليس استثنائيا، لكن حدّته هي الاستثنائية. حيث يدلّل على قوله بأنه “يمكنك مشاهدة التلفاز لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة دون أن ترى صورة واحدة لغزة”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 19 يناير 2024، بالفرنسية)

بروكسل تصرّ على حلّ الدولتين

تناولت نويه تسرخر تسايتونغ الجهود الأوربية المكثفة لإنهاء الصراع في منطقة الشرق الأوسط وفرص حل الدولتين.

وأفاد الصحفي دانيل شتاينفورت أن الاتحاد الأوروبي لم يكن له حتى الآن سوى تأثير ضئيل أو معدوم على الحرب في قطاع غزة .وأنه، وللمرة الأولى منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر والحرب اللاحقة في غزة، يبدو أن الاتحاد الأوروبي يأخذ زمام المبادرة مرة أخرى في واحد من أكثر الصراعات يأساً. ولتحقيق هذه الغاية، نظم مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اجتماع أزمة يوم الاثنين الماضي مع وزيرات ووزراء الخارجية الدول الأعضاء في الاتحاد والعديد من كبار ممثلي وممثلات الدول من الشرق الأوسط.

وبالإضافة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، سافر ممثلون.ات عن مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والجامعة العربية إلى بروكسل لبحث آفاق السلام.

وكان بوريل قد أعلن في وقت سابق عن خطة من اثنتي عشرة نقطة سيتم طرحها على الطاولة لمناقشتها من قبل وزراء.ات الخارجية. وتحدد الوثيقة الخطوات اللازمة لتهدئة الحرب في قطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي وضمان الأمن في المنطقة.

وقال بوريل قبل اللقاء: “علينا أن نتوقف عن الحديث عن عملية السلام ونبدأ بالحديث بشكل أكثر تحديدا عن عملية حل الدولتين”. وأشار الكاتب إلى أن بوريل يعلم جيداً أنه يحظى بدعم الدول الأعضاء، فهناك إجماع في الاتحاد الأوروبي على أن الإسرائيليين.ات والفلسطينيين.ات سوف يتمكنون عاجلاً أم آجلاً من العيش في دولتين ذات سيادة.

ولخص الكاتب مواقف الأطراف المتصارعة بالقول “من جانبه، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لهذا المفهوم في نهاية الأسبوع على موقع إكس: “لن أقدم تنازلات عندما يتعلق الأمر بالسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على المنطقة بأكملها غرب نهر الأردن. وهذا يتناقض مع الدولة الفلسطينية”. ويرفض كثيرون في الداخل الإسرائيلي حل الدولتين خوفا من  شن هجمات صاروخية من الضفة الغربية. ويُقال أيضاً إن الدولة الفلسطينية المستقلة ستكون بمثابة المكافأة بعد مجازر السابع من أكتوبر. وترفض حماس فكرة التعايش السلمي مع إسرائيل، حيث قال القيادي في حركة حماس، خالد مشعل، في مقابلة أُجريت معه مؤخراً أن يوم 7 أكتوبر أظهر أن “تحرير فلسطين من النهر إلى البحر أمر واقعي” وأنه قد بدأ بالفعل.

المزيد
إسحاق هرتزوغ، الرئيس الإسرائيلي، في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

المزيد

سويسرا تؤكّد وجود شكاوى جنائية ضدّ الرئيس الإسرائيلي

تم نشر هذا المحتوى على أكّد مكتب الادّعاء العام السويسري أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ كان موضوع شكاوى جنائية خلال زيارته للمنتدى الاقتصادي العالمي.

طالع المزيدسويسرا تؤكّد وجود شكاوى جنائية ضدّ الرئيس الإسرائيلي

واستطرد الكاتب بالقول: رغم ذلك، فإن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي مصمم على أن حل الدولتين يجب أن “يُفرض على إسرائيل من الخارج” إذا لزم الأمر. ويسعى بوريل إلى عقد مؤتمر سلام برئاسة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة. وفي الخطوة الثانية فقط يمكن للأطراف المتنازعة أن تشارك بشكل مباشر في المفاوضات.

ووفقاً لدبلوماسيين.ات من الاتحاد الأوروبي، فإن النهج الأكثر حذراً وواقعية قد يتمثل أولاً في الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي ، 22  يناير 2024، بالألمانية)

الموقف العربي إزاء غزة يحظى بدعم دولي واسع في دافوس

وفي مقال لصحيفة تاغيس أنتسايغر تناول الصحفي فولفغانغ كراخ الدعوات الملحة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. حيث رأى أن إسرائيل لن تكون قادرة على تجنب هذا النقاش لفترة أطول، ذلك أن الحرب في غزة قد أعادت المسألة الفلسطينية إلى أجندة السياسة العالمية، وبالتالي إلى دافوس أيضاً، حيث تٌعد، إلى جانب الحرب في أوكرانيا، الموضوع الأكثر أهمية للمناقشة بالنسبة للقيادات السياسية المشاركة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة.  

وقال الكاتب إنه “رغم التضامن مع إسرائيل، تزايدات الضغوط من القيادات السياسية في المنتدى الاقتصادي العالمي من أجل فرض حل الدولتين. في المقابل، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الحاجة إلى “الحوار مع الفلسطينيين.يات من غزة والضفة الغربية”وضرورة اتخاذ “مسارات جديدة” من أجل إيجاد “أفق أفضل لجميع الأطراف المعنية” وتمكين الفلسطينيين.يات من الحصول على “مستقبل أكثر إشراقا. لكن الشرط الأساسي لكل ذلك هو ضمان العيش الآمن للإسرائيليين.يات”.

ونوّه الكاتب إلى أن هرتسوغ تجنب الإدلاء ببيان واضح حول الشكل الذي قد يبدو عليه المستقبل بالنسبة للفلسطينيين.ات وإلى وجود انقسام حاد حول هذه القضية، حيث يوجد تأييد لإسرائيل وفهم لحقّها في الدفاع عن نفسها، لكن أيضًا انتقادات شديدة للطريقة التي تتم بها عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين.ات، بما في ذلك النساء والأطفال. وتتجه معظم الأصوات في منتدى دافوس نحو دعم فكرة حل يتضمن إقامة دولة فلسطينية كحل وحيد لتحقيق السلام في المنطقة.

وأضاف أن” الجميع تقريباً، بما في ذلك بعض ممثلي.لات الدول العربية، يدينون الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس، والذي قُتل فيه أكثر من 1200 إسرائيلي.ة، وتم فيه اختطاف ما لا يقل عن 239 رهينة. ولكن هناك تقريباً نفس القدر من الانتقادات الموجهة إلى سلوك الجيش الإسرائيلي في الحرب في غزة. وبحسب المصادر الفلسطينية فقد سقط حتى الآن أكثر من 24 ألف شخص ضحايا له، معظمهم من النساء والأطفال”.

ولفت الكاتب إلى أن غالبية الدول ترى أن إقامة دولة فلسطينية هي السبيل الوحيد لتهدئة الصراع بشكل دائم بعد الحرب وليس الدول العربية فقط. حيث إن ” رئيس حكومة قطر يحظى بدعم كبير في دافوس في التزامه بإقامة دولة فلسطينية، من قِبل كلّ من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.”

وأكد صاحب المقال أنه بدون مثل هذا الحل الواضح للقضية الفلسطينية، يخشى الكثيرون.ات من توسع رقعة الصراع في جميع أنحاء المنطقة. وقد تكون الهجمات التي شنتها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن على سفن الشحن في البحر الأحمر، والهجوم المضاد الأخير الذي شنته القوات الأمريكية على مواقع الحوثيين مساء الخميس، مجرّد بداية لهذا التصعيد.

(المصدر: صحيفة تاغيس انتسايغررابط خارجي، 18 يناير 2024، بالألمانية)

نحو 15.000 قتيل وقتيلة في بلدة واحدة بدارفور

ومن غزّة إلى دارفور، حيث توقّفت صحيفة  لوتون عند مستجدّات المعارك الدائرة غربي السودان. ونقل التقرير عن خبراء وخبيرات لدى الأمم المتحدة، مقتل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص منذ أبريل الماضي في دارفور. حيث ارتكبت القوات شبه العسكرية المتحالفة مع الميليشيات العربية انتهاكات يمكن أن ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.

وشرح التقرير أنّ الصراع بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، الرجل الثاني السابق في النظام العسكري، يدور منذ 15 أبريل 2023. وقد أودى الصراع بحياة أكثر من 13 ألف شخص، وفقًا لتقدير “مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها” (ACLED)، الذي تعتمد عليه الأمم المتحدة.

ووفقاً لتقرير الأمم المتّحدة نفسه، فإن الهجمات في مدينة الجنينة “تمّ التخطيط لها وتنسيقها وتنفيذها من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها”، والتي “استهدفت عمدًا الأحياء المدنية، ومخيمات النزوح، والمدارس، والمساجد، والمستشفيات، كما نهبت أيضًا منازل ومواقع المنظمات غير الحكومية الدولية والأمم المتحدة”.

وواصلت الصحيفة بالشرح إنّ قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها استهدفت مجتمع المساليت، وهي المجموعة العرقية غير العربية ذات الأغلبية في المدينة. كما قامت بوضع قنّاصة “على الطرق الرئيسية”، مستهدفةً “المدنيين والمدنيات بشكل عشوائي، بما في ذلك النساء والحوامل والشباب”. وكتبت أنه، بمعنى أوسع، و”في غرب دارفور”، انتهكت القوّات شبه العسكرية وحلفاؤها “القانون الإنساني الدولي بشكل منهجي”. ” حيث شملت أعمالها الهجوم على المدنيين والمدنيات، والتعذيب، والاغتصاب، والاعتقالات جماعية، والتهجير القسري، والنهب: ونقلت عن خبراء الأمم المتحدة وخبيراتها أن “بعض هذه الانتهاكات يمكن أن تمثّل جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية”.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 23 يناير 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ديبلوماسي سويسري: “هناك فجوة” بين المواقف الحكومية والرأي العام حول حرب غزّة

 هل يمكن أن تجلب قمة تستضيفها سويسرا السلام لأوكرانيا؟

+ توجيهات للقطاع المالي السويسري بالقطع مع سياسات “الغسيل الأخضر”

+ جاكوبو أربينز … السويسري الذي ترأّس غواتيمالا

كلود زيلفيغر .. البشر والطبيعة قبل التكنولوجيا

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: جانيس مافريس

ما هي سمعة سويسرا في البلد الذي تعيش.ين فيه؟

يعتقد العديد من السويسريين.ات أن بلادهم تتمتع بسمعة طيبة في جميع أنحاء العالم. ولكن ما مدى صحة هذا؟

72 إعجاب
129 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 2 فبراير مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكي


قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية