مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل ستصبح الأمم المتحدة قريبا عاجزة عن تحقيق أهدافها؟

Andreas Gefe

بينما تحتفل جنيف في عام 2020 بمرور 75 عاما على نشأة الأمم المتحدة و100 عام على ظهور عصبة الأمم المتحدة، يطرح سؤال حول قدرة هذا النظام العالمي على استيعاب التغيّرات الكبرى الحالية التي تعصف بالدول والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وعلى الاستجابة لمتطلباتها؟ يقدّم هذا الموضوع عناصر الإجابة على هذا السؤال في علاقة بالتحديات الرئيسية الخمس التي تشغل اليوم جنيف الدولية.

 إلى جانب نيويورك، تُعد جنيف، المقرّ الأوروبي للأمم المتحدة، أحد أهمّ مركزيْن للدبلوماسية متعددة الأطراف في العالم. ففي جنيف، يتم تناول التحديات التي تواجه العالم بالتحليل والنقاش، قبل أن تقرّر البلدان الأعضاء في نيويورك أي الخيارات التي يجب اعتمادها لمواجهتها.

المزيد
Meeting

المزيد

مؤتمر نزع الأسلحة من خلال عدسة مارك هينلي

تم نشر هذا المحتوى على بعد 20 عاما من الجمود، استأنف مؤتمر نزع السلاح نشاطه في بداية عام 2018. مارك هينلي، المصوّر الفوتوغرافي المعتمد لدى الأمم المتحدة يسلّط الضوء على عمل هذه المجموعة التي تعقد اجتماعاتها في قصر الأمم.

طالع المزيدمؤتمر نزع الأسلحة من خلال عدسة مارك هينلي

للتأكيد على أن هذه الطريقة في تنظيم العلاقات بين الدول هي أكثر قيمة الآن من أي وقت مضى، اختارت جنيف وسم Multilateralism100# رمزا لهذه الاحتفالية. نداء صريح وإرادة قوية لا نظير لهما من أجل حماية سيادة البلدان الأخرى وانفاذ القانون الدولي المصمم لتنظيم العلاقات فيما بينها، حتى وإن كانت الولايات المتحدة، شرطي العالم في القرن العشرين، بصدد الانزلاق نحو الأحادية.

​​​​​​​
PLACEHOLDER

تحدي تحقيق السلام والأمن: كان هذا سبب وجود عصبة الأمم المتحدة، ثم لاحقا الأمم المتحدة، منظمتان نشأتا في أعقاب الحربيْن العالميتيْن اللتيْن دمرتا القارتيْن الأوروبية والآسيوية. وفي كل مرة، سعى المنتصرون في هذيْن النزاعيْن اللذيْن كانت لهما عواقب على النطاق الدولي إلى صياغة وضع قانوني يتأسس على حق الشعوب في تقرير مصيرها. وذلك حتى لا يكون السلام رهينة توازن القوى بين البلدان العظمى، وحتى يأخذ في الاعتبار مصالح جميع البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة وشعوبها بشكل أفضل.

المزيد
مبنى قصر الأمم في جنيف

المزيد

بفضل جنيف، سويسرا تدخل القرن العشرين بخطى ثابتة

تم نشر هذا المحتوى على بدأ كل شيء بفضيحة في ربيع 1917. عندما حاول وزير الخارجية آرتور هوفمان، بمساعدة البرلماني الاشتراكي روبيرت غريم، تعزيز سلام منفصل بين ألمانيا وروسيا. مما غيَّر مسار الحرب لصالح الامبراطورية الألمانية. وصلت هذه المفاوضات في نهاية شهر مايو من تلك السنة إلى أسماع فرنسا التي جعلتها علنيةً مُسبّبةً بذلك فضيحة مدويّة. وهي ما عُرف فيما…

طالع المزيدبفضل جنيف، سويسرا تدخل القرن العشرين بخطى ثابتة

تحقيق هذا الهدف لا يزال بعيد المنال، وفق ما صرّح به أنطونيو غوتيريس، أمين عام الأمم المتحدة الذي حذّر يوم 4 فبراير 2020 من الرياح المجنونة التي تعصف بعالمنا. “من ليبيا إلى اليمن، مرورا بسوريا، وربما أبعد من ذلك- لقد عاد التصعيد من جديد. فالأسلحة تتدفّق، والهجمات تتوالى (…)، في الأثناء، يتم انتهاك قرارات مجلس الأمن قبل أن يجف الحبر الذي كتبت به”.

فهل ستصبح الأمم المتحدة قريبا عاجزة عن تحقيق الأمن الجماعي، مثلما كانت عصبة الأمم في نهاية ثلاثينات القرن الماضي؟

المزيد
Refugees crossing the Mediterranean

المزيد

هل فشلت الأمم المتحدة في مُعالجة أزمة اللاجئين في أوروبا؟

تم نشر هذا المحتوى على “في وقت مُبَكِّر من صباح هذا اليوم، غرق قارب على مَتنه حوالي 65 شخصاً على بُعد حوالي 45 ميلاً بحرياً قبالة السواحل التونسية”، كما جاء في البيان الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئينرابط خارجي. ووفقاً للمفوضية، فإن هذا الحادث الأخير “هو واحد من أسوأ الحوادث في البحر الأبيض المتوسط منذ عدّة شهور”. من…

طالع المزيدهل فشلت الأمم المتحدة في مُعالجة أزمة اللاجئين في أوروبا؟

إذا كان مجلس الأمن- الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة- في حالة شلل تام، فإن مؤسسات دولية أخرى تابعة للأمم المتحدة تساهم بنشاط في نشر السلام داخل المجتمعات استنادا إلى أسس ثلاث هي: السلام والأمن، والتنمية، وحقوق الإنسان. وهي مجالات متداخلة، مثلما أوضح ذلك كوفي أنان في عام 2005، لما كان أمين عام الأمم المتحدة. أنان قال آنذاك: “لن يتحقق الأمن دون تنمية، كما لن تكون هناك تنمية دون أمن. وكلاهما رهين احترام حقوق الإنسان ودولة القانون”.

ولكن ما هو ملاحظ منذ عشر سنوات تقريبا هو التضييق على الحريات المدنية حتى في ظل الأنظمة الديمقراطية الليبرالية، ليس في الولايات المتحدة فقط بل في أوروبا أيضا.

المزيد

المزيد

الديمقراطيات الغربية في مأزق، فهل هي مهددة؟

تم نشر هذا المحتوى على في السنوات الأخيرة، بيّنَ عدد من المعلّقين ومن التصنيفات أنّ هناك ركوداً في عدد الدول التي تتبنى النظام الديمقراطي في حين يتزايد عدد الأنظمة الاستبدادية في أماكن عدة. وذلك منذ سقوط الأنظمة الدكتاتورية في أمريكا اللاتينية في الثمانينات، ومن ثم العمليات الديمقراطية التي حركها انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين في 1989، سواء في أوربا…

طالع المزيدالديمقراطيات الغربية في مأزق، فهل هي مهددة؟

التحدي الديمغرافي:

بالتزامن مع ذلك، تستغل أنظمة استبدادية مثل الصين نقاط ضعف النظم الغربية للتسويق لنموذج آخر من النجاح الاقتصادي الذي لا يعير أي اهتمام للحقوق المدنية والسياسية للأفراد والمجموعات. وفي قلب العواصم الديمقراطية، يتم التشكيك في منظومة حقوق الإنسان داخل الهيئات الدولية التي يفترض أن تدافع عنها. وفي جنيف، حيث يوجد مقرّ مجلس حقوق الإنسان نشاهد أتون هذه المعركة ذات العواقب العابرة للحدود.

المزيد
القاعة الكبرى التي تدور فيها اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف

المزيد

الصين تُغذي أجواء حرب باردة داخل مجلس حقوق الإنسان

تم نشر هذا المحتوى على في هذا الصدد، لا يُخفي أدريان كلود زولير – المُطلع على كواليس ساحة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة – قلقه مما حدث، ويضيف قائلا: “هذا هو الحدث الرئيسي في هذه الدورة. هذا القرار الصيني يُمثل الخطوة الأولى في مسار انتكاسة كبرى”. ظاهريا، جاء القرار المقدم من طرف بكين متعطرا بشذى المُثل العليا للأمم المتحدة، فهو…

طالع المزيدالصين تُغذي أجواء حرب باردة داخل مجلس حقوق الإنسان

هذا التراجع الذي تشهده الديمقراطيات في العالم، إذا ما تأكّد، يمكن أن يؤثّر على الطريقة التي سيتعامل بها العالم مع التحديات الكبرى التي تواجهه في القرن الواحد والعشرين: التغيرات المناخية وأزمة البيئة، وكذلك التحوّل الرقمي على مستوى الاقتصاد والمجتمع.

 التحدّي البيئي: لا يتوانى أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن التأكيد على أنه لن يكون هناك من حل بالنسبة للتغيّرات البيئية، إلا بانخراط جميع البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة. أمام هذا الخطر الذي يهدد الوجود الإنساني، هل يمكن أن نشهد استفاقة للمجتمع الدولي، مثلما حدث في أعقاب الحربيْن العالميتيْن خلال القرن الماضي؟

المزيد
Manifestation pour le climat

المزيد

“كوب 25” مؤتمر حاسم لمستقبل الكوكب

تم نشر هذا المحتوى على إذا كنا سنقرأ الرسالة من عنوانها، فأن نتوقع نتائج واضحة وملموسة من مؤتمر مدريد الدولي للمناخ (COP25 ، (من 2 إلى 13 ديسمبر)، أمر صعب، فقد كان مقررا عقده بداية في البرازيل، ثم تحوّل إلى تشيلي، فقادت موجة الاحتجاجات في البلد الأنديزي إلى تغيير في الخطة وبروز عدّة بدائل محتملة، كان من بينها كوستاريكا وألمانيا…

طالع المزيد“كوب 25” مؤتمر حاسم لمستقبل الكوكب

في الوقت نفسه، ينخرط العالم في ثورة صناعية أكثر عمقا وأوسع نطاقا من الثورة السابقة التي حدثت في القرنين التاسع عشر والعشرين. ويعمل التحول الرقمي على إحداث تغيّرا جذريا في عالم الاقتصاد والمال، كما يعيد صياغة عمل المجتمعات والحقوق الديمقراطية التي من المفترض أن تحكمها. وتواجه الحقوق الفردية والجماعية الواردة في ميثاق الأمم المتحدة تهديدا حقيقيا.

التحدّي الصحي: إنه البجعة السوداء – الحدث غير المتوقع – على مستوى القضايا العالمية. إن وباء الفيروس المستجد SARS-CoV-2 يهز المنظمات العالمية على كوكبنا بطريقة لم يعرف لها مثيل قط. وبوجود منظمة الصحة العالمية في الخط الأمامي، يمكن للأمم المتحدة أن تثبت أهمية دورها كمنبر للتعاون والتنسيق بين السياسات الوطنية.

خاصة وأن هذا الوباء، الذي فاجئ الدول، كان من الممكن في الحقيقة التكهن به. بعد الأوبئة السابقة له،مثل الإيدز في الثمانينيات والسارس في عام 2002، قامت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بمراجعة اللوائح الصحية الدولية في عام 2005 لاحتواء هذه الفيروسات ذات الأصل الحيواني. ولكن فيروس كورونا الجديد تسبب بمثل هذا الخراب، لعدم تنفيذ تلك التوصيات بشكل كاف. ويبقى أن نرى ما إذا كانت صدمة كوفيد – 19 وعواقبها المتعددة الأوجه ستعيد إضفاء الشرعية على الأمم المتحدة أو تفريغها من جميع عناصرها، مثل عصبة الأمم التي تأسست قبل قرن من الزمان.

المزيد
infirmière

المزيد

جيل بومرول: «على جميع الدول إقتناء أنظمة الكشف والإنذار عن الفيروسات الجديدة»

تم نشر هذا المحتوى على يكشف وباء كوفيد-19 عن حدود ونقاط ضعف الأنظمة الصحية في أي بلاد، ولكنه يُظهر أيضاً التقدم الملحوظ على الصعيد الدولي منذ وباء سراس في عام 2003. تحليلات جيل بومرول، الأخصائي الفرنسي الذي يتمتع بخبرة 30 سنة من خلال عمله في منظمة الصحة العالمية (OMS) في جنيف. مع تفشي كل وباء جديد، تجد منظمة الصحة العالمية نفسها في موقف لا تُحسد عليه، فإما أن تُتَّهم بالإفراط أو بالتقصير. ومع أنَّ منظمة الصحة العالمية تكون موضع تجاذب بين متطلبات الدول الأعضاء فيها، وبشكل خاص أكبر الدول المساهمة فيها، وبين دورها في تنسيق سياسات الصحة على المستوى الدولي، فهي تسهم مع ذلك في تحسين الاستجابة للأوبئة الجديدة، شيئاً فشيئاً، كما يذكر الدكتور جيل بومرول، الأخصائي في الصحة العامة الدولية. عمل جيل بومرول، متخصص في الصحة العامة الدولية، بمنظمة الصحة العالمية (OMS) في كل من جزر الكاريبي وآسيا والمحيط الهادي وإفريقيا. كما كان أيضاً مسؤولاً عن مراجعة اللوائح الصحية العالمية في عام 2005. وهو ينقل هذه التجربة حالياً إلى مركز جنيف للسياسة الأمنية (GCSP) من خلال تقديم تدريب حول الأمن الصحي الدولي. swissinfo.ch: في وقتنا الراهن، يواجه العالم تحدياً كبيراً مع الانتشار السريع لفيروس كورونا القادم من الصين. كيف يمكن لهذه الفيروسات الجديدة أن تغيّر المُعطيات؟ جيل بومرول: أكثر من 60% من الالتهابات الفيروسية التي تصيب الإنسان تأتي من الحيوانات. وتشير مبادرة صحة واحدة «one health»، التي انطلقت في بداية عام 2000، إلى أنَّ الكائنات الحية تعيش مع بعضها البعض وأنَّ صحة جميع الكائنات الحية مترابطة جداً فيما بينها. ويأخذ انتقال العدوى بالفيروسات من الحيوان إلى الإنسان أبعاداً مهمة. فترتبط هذه الظاهرة بتطور مجتمعاتنا وازدياد عدد السكان في العالم الذين ينتشرون ويتوسعون في الأرض على حساب الأنظمة البيئية البرية. مع تحسن النظافة العامة، وتطور المضادات الحيوية، تراجع اليوم خطر العدوى بالأوبئة مثل الكوليرا. ولكننا لا زلنا نواجه فيروسات جديدة من أصل حيواني لا نملك الدواء لعلاجها. swissinfo.ch: إذاً تتطور الفيروسات كغيرها من باقي الكائنات الحية، متكيفة مع التغيرات في بيئتها الطبيعية. جيل بومرول: هذا هو ما يحدث بالضبط. لكي تبقى على قيد الحياة، تحتاج الفيروسات إلى خلايا الكائنات الحية لتتطفّل عليها. في بعض الحالات، يحدث توازن بين الفيروس والجسم ويتعايش كل منهما مع الآخر بسلام. وهذا هو حال الخفافيش التي تحمل الكثير من الفيروسات دون أن تمرض أو تموت بسببها، مع قدرتها على نقلها للإنسان. swissinfo.ch: لقد أحرز الطب والنظافة الصحية تقدماً كبيراً منذ القرن الماضي. ما دلالة الوباء الحالي بالنسبة لهذا التطور الصحي؟ جيل بومرول: إذا استطعنا العيش حتى الثمانين عاماً وسطياً، فيعود الفضل بالفعل إلى التطورات التي حصلت في مجال النظافة واللقاح والعلاج بالمضادات الحيوية. فكل هذه الأمور مجتمعة تساعد على السيطرة على الكثير من الأوبئة. وربما تكون الفيروسات المسؤولة عن الأوبئة الحالية موجودة من قبل. لكننا اليوم قادرون على اكتشافها بشكل أسرع ومراقبتها بشكل أفضل. وهذا ما يجعلنا نعتقد بأننا نتعرض باستمرار لهجمات فيروسات جديدة. كما أنَّه لا يزال لدينا نقص في علاج بعض الأمراض، حتى وإن كان هناك تقدم في إكتشاف لقاحات جديدة. كما يكشف كوفيد-19 أيضاً عن مشكلة أخرى. فالكثير من الدول لم تدرك بعد خطورة هذه الأوبئة. فنجدها غير مُزوّدة بأنظمة الكشف المبكر والتدخل السريع لاحتواء تفشي هذه الأوبئة الجديدة. swissinfo.ch: كيف كانت ردة فعل منظمة الصحة العالمية؟ جيل بومرول: خلال السنوات الأخيرة، عملنا كثيراً في منظمة الصحة العالمية على وضع قواعد صحية دولية بهدف تنبيه الدول إلى حاجتها لامتلاك القدرات اللازمة للاستجابة للأوبئة. وقد تمَّ تطوير هذه القواعد الصحية في عام 2015 لمعالجة وباء سراس الذي كان له تأثير اقتصادي كبير نوعاً ما، على الرغم من السيطرة السريعة عليه. تشاورت بعض الدول من أجل الحصول على اتفاقية دولية حول كيفية التعاون خلال هذه الأحداث، مثل تبادل المعلومات والمساعدات والعلاجات الصحيحة …إلخ.وخطوة تلو خطوة، يتم إحراز تقدم. مع فيروس كورونا هذا وتأثيره الكبير على الاقتصاد، ينبغي على جميع دول العالم أن تدرك الحاجة لامتلاك أنظمة الكشف والإنذار الضرورية لمواجهة الوباء. حيث ستسمح أنظمة الكشف والإنذار الموجودة في كل بلد باتخاذ الإجراءات اللازمة بأسرع وقت ممكن بهدف منع انتشار وباء مثل فيروس كورونا. يمكننا أن نُشبه هذه الحالة بمحطات الإطفاء. حيث توجد محطات للإطفاء لا يتم استخدامها كثيراً. لكنها جاهزة للتدخل في حال نشوب حريق. الأمر الذي يسهم في الحد من انتشار اللهب. swissinfo.ch: هل يؤثر هذا النقص على الدول الفقيرة فقط؟ جيل بومرول: لا. هناك دول غنية، لكنها لم تستثمر بما فيه الكفاية في أنظمة التجهيز والاستجابة السريعة واللازمة لمواجهة الأحداث الوبائية الجديدة. وعندما يظهر فيروس في دولة من هذه الدول، يصبح من المستحيل منع تفشيه في باقي بلدان العالم. فيكون بالإمكان الحد من انتشار الوباء ولكن يصعب إيقافه. swissinfo.ch: هل هو عبارة عن وباء أم جائحة؟ جيل بومرول: الفيروس لم يصل بعد إلى الغالبية العظمى من البلاد ولم ينتشر بعد على نطاق واسع في الكثير من الدول. إلا أنّه آخذ بالوصول. وبالتالي فنحن نتجه نحو الجائحة. (هذا الوضع تغيّر في الأيام القليلة الأخيرة، وبالفعل أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وياءًا علميا يوم الأربعاء 11 مارس الجاري). swissinfo.ch: هل يمكن تقدير مدة هذا الوباء؟ جيل بومرول: لا تزال الكثير من المعطيات مجهولة بالنسبة لنا. هل تسبق العدوى ظهور علامات المرض؟ يبدو أنَّ هذا هو الحال. كم يوم قبل المرض؟ هل تنتقل العدوى دون ظهور أعراض المرض؟ يُقدَّر معدل وفيات الفيروس بـ 2%. ولكن قد يُعاد النظر في هذه النسبة عندما تكون لدينا جميع المعطيات. فلو نظرنا إلى الصين، لوجدنا أننا وصلنا إلى الذروة بعد شهرين من بداية انتشار المرض في أواخر شهر ديسمبر. ومنذ نهاية فبراير، بدأ الفيروس بالتراجع. وذلك بعد اتخاذ تدابير صارمة جداً مع وضع 50 مليون شخص في الحجر الصحي. لا يزال الوقت مبكراً لمعرفة مدى جدوى هذه التدابير، وفيما إذا كنا سنلاحظ، في البلدان الأخرى التي انتشر فيها الوباء، نفس فترة انتشار المرض التي استمرت شهرين، وتلتها فترة استقرار ثم تراجع للوباء. فإذا كان الحال كذلك، في أوروبا ونصف الكرة الأرضية الشمالي، سيصبح الوباء محدوداً مع اقتراب شهر مايو أو يونيو، حيث لا تستطيع الكثير من الفيروسات البقاء على قيد الحياة مع ارتفاع درجات الحرارة. من المرجح أن يستمر الوباء بالانتشار في نصف الكرة الأرضية الجنوبي الذي سيكون في فصل الشتاء، ليعود من جديد إلى النصف الشمالي في الشتاء القادم. هذه بالتأكيد مجرد فرضيات. swissinfo.ch: إذاً، هل يمكن أن يصبح كوفيد-19 مرضاً متوطناً؟ جيل بومرول: هذا الاحتمال وارد بالفعل، لكننا نأمل بالعثور على لقاح يسمح في غضون الأشهر القادمة (من 6 إلى 12 شهر) بحماية جزء كبير من السكان المُعرّضين للخطر. تمت مراجعة اللوائح الصحية العالمية في عام 2005 بعد انتشار الأوبئة مثل الإيدز وفيروس سراس، وهذه اللوائح هي عبارة عن اتفاقية موقعة من قبل 196 دولة، بما في ذلك مجموعة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية. وتتعهد هذه الدول بالتعاون من أجل المحافظة على الأمن الصحي العالمي. ووافقت الدول الموقعة على تعزيز قدراتها فيما يتعلق بالكشف عن أحداث الصحة العامة وتقييمها والإبلاغ عنها. تلعب منظمة الصحة العالمية دور المُنسّق بين الدول وتساعدها لتعزيز قدراتها، بالتعاون مع شركائها. بعد اعتماد هذه الاتفاقية والجائحة الناجمة عن فيروس أنفلونزا الخنازير (H1N1)، في عام 2009، قامت سويسرا بمراجعة القانون الفدرالي بشأن الأوبئة، والذي تمَّ اعتماده من قبل الشعب في عام 2013 بعد استفتاء. ويُعتبر هذا القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 2016، الأساس القانوني الذي تعتمد عليه الحكومة اليوم للتصدي/ للاستجابة للوباء الحالي.

طالع المزيدجيل بومرول: «على جميع الدول إقتناء أنظمة الكشف والإنذار عن الفيروسات الجديدة»
المزيد
A Delft ceramic panel by the Dutch illustrator Albert Hahn Jr

المزيد

هل قامت منظمة العمل الدولية بتطوير حقوق العمال؟

تم نشر هذا المحتوى على في عام 1919، جمع الهيكل الثلاثي الفريد لمنظمة العمل الدوليةرابط خارجي، والذي ما زال قائما إلى اليوم، بين الحكومات والعمال وأصحاب العمل الطموحين، لإنشاء إطار للدفاع عن حقوق العمال ولحمايتهم من الاستغلال والعبودية ولضمان حريّة تشكيل الاتحادات الممثلة لهم. بعد مائة عام،رابط خارجي وفي عالم فيه سلاسل توريد معقدة ووظائف غير آمنة، وزيادة القيود التنظيمية العالمية…

طالع المزيدهل قامت منظمة العمل الدولية بتطوير حقوق العمال؟

التحدّي الرقمي: تحاول الأمم المتحدة استعادة المبادرة بالنسبة لهذه القضية، لا سيما انطلاقا من جنيف، من خلال وضع معايير قانونية قادرة على توجيه هذا التحوّل من أجل أن يكون في مصلحة الجميع وفي احترام كامل لحقوقهم الأساسية. 

المزيد
براد سميث، رئيس مجموعة مايكروسوفت،

المزيد

«مجموعة عمالقة الإنترنت تريد أن تُجرّدنا من مهاراتنا»

تم نشر هذا المحتوى على تسعى عدة مبادرات إلى جعل جنيف مركزاً لتنظيم الفضاء الالكتروني وعملية الانتقال إلى التكنولوجيا الرقمية لكن مديرة المجموعة السويسرية للأمن والدراسات في المجال السيبراني بجامعة لوزان تنظر بعين النقد للديناميكية المعمول بها.

طالع المزيد«مجموعة عمالقة الإنترنت تريد أن تُجرّدنا من مهاراتنا»
محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
مقالاتنا الأكثر قراءة هذا الأسبوع

اشترك في نشرتنا الإخبارية المجانية للحصول بانتظام على أهم منشوراتنا حول مواضيع متنوعة مباشرة في صندوق بريدك

أسبوعيا

توفر سياسة خصوصيّة البيانات المعتمدة من طرف هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (SRG – SSR) معلومات إضافية وشاملة حول كيفية معالجة البيانات.


قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية