هؤلاء كانوا يثقون في تقنية التشفير السويسرية المتلاعب بها
مع استمرار تراجع وقع صدمة فضيحة التجسس المرتبطة بشركة كريبتو السويسرية شيئا فشيئا، يكشف تحليل رُخص التصدير كيف وضعت بلدان من جميع أنحاء العالم، بمجرّد مواجهتها لأي نوع من الإضطرابات، ثقتها في تقنية التشفير السويسرية التي كان يُفترض أن تكون آمنة تماما.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
SWI swissinfo.ch
English
en
The countries that trusted bugged Swiss encryption devices
في أعقاب الكشف عن انخراط شركة كريبتو التي يوجد مقرّها في تسوغ في عملية تجسس واسعة النطاق قامت بها وكالة الإستخبارات الأمريكية والجهاز الفدرالي للإستخبارات الألمانية، قامت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ مؤخرا بتحليل الطلباترابط خارجي التي تقدمت بها الكثير من البلدان للحصول على تكنولوجيا التشفير السويسرية. وفي هذا الإطار، قامت الصحيفة التي تصدر بالألمانية في زيورخ بدراسة تراخيص التصدير ذات الصلة الصادرة عن أمانة الدولة للشؤون الإقتصادية خلال الفترة الفاصلة بين عامي 1997 و2019.
خلال هذه الفترة، منحت أمانة الدولة للشؤون الإقتصادية ما مجموعه 40.000 ترخيصا لتصدير سلع مدنية وعسكرية. ويتعلّق حوالي 2600 ترخيص منها بالتقنيات التي تتيح التبادل الآمن للمعلومات. واتضح أن الغالبية العظمى من هذه الصادرات تتعلّق بمعدات التشفير، وفق ما أكّدته أمانة الدولة للشؤون الإقتصادية في اتصال مع صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”.
وبالعودة إلى عدد من الخبراء في هذا المجال، أشارت الصحيفة إلى أن ثلاث شركات سويسرية كانت المصدّر الرئيسي لهذه التقنية، من ضمنها شركة كريبتو ومقرّها تسوغ، والتي تصدّرت قضيتها عناوين الصحف الرئيسية لنحو ثلاثة أسابيع بسبب انكشاف صلاتها بعمليات تجسّس شملت جميع انحاء العالم.
المزيد
المزيد
فتح تحقيق حول شركة تشفير سويسرية كانت على ارتباط بوكالة المخابرات المركزية
تم نشر هذا المحتوى على
وفي برن أكدت الحكومة السويسرية يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري أنها فتحت تحقيقًا في التقارير التي أفادت بأن شركة “كريبتو” Cryptoرابط خارجي، المتخصصة في مجال تشفير الاتصالات والتي يُوجد مقرها في تسوغ، كانت مملوكة سراً من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومن طرف دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) لعقود. فقد اتضح أن جهازيْ الإستخبارات…
وكتبت الصحيفة السويسرية: “بمجرّد أن تتفجّر اضطرابات في مكان ما، تنهمر الطلبات الخاصة على تقنية حماية المعلومات من العبث المفترض”. وبما أنه تبيّن حصول تلاعب بتكنولوجيا أجهزة التشفير، فإن مهمّة وكالة المخابرات الأمريكية أصبحت سهلة، حيث كان على أعوانها فقط الجلوس والإستماع إلى المكالمات.
صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” قسمت الفترة التي انصبّ عليها تحليلها (1997- 2019) إلى أربع فترات مفصلية:
1997- 2000: بعد ستّة أشهر من انتخاب هوغو شافيز رئيسا لفنزويلا في ربيع 1999. وافقت أمانة الدولة للشؤون الإقتصادية على تصدير تكنولوجيا التشفير بقيمة 18.9 مليون فرنك إلى هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية. ويُقال إن الولايات المتحدة لعبت دورا مؤثّرا في تنظيم انقلاب فاشل ضد شافيز.
2001- 2008: خلال هذه الفترة، كانت الولايات المتحدة وليبيا من بين أهم البلدان المشترية لتكنولوجيا التشفير السويسرية بقيمة 14.4 مليون فرنك للأولى، و10 ملايين للثانية. ويُذكر أن هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية قد وقعت في هذه الفترة. وبينما كانت الولايات المتحدة مهتمة باستيراد هذه التكنولوجيا قبل وقوع الهجمات، ازداد الطلب الليبي عليها عقب حدوث تلك الهجمات.
2009- 2013: تفجرت ثورات الربيع العربي خلال هذه الفترة. ولذلك ليس من الصدفة أن كانت أكثر البلدان إقبالا على تكنولوجيا التشفير حينها هي بلدان شمال إفريقيا وبلدان الخليج العربية. وفي أعقاب اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مملكة البحرين في عام 2011، وافقت أمانة الدولة للشؤون الإقتصادية على تصدير آلات تشفير بقيمة 19.5 مليون فرنك إلى بلدان الخليج العربية. وأعقب ذلك، وبالتحديد في عام 2013، صدور تراخيص تصدير هذه التكنولوجيا إلى المملكة المغربية بقيمة 13.4 مليون فرنك وإلى الأردن بقيمة 16.6 مليون فرنك.
2014- 2019: في السنوات الأخيرة، تمت المصادقة في أغلب الحالات على طلبات ترخيص بالتصدير إلى بلدان بعينها على علاقة بالحرب في سوريا وظهور “تنظيم الدولة الإسلامية”. وفي هذا السياق، وافقت أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية على عدد كبير من الصادرات إلى المملكة العربية السعودية. وتقول صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” إن صادرات تكنولوجيا التشفير في سويسرا قد انهارت ابتداءً من عام 2018.
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
السلطات السويسرية تتقدّم بشكوى جنائية ضد شركة كريبتو
تم نشر هذا المحتوى على
وتعتقد أمانة الدولة للشؤون الإقتصادية، السلطة المسؤولة من بين أشياء أخرى على منح تراخيص صادرات العتاد الحربي، أن الشركة التي تتخذ من تسوغ مقرا لها قامت بتضليلها عندما تقدمت بطلب للحصول على ترخيص بتصدير أجهزة التشفير المتلاعب بها والمصممة للتجسس. على مدار عقود، باعت كريبتو هذه الأجهزة المتلاعب بها سرا لأكثر من 100 بلد لأغراض التجسس.…
المحقق الفدرالي يحتاج إلى تصريح خاص للاطلاع على الملفات
تم نشر هذا المحتوى على
هذا يعني أنه يتعيّن على نيكلاوس أوبرهولتزر، وهو قاض فيدرالي سابق، أن يتقدم بطلب للسلطات الفدرالية كلما أراد الوصول إلى هذه الملفات الحساسة. وفيما قالت الحكومة السويسرية التي عينت أوبرهولتزر، إنها تريد التحقيق في الوقائع “بأكبر قدر ممكن من الشفافية”. ولكن “لا تزال هناك قيود قانوني.”، كما ذكرت أسبوعية “نويه تسورخر تسايتونغ” في عددها الصادر…
أعضاء حكومة سابقين وبرلمانيين كانوا على دراية بمعاملات كريبتو المشبوهة
تم نشر هذا المحتوى على
ومع بدء التحقيق الفدرالي في القضية، ذكرت العديد من الصحف السويسرية أن وثائق محفوظة في كانتون تسوغ، حيث يوجد مقرّ الشركة السويسرية، تضمّنت أسماء وزيريْن فدراليْين سابقين على الأقل كانا على علم بمعاملات كريبتو. ووفقا للصحيفتيْن الناطقتيْن باللغة الألمانية، “نويه تسورخر تسايتونغ” و”سونتاغس تسايتونغ”، قدمت وزيرة العدل الحالية كارين كيلّر- سوتّر، وثائق إلى الحكومة في شهر…
وزير الدفاع السويسري السابق ينفي معرفته بفضيحة التجسس
تم نشر هذا المحتوى على
في رد فعل على هذه الاتهامات قال كاسبار فيليغر، وزير الدفاع السابق والذي كان عضوا في الحكومة الفدرالية في الفترة ما بين عامي 1989 و1995 لقناة التلفزيون العمومي السويسري الناطقة بالألمانية (SRF)، في بيان نُشر يوم الأربعاء 12 فبراير الجاري إن سجلات وكالة الاستخبارات المركزية “غير صحيحة”. لكن قناة SRFرابط خارجي وصحيفة تاغس أنتسايغر Tages-Anzeiger رابط خارجي أفادتا أن…
كيف رسمت أجهزة تقنية سويسرية مُتلاعبٌ بها ملامح السياسة العالمية
تم نشر هذا المحتوى على
يثبت ملف استخباراتي سري مكون من 280 صفحة تم إعداده من قِبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) و دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية (BND) أنه كان هناك تجسس على مدى عقود من خلال أجهزة تشفير من صنع شركة “كريبتو آي جي” Crypto AG السويسرية تم التلاعب بها. فقد اشترت أكثر من مائة دولة من شتى أنحاء العالم…
تم نشر هذا المحتوى على
يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، أعلنت وزارة الدفاع بأن الحكومة الفدرالية طالبت منذ يوم 15 يناير 2020 بإجراء تحقيق حول قضية التجسس، الأمر الذي يؤكد معلومات كشف عنها برنامج “روندشاو” الإخباري على قناة التلفزيون العمومي السويسري الناطق بالألمانية (SRF). وقد عُهد بالتحقيق إلى القاضي الفدرالي المتقاعد نيكلاوس أوبرهولتسير، الذي سيتعيّن عليه تقديم تقريره إلى الإدارة بحلول…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.