وزيرة الدفاع غير متأكدة من دعم الدول الأوروبية لسويسرا في حال تعرّضها لهجوم
قالت وزيرة الدفاع السويسرية فيولا أمهيرد إنه يتعيّن على سويسرا المُحايدة أن تضمن أمنها، بحكم أنه لا يُوجد أي ضمان بأن حلف شمال الأطلسي الدفاعي الطابع سيُساعد سويسرا - البلد غير العضو - في حالة وقوع هجوم روسي.
في مقابلةرابط خارجي مع أسبوعية “نويه تسورخر تسايتونغ أم سونتاغ” الصادرة يوم الأحد 27 فبراير الجاري، قالت أمهيرد: “يُمكننا أن نطلب الدعم من دول أخرى إذا تعرّضنا للهجوم، لكن حصولنا على المساعدة يظل سؤالا مفتوحا”، وأضافت: “في ظل ظروف معيّنة، سيتعيّن علينا الاعتماد على التضامن. ولهذا السبب، فإنه من المهم للغاية بالنسبة لنا القيام بدورنا وحماية المجال الجوي السويسري بمواردنا الخاصة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلق يوم الخميس 24 فبراير الجاري ما أسماه عملية عسكرية خاصة متجاهلا التحذيرات الغربية وقائلا إن من أسماهم “النازيين الجدد” الحاكمين لأوكرانيا يهددون أمن روسيا.
وفي تقرير عن الحالة، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه كان هناك – حتى الخامسة من مساء يوم السبت 26 فبراير – ما لا يقل عن 240 ضحية مدنية، بما في ذلك 64 قتيلا على الأقل. وأضاف أنه من المُرجح أن تكون الأرقام الفعلية “أعلى بكثير”.
ولدى سؤالها عما إذا كانت تعتقد أن الحرب يمكن أن تمتد إلى الغرب، قالت أمهيرد إن أوكرانيا تحد الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي. وأضافت أنه إذا هاجمت روسيا إحدى هذه الدول، فإن الوضع سيتغيّر بشكل كبير ، حيث سيتعيّن على الحلف الدفاع عن أعضائه.
وأوضحت الوزيرة “عندها نكون على شفا حرب عالمية. ومع ذلك، أعتقد أن استخدام الأسلحة النووية غير مرجح حتى في مثل هذه الحالة”. ولكن حتى في الشكل الحالي، فإن الحرب في أوكرانيا “عبء كبير وتهديد للبلدان المجاورة”.
وفي ردها على سؤال عما إذا كان هناك سبب للخوف في سويسرا، أجابت أمهيرد: “بسبب البعد الجغرافي عن أوكرانيا، من غير المرجح شن هجوم مسلح فوري على سويسرا”. “علاوة على ذلك، نحن محاطون بدول أعضاء في الحلف الأطلسي، مما يحمينا إلى حد ما. لكن بصفتنا عضوًا من خارج الحلف، لا يُمكننا الاعتماد تلقائيًا على المساعدة “، حسبما جاء في الصحيفة التي تصدر بالألمانية في زيورخ.
هجوم سيبراني
في السياق، أعربت أمهيرد عن قناعتها بأن الحرب ستؤدي إلى إعادة عسكرة أوروبا. وقد أعادت روسيا تسليحها بالفعل، أما في الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الأوروبية، فالمناقشات حول زيادة الإنفاق على الأسلحة مستمرة منذ فترة..
وأضافت أنه “من المعروف أن معظم الدول لا تُلبّي هدف الحلف المتمثل في إنفاق 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع العسكري. فلدى العديد من البلدان الكثير لتفعله للحاق بالركب. إن الحرب في أوكرانيا ستؤدي إلى زيادة الوعي بضرورة أن تكون الدول قادرة على الدفاع عن نفسها عسكريًا ضد أي هجوم”.
ومن وجهة نظر الوزيرة، فإن الهجمات الإلكترونية هي الخطر الأكثر وضوحًا الذي تشكله روسيا على سويسرا.
“يذهب بي التفكير، على سبيل المثال، إلى مسألة جمع المعلومات أو حملات التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي. في الوقت الحالي، يُمكنك مشاهدة الكثير من التعليقات المؤيدة لروسيا على موقعي تويتر وفيسبوك وفي أعمدة التعليقات في الصحف الإلكترونية. لم يتم نشر جميعها من قبل مواطنين عاديين، ومن المحتمل أنها كانت (منشورات) متحكما فيها. وقد زادت حملات التأثير هذه في الأسابيع الأخيرة. هذا خطر على (تشكيل) الرأي العام”.
وأشارت أمهيرد إلى أن السلطات تريد مواجهة هذه الحملات الالكترونية من خلال توفير المعلومات الصحيحة وتصحيح المعلومات المُضللة، وقالت: “إذا كانت هناك بالفعل روبوتات تنشر التعليقات تلقائيًا على الشبكة، فيجب حذف هذه التعليقات. جهاز المخابرات يُراقب هذه التطورات عن كثب”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.