الحاجة لتعاون دولي حتى لا تكون أدوية مرض كوفيد-19 سبباً للنزاع
وفقاً لتحذير خبيرة الصحة العامة في جنيف، السيدة سويري مون، يتوجّب على الدول توحيد الجهود في تأمين الموارد، والاتفاق على كيفية تقاسم المعلومات، ومشاركة التكنولوجيا بشكل عادل فيما بينها، في مواجهة المعركة العالمية ضد فيروس كورونا، لتلافي خروج الوضع عن نطاق السيطرة.
تم نشر هذا المحتوى على
9دقائق
ولد سايمون في لندن، وهو صحفي وسائط متعددة، يعمل فيswissinfo.ch منذ عام 2006. يتحدث سايمون الفرنسية والألمانية والإسبانية، وهو يغطي أحداث الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من القضايا لمناطق سويسرا المتحدثة بالفرنسية بشكل رئيسي.
وبحسب إحصائيات وكالة رويترز للأنباء، أصيب أكثر من 531600 شخص بالفيروس في 203 دولة ومنطقة وتوفي أكثر من 24 ألف شخص (حتى تاريخ كتابة هذا التقرير).
تشغل الدكتورة سويري مون منصب المديرة المساعدة لمركز الصحة العالمي في معهد جنيف للدراسات العليا، وهي خبيرة في الصحة العالمية والحوكمة والأمراض المعدية.
swissinfo.ch: تخضع منظمة الصحة العالمية لمراقبة دقيقة بشأن وباء فيروس كورونا المستجد. ما رأيك في الدور القيادي لوكالة الأمم المتحدة؟
سويري مون: بشكل عام، قامت منظمة الصحة العالمية بعمل ممتاز، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الإمكانيات المحدودة المتاحة لها، سواء تلك الإمكانيات القانونية أو المالية أو غيرها. وإذا أردنا المقارنة بين الوضع الحالي وبين وباء إبولا الذي انتشر في غرب أفريقيا بين عامي 2014-2016 أو جائحة H1N1 الجديد (المعروف أيضاً باسم أنفلونزا الخنازير)، فلا مجال للمقارنة على الإطلاق.
فقد اضطلعت منظمة الصحة العالمية بدور ريادي إزاء هذه الأزمة وكان القيّمون عليها يتوجهون باستمرار إلى وسائل الإعلام، لحث الحكومات على القيام بالمزيد من الجهود لاحتواء انتشار الفيروس، وإصدار التوجيهات بأقصى سرعة، بشأن عدد من المواضيع المهمة للعاملين الصحيين وأصحاب العمل. لقد عمل هؤلاء بلا كلل، كما أن عملهم في تنسيق البحوث العلمية لوضع حد لهذا الفيروس كان ضرورياً وأساسياً.
نحن نعلم أن إرشادات منظمة الصحة العالمية يعوّل عليها بشكل خاص في البلدان النامية، لدرجة اعتبارها كالكتاب المقدس. لذا ستكتسب القيادة السياسية لهذه المنظمة وتوجيهاتها إزاء هذا الفيروس، أهمية أكبر في الأسابيع والأشهر القادمة حيث من المتوقع أن يصبح الوباء بحق وباء عالمياً.
swissinfo.ch: ولكن منظمة الصحة العالمية تعرضت مرة أخرى لانتقادات، حيث قال البعض إنها لم تتعامل بالسرعة المناسبة والفعالية المطلوبة مع فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في ووهان- الصين، أواخر العام الماضي. فما الذي كان ينبغي لها أن تقوم به على نحو مختلف؟
سويري مون: لقد قامت منظمة الصحة العالمية بإجراءات كثيرة وعلى أحسن وجه في ظل ظروف بالغة الصعوبة ووسط عدم اليقين الشديد. نعم، كانت هناك بعض التوجيهات المربكة وغير الواضحة. إن منظمة الصحة العالمية تصدر كل ما يلزم من توجيهات للعاملين في مجال الرعاية الصحية. ولكن البعض يرى أنه كان على منظمة الصحة العالمية القيام بإجراءات ما خارجة عن إطار عملها المعتاد- كإصدار توجيهات بشأن تدابير الاحتواء التي لها عواقب اقتصادية واجتماعية هائلة.
أحد الانتقادات التي واجهتها منظمة الصحة العالمية في الماضي والتي لا تزال تواجهها هي أنها منظمة طبية بحتة. تكمن نقاط قوتها في قطاع الصحة ولكن عندما تخرج الأزمات عن نطاق السيطرة وتتخطى هذا القطاع إلى مجالات أخرى- كما هو الحال مع فيروس كورونا – فإن السؤال الذي يُطرح هو: “إلى من نلجأ حينئذٍ؟”
swissinfo.ch: تعهّد قادة مجموعة العشرين في 26 مارس المنصرم، بضخ أكثر من 5 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي و “القيام بكل ما يلزم للتغلب على الوباء”. وفيما يتعلق بالصحة، التزموا بسد فجوة التمويل في خطة استجابة منظمة الصحة العالمية وتعزيز تفويضها وكذلك توسيع القدرة التصنيعية للإمدادات الطبية، وتعزيز القدرات على تلبية الحاجات المتعلقة بالأمراض المعدية، وتبادل البيانات السريرية؛ فهل هي صحوة القادة أخيراً على الحاجة إلى تعاون عالمي لمكافحة الفيروس؟
آمل أن تتوقف الدول عن التعاطي مع هذا الوباء على أساس مقاربة داخلية بحتة وأن تولي الاهتمام الجدّي والعميق للتعاون الدولي المطلوب من أجل احتوائه والسيطرة عليه.
والواقع أن إعلان مجموعة العشرين قد حدد بدقة العديد من المجالات المتعددة، التي ما زلنا نحتاج فيها إلى تعاون أكثر قوة وموثوقية مما رأيناه في السابق. إنني أتفهم، على المستوى الإنساني البحت، سبب تركيز الحكومات على أوضاعها الداخلية فيما يتعلّق بالفيروس، لا سيّما وأن جميع الدول الكبرى التي يعوّل على قيادتها على المستوى العالمي، كانت، في الوقت نفسه، مستنفرة كليّاً أمام حالات الطوارئ المحلية. وبالرغم من أن هذا الواقع يمكن استيعابه، إلا أننا لا نستطيع أن نتجاهل الأبعاد الدولية للأزمة، ونحتاج إلى تعاون دولي جامع لإخماد هذا الحريق.
أعتقد أن اتساع القضايا التي يغطيها بيان مجموعة العشرين مع الإرادة الطيبة في معالجتها، أمر مشجع للغاية. ولكن بمجرد أن تصل الأمور إلى بذل الأموال ومشاركة المعلومات – حين تصل المقرّرات إلى مرحلة التنفيذ – وتقديم الموارد والمؤازرة الفعلية، فسنرى ما ستؤول إليه الأمور.
swissinfo.ch: لقد عبرت عن مخاوفك من أنه يتوجب على الدول التي تتطلّع إلى المستقبل، أن تتوصل إلى اتفاقيات عالمية، لضمان وصول العقاقير الفعالة والتشخيصات واللقاحات إلى من هم في أمس الحاجة إليها، بشكل أسرع من غيرهم.
سويري مون: إننا لا نعرف حتى الأدوية التي قد نحتاجها، ورغم ذلك فالبلدان ذات القدرة التصنيعية تمنع الصادرات وتقوم بتكديس الأدوية في مستودعاتها. لقد شهدنا ذلك أيضاً مع الأقنعة والمواد الواقية.
ويمكننا تخيل كيف ستكون عليه حال البلدان الفقيرة التي ليس لديها القوة الدبلوماسية أو المالية لدولة أوروبية – لا شك بأنها ستكون في آخر اللائحة المتعلقة بتأمين الحاجات.
ستصل اللقاحات إلى خطوط الإمدادات في الأشهر الـ 12 إلى الـ 18 المقبلة، لكن مشكلة النقص في العقاقير باتت على الأبواب. لدينا تجارب صغيرة تفيدنا ببعض النتائج في شأن الأدوية الفعالة إزاء الفيروس، وفي القريب العاجل سيكون لدينا فكرة أوضح عن الأدوية والعلاجات وطرق استخداماتها الفعالة وفي أية حالات. سنرى المزيد من البيانات والنتائج في الأسابيع المقبلة وستكون الحكومات أكثر يقيناً بشأن حاجاتها الفعلية.
وسيكون التزاحم للحصول على هذه المنتجات غير مسبوق، وسيكون صراعاً مفتوحاً ما لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق أساسي على المبادئ: يجب أن تكون للبلدان الأكثر تضرّراً من الوباء، الأولوية في الحصول على هذه المنتجات. قد يبدو ذلك من البديهيات، لكنني لا أعتقد أن الأمور ستحصل على هذا النحو. إذا لم نتوصل إلى اتفاق دولي حول كيفية مشاركة المعلومات والتكنولوجيا والتشارك في بذل الموارد اللازمة بسرعة، فسنجد أنفسنا أمام فوضى عارمة.
محتويات خارجية
لا يمكن حفظ اشتراكك. حاول مرة اخرى.
شارف على الإنتهاء… نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
المزيد
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
يستمر عدد الإصابات الجديدة بوباء كوفيد – 19 في الانخفاض في سويسرا، وكذلك عدد الأشخاص الذين يقومون بإجراء اختبارات.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الوباء يهز سوق المضادات الحيوية التي تعاني من الكساد أصلا
تم نشر هذا المحتوى على
وجدت إحدى الدراسات الأولى للمصابين بفيروس كورونا المستجد في ووهان، مركز تفشي الفيروس، أن بعض المرضى، لا سيما من هم في حالة حرجة، عانوا من عدوى بكتيرية فرعية. وقد تم إعطاء هؤلاء المصابين المضادات الحيوية ولكن الدراسة لاحظت ارتفاع معدلات مقاومة الأدوية لبعض البكتيريا، مثل البكتيريا سلبية الجرام، مما يزيد من خطر الصدمة الإنتانية.
وفي حين أن المضادات الحيوية لا تقوم بمعالجة الفيروسات مثل فيروس كورونا المستجد، لكنها تّعتبر خط دفاع مهم ضد الالتهابات البكتيرية الفرعية مثل الالتهاب الرئوي المرتبط بالتنفّس والتهابات المسالك البولية والإنتان، وهذه الالتهابات هي الأكثر شيوعاً بين حالات المرضى الذين يتوجّب عليهم البقاء لفترات طويلة في وحدات الرعاية المركزة، ولا سيّما أولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
ومع ذلك، لم يتم التطرق إلى المضادات الحيوية، إلا بشكل خجول جداً.
يقول مانيكا بالاسيجارام، وهو طبيب يرأس الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية GARDP ومقرها جنيف، والتي تركز على الفئات الضعيفة، الأكثر تضرراً من كوفيد -19: "في الوقت الحالي، ليس لدينا رؤية واضحة لحركة العرض والطلب للمضادات الحيوية، ونحن لا نعرف ما هي المضادات الحيوية التي استُخدمت في علاج مرضى فيروس كورونا وفي أية حالات أدى ذلك إلى حدوث تعقيدات".
ويضيف بالاسيجارام لموقع swissinfo.ch: "في حالات التفشي، ما زلنا بحاجة إلى الأدوية الأساسية مثل المضادات الحيوية". وبسبب الوضع المعقد والفوضوي الناتج عن كثرة عدد الأشخاص ممن يجب وضعهم على أجهزة التنفس، وعدم وجود الوقت الكافي لدى الجهاز الطبي لتغيير القفازات بين مريض وآخر، فإن حالات العدوى في المستشفيات ستزداد بشكلٍ مضطرد.
كل ذلك لم يكن ليشكّل مصدر قلق كبير، لو لم تكن سوق المضادات الحيوية تعاني أصلاً ومنذ سنوات من الإهمال. إن النقص في هذه المضادات الحيوية، ومقاومة الكائنات البشرية لها، آخذان في الازدياد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي تقدر أن الأمراض المقاومة للأدوية يمكن أن تتسبب في 10 ملايين حالة وفاة كل عام، بحلول عام 2050.
وبحسب تقرير صادر عن شركات تعمل في صناعة الأدوية الحيوية، نُشر في وقت سابق من هذا العام، فإن 47% من الشركات الـ 65 التي شملها البحث، عانت من اضطرابات في سلسلة توريد منتجات المضادات الحيوية.
ومع إغلاق المزيد من الدول لحدودها، وقيام الهند بوضع بعض القيود التجارية، وتعطل عجلة التصنيع في الصين، هناك مخاوف متزايدة من أن تصبح تلبية الاحتياجات المتزايدة لهذه المضادات، أكثر صعوبة.
ويخبر إينيا مارتينيلي، رئيس قسم الصيدلة في مستشفى FMI في إنترلاكن، swissinfo.ch أن المستشفيات في سويسرا تعيد تنظيم أوضاعها على ضوء التطورات المستجدّة، وأن الإمداد في الوقت الراهن لا يعتبر مشكلة، لكنه أعرب عن قلقه عما ستؤول إليه الأمور في غضون بضعة أشهر.
ويقول مارتينيلي: "هذه [الجائحة] سيكون لها تأثير على توريد هذه المضادات، لكننا لا نعرف بعد، أي من هذه المضادات ستتأثر".
من ناحيتها، أخبرت شركة "ساندوز" Sandoz ، إحدى فروع شركة " نوفارتيس" Novartis، وأكبر مصنع للمضادات الحيوية البديلة في العالم، موقع swissinfo.ch أنها لا تتوقع في الوقت الحالي، تعطل سلسلة التوريد للجزء الأكبر من محفظتها الاستثمارية، نظراً للإجراءات الصارمة للتخفيف من حدّة الأزمة ولمستويات المخزون الضعيفة.
ومع ذلك، فإن الوضع ديناميكي ومتغيّر بشكل مستمر، وهناك جوانب خارجة عن سيطرة أي شركة مصنّعة. كما أعلنت الشركة في أواخر فبراير المنصرم، أنها ستحافظ على استقرار أسعار الأدوية الأساسية، على الرغم من التقلبات الراهنة في الأوضاع.
أزمة بطيئة
يحذر الخبراء منذ سنوات من أن سوق المضادات الحيوية في خطر؛ فرغم أن المضادات الحيوية تعد من أقدم الأدوية إلا أن الإفراط في استخدامها وإساءة استخدامها على مر السنين، دفع البكتيريا إلى بناء دفاعات ضدها، ونتجت عن ذلك حاجة ملحة لوجود مضادات حيوية جديدة.
يقول مارك غتزيتغر، الرئيس التنفيذي لشركة "بيوفيرسيس" Bioversys السويسرية الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، إن شركته كانت تعمل على "تقديم المضادات الحيوية بسعر منخفض بسبب طلب كميات ضخمة منها، لكن هذا الأمر تغير بشكل هائل"؛ فقد أصبح الأطباء أكثر حذراً بشأن وصف المضادات الحيوية، واقتصر وصفها على الحالات التي يكون فيها إعطاؤها للمرضى ضروريّاً.
وتعمل "بيوفيرسيس" على تطوير مضاد حيوي لمكافحة الالتهابات البكتيرية سلبية الجرام ذات المقاومة العالية في المستشفيات التي لديها معدل وفيات بنسبة 50 %. وكان من المقرر الدخول في تجارب سريرية في وقت لاحق من هذا العام، لكن غتزيتغر يخشى أن يتأجل هذا الأمر بسبب انشغال هيئات الموافقة على الأدوية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في احتواء فيروس كورونا.
ومع تراجع حصول المزيد من الأدوية على براءات الاختراع، ارتفع الطلب عليها في الاقتصادات الناشئة وانخفضت الأسعار؛ وقد دفع هذا الواقع العديد من الشركات، إلى الخروج من سوق الأدوية التي لم تعد بالنسبة لها تجارة مربحة.
كما وجد تقييم لـ 30 شركة أن البحث في مجال المضادات الحيوية وتطويرها، أصبح يتركز أكثر فأكثر لدى عدد قليل من الشركات. وقد حذر جاي إيير، الذي يرأس مؤسسة "الوصول إلى الدواء" خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، من أننا "نعتمد على عدد قليل جداً من الشركات لضبط الإمداد العالمي بالمضادات الحيوية."
من ناحيتها، أعلنت العديد من شركات الأدوية الكبرى بما في ذلك نوفارتيس وألرغان مؤخراً عزوفها عن القيام ببحوث عن مضادات حيوية جديدة، وفي مقابل ذلك انطلقت شركتان جديدتان للمضادات الحيوية العام الماضي. أما شركة الأدوية العملاقة الأخرى روش، التي تتخذ من بازل مقراً لها، فقد انسحبت من العمل على المضادات الحيوية في تسعينيات القرن العشرين، لكنها أعادت بناء خبراتها في هذا المجال.
الوقوع في مأزق
ويقول مارتينيلي: "لقد حذرنا دائماً من أن هذا الأمر قد يطرح مشكلة".
حين لاحظ مارتينيلي أن تزايد الإنتاج أصبح أكثر تركيزاً في قارة آسيا، بدأ منذ أربع سنوات في تتبع النقص المتكرر في الأدوية بما فيها المضادات الحيوية، وذلك عبر موقع drugshortage.chالذي أنشأه. وقبل أربع سنوات، سجّل نقصاً متعلّقاً بحوالي 100 عبوة من الأدوية، والآن هناك نقص بأكثر من 700 عبوة. ولا تعود أسباب هذا النقص إلى جائحة الفيروس المستجد كوفيد 19.
في سويسرا، هناك حوالي 70 إلى 80 % من المكونات الصيدلانية النشطة (API) التي تأتي من آسيا، حيث الإنتاج أقل كلفة. وبعض هذه المكونات يخص المضادات الحيوية. إن هذا الاعتماد على عدد أقل من مواقع الإنتاج خارج أوروبا، يعني أنه يكفي أن يعاني مصنع واحد من مشاكل ما، حتى يؤدي ذلك إلى الوقوع في مأزق كبير.
فعندما أدى إغلاق المصانع الصينية، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، إلى تباطؤ إنتاج الأدوية في الهند، أمرت الحكومة الهندية بحظر تصدير ستة وعشرين منتجاً صيدلانياً، وشمل ذلك بعض المضادات الحيوية.
ويقول توماس كويني، المدير العام رئيس الاتحاد الدولي لمُصَنّعي الأدوية: "تمتلك الشركات عادةً مخزونات تلبي حاجة السوق لفترة تتراوح بين شهرين وستة أشهر، وهي قادرة على التعامل مع انقطاع المخزونات على المدى القصير. لكن المشكلة تبدأ عندما تأخذ الدول في التخزين - فتضاعف الطلب ثلاث مرات لأنها في حالة من الذعر، وتفرض المزيد من القيود التجارية، وهذا لا يجدي نفعاً بقدر ما يزيد الأمور تعقيداً".
ويعتبر مصنع ساندوز في كوندل بالنمسا، المصنع الوحيد المتبقي في أوروبا لإنتاج المضادات، مما يجعله أقل تعرضاً للاضطرابات من غيره من المصانع، بحسب القيمين عليه.
يقول مارتينيلي أنه كان في مناقشات مع العديد من مديري هذه الصناعة، ولا يشك مطلقاً في استعدادهم لمد يد العون، خلال هذه الأزمة.
نداء صحوة
على مدى السنوات القليلة الماضية، قامت الحكومات والمؤسسات المختلفة بتكثيف جهودها في الاستثمار في مجال أبحاث وتطوير المضادات الحيوية؛ ولكن بالرغم من تدفق الاستثمارات، يعتقد الخبراء بأن النموذج الاقتصادي الحالي لم يعد قابلاً للاستمرار.
ويعتبر غتزيتغر أنه "من المستحيل أن تحافظ على سوق مستدام عندما لا يُسمح لك بالبيع بسعر مناسب"، موضحاً وجهة نظره بالقول إن هناك نوع من الحلويات في متجر شوكولاتة حصري في زيورخ، يُباع بثمن أغلى من الأموكسيسيلين، وهو مضاد حيوي يستخدم لعلاج الحالات الحرجة.
ويضيف أنه من الصعب جذب المستثمرين عندما لا يكون هناك عائد، وهذا هو السبب في أن معظم شركات تطوير الأدوية لديها أقل من 100 موظف. "لدينا ظروف ملحّة ولم يتبق في هذا المجال سوى عدد قليل جداً من الخبراء الذين يمكنهم تطوير أدوية مضادة للبكتيريا. إذا لم نغير الأشياء ولم نعد إلى الاستثمار، فسوف نفقد المزيد من المهارات".
ويوافق بالاسيجارام من الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية، على أن هناك حاجة لنموذج جديد. "إذا تركنا الأمر لمزاجية السوق، فإننا سنجد أنفسنا في مأزق. نحن بحاجة إلى شركات مثل "ساندوز" للمحافظة على استمرارية العمل. ويضيف: "إذا لم نستثمر في الأبحاث المتعلقة بالصحة العامة، فسوف نواجه دائماً مشكلات كهذه".
هكذا تترسخ “مسافة الأمان الاجتماعي” تدريجيا في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
تهدف أحدث إجراءات “مسافة الأمان الاجتماعي” التي فرضتها الحكومة الفدرالية إلى تقليل عدد الاتصالات المباشرة (التزاور مثلا) بين الأفراد بشكل كبير وبالتالي إبطاء انتشار الفيروس. فعلى غرار العديد من حكومات البلدان الأخرى حول العالم، طلبت الحكومة الفدرالية في برن من السكان البقاء في منازلهم قدر الإمكان وتجنب أي اتصالات مباشرة غير ضرورية مع الآخرين. وفيما…
تم نشر هذا المحتوى على
فنحن نواجه تهديداً صحياً لا مثيل له في حياتنا. وفي الوقت نفسه، فإن الفيروس ينتشر، والخطر يتزايد، وباتت نظمنا الصحية واقتصاداتنا وحياتنا اليومية في موضع اختبار شديد القسوة. وأكثر الفئات ضعفا هي الأشد تضررا – ولا سيما كبار السن وأولئك الذين يعانون من متاعب صحية موجودة من قبل، وأولئك الذين لا يحصلون على رعاية صحية…
الفيروس العابر للحدود يحتاج إلى ردّ فعل متعدد الأطراف
تم نشر هذا المحتوى على
ينص قانون نيوتن الثالث للحركة أنه لكل فعل هناك ردّ فعل. وفيما تم استبدال العديد من قوانين عالم الفيزياء الإنجليزي الذي عاش في القرن السابع عشر بعلوم حديثة، فإن قانونه الثالث له تداعيات مهمة على تفشي فيروس كورونا اليوم. نحن نعلم أن الفيروس موجود. وأن منظمة الصحة العالميةرابط خارجي اعتبرت أنه وباء. أما ما لا…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.