هيئة الإذاعة والتلفزيون ضمانة لوحدة سويسرا وتماسكها كبلد متعدد الثقافات
كان القلق بشأن وحدة سويسرا متعددة الثقافات وتماسكها السبب الرئيسي الذي دفع الناخبين في سويسرا بداية الشهر الماضي (4 مارس 2018) إلى رفض المبادرة الشعبية الداعية إلى إلغاء رسوم البث الإذاعي والتلفزيوني الإجبارية.
وكشفت دراسة “فوتو” التي نشرت نتائجها اليوم الخميس 19 أبريل 2018 أن نسبة الرفضين كانت الأعلى ضمن الفئة التي تتراوح أعمارها بين 18 و29 عاما، في تعارض تام مع التكهنات التي سبقت إجراء الإقتراع، والتي تقول أن جيل “Netflix”، لا يهمّه أبدا وجود هيئة إذاعة وتلفزيون سويسرية قوية.
ورفض ما يقرب من 72% من الناخبين السويسريين المبادرة التي أطلقها الجناحان الشبابيان في حزبيْن سويسريْين كبيريْن يوجدان على يمين المشهد السياسي.
وقال حوالي 60% من المستجوبة آرائهم إن الإبقاء على رسوم البث الإذاعي والتلفزيوني كان أمرا حاسما لإستمرار وجود هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، التي تشرف على مجموعة كبيرة من القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية والمواقع الإلكترونية، بما في ذلك، swissinfo.ch.
وبالنسبة لأنكه تريش من معهد أبحاث “فورس” التابع لجامعة لوزان: “أسفر التصويت عن تأييد واضح للإعلام العمومي ممثلا في هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية الساهرة على تقديم خدمة شاملة في جميع المناطق اللغوية، وتعزيز وحدة البلاد والديمقراطية المباشرة”.
مع ذلك، أظهر الإستطلاع أيضا أن 58% من المستجوبة آرائهم، خاصة من القاطنين في الكانتونات الناطقة بالألمانية، يريدون من هيئة الإذاعة والتلفزيون خفض نفقاتها وتقليص حجمها.
ويتواصل النقاش ..
تظهر الدراسة أيضا أن النقاش حول وضع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية سيتواصل، على الرغم من نتيجة التصويت الواضحة ، وفقا لتريش.
أما الأسباب الرئيسية التي دفعت بعض الناخبين لتأييد هذه المبادرة فكانت موقفهم السلبي من البرامج والعروض المقدمة، ومقدار الرسوم السنوية للبث- حاليا يجب على كل أسرة وشركة دفع رسوم سنوية قدرها 451.1 فرنكا سويسريا و597.50 فرنكا على التوالي مقابل استخدام برامج وعروض هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وتستند دراسة “فوتو” في النتائج التي خلصت إليها إلى 1531 مقابلة أجرتها عبر الهاتف مع مواطنين سويسريين يعيشون في جميع المناطق اللغوية الموزّعة في البلاد. ولا تشمل هذه الدراسة مجموعة السويسريين المقيمين في الخارج.
وتظهر النتائج الرسمية غير المكتملة أنه في أغلب الكانتونات، كانت نسبة الرافضين للمبادرة ضمن الناخبين من السويسريين بالخارج أقلّ بقليل من 78%.
وتنجز دراسات فوتو حول الإقتراعات الفدرالية التي تمولها المستشارية الفدرالية بالإشتراك مع معهد فورسرابط خارجي التابع لجامعة لوزان ومركز دراسات الديمقراطية بأورغاو رابط خارجي ومعهد Link السويسري لإستطلاعات الرأيرابط خارجي.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.