وسائل إعلام: ملايين مُختلسة من لبنان انتهى بها الأمر في مصارف سويسرية
أفادت أسبوعية "سونتاغس تسايتونغ" الصادرة يوم الأحد 26 فبراير الجاري أن حصة كبيرة من المبالغ التي اتهم حاكم مصرف لبنان المركزي باختلاسها (تراوحت بين 300 إلى 500 مليون دولار) انتهى بها المطاف في حسابات تتوزع على اثني عشر مصرفاً سويسرياً.
تأتي هذه الاكتشافات بعد ثلاثة أيام فقط من اتهام السلطات اللبنانية رياض سلامة، حاكم المصرف المركزيرابط خارجي الذي يشغل منصبه هذا منذ أمد بعيد (كان رئيس مصرف لبنان منذ عام 1993) وشقيقه رجاء وأحد مساعديه بغسل الأموال والاختلاس والإثراء غير المشروع وذلك بعد تأخير دام عدة أشهر في قضية حظيت بالاهتمام على نطاق واسع.
ونتجت هذه التهم عن تحقيق استمر ثمانية عشر شهرًا أجراه لبنان حول ما إذا كان سلامة وشقيقه رجاء قد اختلسوا ملايين الدولارات من المصرف المركزي بين عامي 2002 و2015. كما تحقق السلطات القضائية في خمس دول أوروبية على الأقل مع الأخوين سلامة بشأن نفس المزاعم.
من جانبهما، نفى الشقيقان التهم الموجهة إليهما. ورفض حاكم المصرف المركزي اتهامات الإثراء غير المشروع واعتبرها محاولة لتقديمه ككبش فداء لتبرير الانهيار المالي في لبنان، الذي وضع إدارته لمصرف لبنان على مدى ثلاثة عقود على المحك.
وفقًا لصحيفة “سونتاغ تسايتونغ”رابط خارجي، تم إيداع 250 مليون دولار في حساب رجاء سلامة الشخصي في فرع مصرف إتش إس بي سي (HSBC) في جنيف. وقالت الصحيفة التي تصدر بالألمانية في زيورخ أيضاً إن مبالغ أخرى أودعت في مصارف “يو بي اس” (UBS) و”كريدي سويس” و”يوليوس باير” (Julius Baer) و”إي أف جي” (EFG) و”بيكتيه” (Pictet). وتزعم الصحيفة أيضاً أن الصفقات تمت من خلال شركة خارجية مسجلة في جزر فيرجن البريطانية، تدعى “Forry Associates” وتم إنشاؤها في عام 2001. كما يُزعم أنه قد تم أيضا تحويل “مبالغ كبيرة” لشراء عقارات في عدة بلدان أوروبية.
+ نظرة فاحصة: ما هي التحقيقات المرتبطة بحاكم مصرف لبنان المركزي؟
من جانبه، بدأ مكتب المدعي العام الفدرالي في سويسرا منذ أكتوبر 2020 في إجراءات جنائية لوجود اشتباه خطير في ارتكاب جريمة غسل أموال، وما زالت التحقيقات جارية. ووفقًا لـ “سونتاغس تسايتونغ”، فقد تم بالفعل تجميد ملايين الدولارات من الأموال، لكن مكتب المدعي العام لم يقدم رقمًا محدداً.
وأضافت الصحيفة بأن السلطة الفدرالية للرقابة على المؤسسات المالية (“فينما”) تجري تحقيقات أولية مع اثني عشر مصرفا سويسريا “منذ شهور”، وأكد متحدث باسمها للأسبوعية، أنه تم البدء في إجراءات قضائية ضد مؤسّستين ماليتين في “السياق اللبناني”، على حد تعبيره، ولم يتم الإعلان عن أسماء المصارف المعنية.
وكان لبنان بدأ في عام 2021 تحقيقًا في أصول رياض سلامة بعد أن طلب مكتب المدعي العام الفدرالي في سويسرا المساعدة في سياق تحقيقات بشأن تحركات لمبالغ مالية تجاوزت قيمتها 300 مليون دولار أجراها الحاكم وشقيقه رجاء.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.