سويسرا تدفع باتجاه إلغاء تجميد جزء من الأصول المصرية
أجرت سويسرا ومصر مؤخرا محادثات بشأن كيفية المضي قدما في إعادة الأصول المُجمدة في البنوك السويسرية منذ سقوط حسني مبارك. ومنذ عام 2011، بلغت قيمة الأموال التي تم رفع الحظر عنها 180 مليون فرنك، بحسب معلومات جديدة.
يوم السبت 17 ديسمبر الجاري، التقى ميكائيل لاوبر، المدعي العام الفدرالي بنظيره المصري في القاهرة للنظر في آخر التطورات المتعلقة بالإجراءات الجنائية الجارية.
وكانت سويسرا أول بلد يقرر تجميد أصول تعود إلى عائلة مبارك والمقربين منها إثر تنحي الرئيس السابق عن الحكم.
وفي الوقت الحالي، تحقق السلطات السويسرية بشأن ستة أشخاص متهمين بغسل الأموال أو دعم منظمة إجرامية. كما قامت سويسرا بتجميد أصول على صلة بهذه الإتهامات تبلغ قيمتها 430 مليون فرنك. ومنذ البداية، بلغ عدد المشتبه فيهم ثلاثة عشر شخصا.
كان من المقرر أن تظل الأصول مجمدة حتى شهر فبراير 2017، وهو الموعد الذي ستقوم فيه الحكومة بمراجعة الموقف واتخاذ قرار بشأن تمديد قرار التجميد من عدمه.
في يوليو 2015، قرر المدعي العام إسقاط الدعوى الجنائية ضد عدد من الأشخاص في سويسرا وأمر برفع الحظر عن أصول مجمدة تبلغ قيمتها 180 مليون فرنك. وقد جاء هذا القرار نتيجة لـ “التوفيق بين قرارات متخذة في سويسرا ومصر”، وفقا لما جاء في بيان صادر عن مكتب المدعي الفدراليرابط خارجي يوم السبت 17 ديسمبر الجاري في برن.
البيان أشار أيضا إلى أن “التحديات الرئيسية التي تُواجه الإجراءات الجنائية السويسرية تظل الكمية الكبيرة من الأصول المجمدة واحترام شرط التحرك بشكل سريع بما لا يؤدي إلى انتهاك حقوق الأطراف. ولهذا الأخير أهمية خاصة لأن جمهورية مصر العربية لديها صفة المدعي الخاص في الإجراءات السويسرية”.
ومنذ اندلاع قضية ماركوس (الرئيس الأسبق للفيلبين) في عام 1986، شهدت قائمة الأصول غير المشروعة للطغاة التي تم التحفظ عليها في المصارف السويسرية وإعادتها لاحقا إلى بلدانها تطورا ملحوظا حيث شملت كلا من مونتيسينوس (بيرو)، موبوتو (زائير سابقا)، دوس سانتوس (أنغولا )، أباشا (نيجيريا)، كازاخستان، ساليناس (المكسيك)، دوفالييه (هايتي)، زين العابدين بن علي (تونس)، ومبارك (مصر).
وفي الأسابيع والأشهر التي تلت بداية الربيع العربي في عام 2011، أفادت تقارير موثوقة أن الحكومة السويسرية أقدمت على تجميد حوالي مليار فرنك من الأصول المالية المودعة في سويسرا من طرف مبارك وبن علي والقذافي والأسد ومقربين منهم.
وفي شهر يوليو 2016، بدأ العمل في سويسرا بقانون جديد يُساعد على تجميد ومن ثم إعادة الثروات غير المشروعة المُودعة في مصارفها من طرف ديكتاتوريين أجانب في الحالات التي لا تتبع الإجراءات التقليدية الخاصة بقرارات التجميد والإعادة. ويهدف القانون الجديد إلى مساعدة سويسرا ومصارفها على التخلص من الصورة العالقة بها كملاذ سري لثروات تم اكتسابها بطرق غير مشروعة.
عموما، يسمح القانون الجديد للسلطات السويسرية بمصادرة أصول قام زعماء أجانب بنهبها وإعادتها إلى بلدانهم حتى في الحالات التي لا يُمكن إيجاد حل لها عن طريق الطلبات الدولية التقليدية المتعلقة بتقديم المساعدة القضائية المتبادلة.
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
محكمة سويسرية تبطل قرارا أوّليا بالتخلّي الجزئي عن ملاحقة مبارك ومعاونيه
تم نشر هذا المحتوى على
وكان ميكائيل لوبر، المدّعي العام الفدرالي، قد أسقط في يونيو 2015، بشكل جزئي من القضية المذكورة شبهة الانتماء إلى منظمة إجرامية، لكنه في المقابل أبقى على التحقيقات التي أطلقها بعد ثورات الربيع العربي في عام 2011 كتهمة تبييض أموال. والمحكمة الجنائية الفدرالية تكون بقرارها هذا قد قبلت اعتراض سلطات مصر العربية على قرار النائب العام…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد انقضاء خمس سنوات على الربيع العربي لا تزال مئات الملايين من الفرنكات مُجمَّدة في المصارف السويسرية. مع ذلك، تبقى باسكال بايريسفيل نائبة مدير إدارة القانون الدولي العام في وزارة الخارجية السويسرية واثقة من نجاح الإجراءات المُتعلقة بإعادة هذه الأرصدة المالية. وفي ما يلي حوار مع هذه المسؤولة المطلعة والمحيطة بتفاصيل وخفايا هذا الملف.
عبد العال يدعو في برن إلى “استعادة الأموال المصرية المُهرّبة والمنهُوبة”
تم نشر هذا المحتوى على
في زيارة هي الأولى له خارج مصر، منذ توليه رئاسة البرلمان، والأولى لأي رئيس برلمان مصري إلى البرلمان السويسري؛ توجّه الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب يوم 15 فبراير الجاري، إلى سويسرا، بصحبة المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام للمجلس، حيث التقى كريستا مارك فالدر، رئيسة مجلس النواب الفدرالي.
البرلمان السويسري يُقرّ قانونا نموذجيا لمحاصرة وتعقّب أموال الطغاة
تم نشر هذا المحتوى على
كان هذا الموضوع الأوّل الذي دُعِي البرلمان المنتخب حديثا للتصويت عليه بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الخمسين. وهذا الأمر له دلالة رمزية قويّة: فمنذ أن اندلعت قضية ماركوس (رئيس الفلبين الأسبق) في عام 1986، واجهت الكنفدرالية عددا كبيرا من أصول الطغاة غير المشروعة المودعة في المصارف السويسرية مما شوّه صورتها وألحق الضرر بلسمعة ساحتها المالية. وبعد…
استرداد الأصول المُجَمَّدة مشكلة مُستعصية حتى مع وجود قانون جديد
تم نشر هذا المحتوى على
“أنتم السويسريون أغتَنَيتُم بِفَضل أموال الطُغاة”! كما يقول أحد أصحاب المتاجر في تونس. “أين أصبحت ثروة أقارب زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي المخلوع”؟ هذا السؤال لا يطرحه مواطنو الديمقراطية الفتية في المغرب العربي لوحدهم. فبِحَسب السلطات الفدرالية، لا تزال قُرابة مليار فرنك، يُفترَض أنه تم اكتسابها بشكل غير قانوني مُجمدة في المصارف السويسرية منذ…
ما مصير أموال “مبارك” ورجاله بسويسرا بعد أحكام البراءة؟
تم نشر هذا المحتوى على
رغم أنها تقدَّر بمليارات الدولارات، ومصر في أمسّ الحاجة إليها؛ لم يتم التعامل مع ملف الأموال المهرّبة والمنهوبة على المستوى الرسمي بالجدية المطلوبة طوال السنوات الماضية.
سويسرا تتخلى عن جزء من ملاحقاتها بشأن مبارك ومعاونيه
تم نشر هذا المحتوى على
من الآن فصاعدا، لن تلاحق سويسرا معاوني مبارك المقرّبين بتهمة المشاركة في منظمة إجرامية. لذلك فمن المرجّح أن يتم رفع التجميد جزئيا عن أصول نظام الرئيس المصري السابق في سويسرا البالغ قيمتها 620 مليون فرنك.
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.