بعد رفض الناخبين لإصلاح نظام التقاعد.. ما العمل الآن؟
بالإضافة إلى أنه شكل هزيمة لوزير الشؤون الداخلية ألان بيرسيه، يُخلّف رفض الناخبين السويسريين للإصلاح الحكومي المقترح لنظام التأمينات التقاعدية وراءه العديد من الأسئلة المفتوحة. ففي الوقت الحاضر، يتعيّن على الفائزين – وعلى الحزب الليبرالي الراديكالي بوجه خاص – أن يعثروا على طريق آخر لتأمين ما يكفي من الموارد المالية لضمان ديمومة صناديق التقاعد وتوازنها.
فيما يلي، استعراض لأهم ما قالته الصحف السويسرية الصادرة يوم الإثنين 25 سبتمبر، أي بعد يوم واحد من إخفاق أهم إصلاح لنظام التقاعد في الحصول على تأييد الناخبين في اقتراع وطني من خلال صناديق الإقتراع.
نويه تسورخر تسايتونغ (تصدر بالألمانية في زيورخ)
“لقد اتضح أن الخطة الرامية لإعادة الاستقرار إلى العمُودين الأول والثاني (لمنظومة التقاعد في سويسرا – التحرير) مع بعضهما البعض مرة واحدة ليست قابلة للتطبيق. لقد كان المقترح (الحكومي) معقدا جدا ومُثقلا جدا، كما لا يُمكن التنبؤ بالنتائج المترتبة عنه. الأكثر من ذلك، اشتماله على الكثير من أوجُه القصور، ما جعله ضعيفا وهشا من جوانب شتى، وأدى إلى مضاعفة دوافع رفضه. أما الآن، فقد أصبحت الكرة بشكل واضح في ملعب الأغلبية البرجوازية في البرلمان. فالناخبون قادرون تماما على مُواجهة الحاجة إلى سن تقاعد أعلى. وليس هناك سبب يدعو إلى تأخير هذه المناقشة لفترة أطول”.
تاغس أنتسايغر (تصدر بالألمانية في زيورخ)/ در بوند (تصدر بالألمانية في برن)
“نجح الحزب اللبرالي الراديكالي وحزب الشعب السويسري ومنظمات أرباب العمل في الأنحاء المتحدثة بالألمانية من سويسرا وناشطون من أقصى اليسار في المناطق المتحدثة بالفرنسية من الكنفدرالية في ضمان استمرار وضعية الجمود بعد مرور 22 عاما على آخر إصلاح لنظام المعاشات التقاعدية. والآن، فإن الراديكاليين الذين ينتمون إلى وسط اليمين والذين قادوا حملة المعارضين (للمشروع المقترح) هم المسؤولون قبل غيرهم. مع ذلك، يأمل بعض ممثلي التيارات اليمينية ورجال الأعمال أن يكون الناس على استعداد للتقاعد في سن السابعة والستين إذا كانوا يعتقدون أن صندوق التأمين على الشيخوخة يُعاني من أزمة مالية. هذه الحسابات فيها قدر من التهكم كما أنها خطيرة، نظرا لأن أغلبية الناخبين لن تقبل في المستقبل المنظور ترفيعا عاما لسن التقاعد”.
بليك (تصدر بالألمانية في زيورخ)
“تمثل النتيجة هزيمة قاسية لوزير الشؤون الداخلية ألان بيرسيه الذي لم يأخذ اليمين ومنظمات أرباب العمل بعين الإعتبار. الآن، أصبحت الكرة في ملعب بيترا غوسّي، زعيمة الحزب الليبرالي الراديكالي، التي يتعيّن عليها أن تُثبت أن الشعب منخرط في الخطة “ب” (التي تحجّج بها الحزب كثيرا خلال الحملة الانتخابية – التحرير). ذلك أن تصويتا بـ “نعم” (على خطة الحزب الراديكالي المقترحة) هو وحده كفيل بإظهار الناجحين يوم الأحد (24 سبتمبر 2017) بمظهر الفائزين فعلا. وإن لم يكن الأمر على هذه الشاكلة، فإنهم مسؤولون عن وضع نظامنا الخاص بمعاشات الشيخوخة في وضعية أسوأ من ذي قبل بكثير”.
لوتون (تصدر بالفرنسية في لوزان)
“الآن سيتم طرح مسألة الترفيع في سن التقاعد بالنسبة للنساء بعام واحد سريعا. وفي هذا الصدد، يبدو أنه لا مفر من معاملة متساوية مع الرجال. كما أن مُراجعة معدل التحويل (للمدخرات) مسألة ملحة متأتية من (ضغوط) الأسواق المالية والإرتفاع المسجّل في متوسط العمر المتوقع (للسويسريين)”.
لاتريبون دو جنيف (تصدر بالفرنسية في جنيف)
“ثم ماذا الآن؟ لا جدال في الحاجة إلى القيام بإصلاح. فالأمر يتعلق فعلا بحياة أو موت نظام المعاشات التقاعدية. لكنه من غير الواضح كيف ستعثر الأطراف المناهضة بالأمس على حل توافقي جديد في غضون فترة زمنية معقولة. ليس أمام الحكومة من خيار سوى بذل قصارى الجهد من أجل العثور على حل”.
“بازلر تسايتونغ” (تصدر بالألمانية في بازل)
“(الوزير) الإشتراكي ألان بيرسيه يستحق هزيمته فعلا. إذ لم يسبق أبدا أن دافع عضو في الحكومة عن مشروع قانون بمثل هذه القوة، إن لم يكن بمثل هذا الإزعاج. لقد حاولوا – من خلال هذا الأنموذج اليساري الشعبوي – رشوة الناخبين الذين اعتبروهم أقل ذكاء بسبعين فرنكا. نفس الأشخاص رفضوا ذلك الأنموذج. لا، شكرا لك، أو بلهجة أوضح، قاموا بإعادته إلى المُرسل. لكن بيرسيه سيحصل في نهاية المطاف (على علاوة تقاعد) أعلى بكثير من مُعظم الذين صوّتوا بـ “لا”.
يعود تاريخ المرة الأخيرة التي وافق فيها السويسريون على مقترحات تتعلق بإصلاح المعاشات التقاعدية إلى عام 1995. هذا الرسم التفاعلي يشرح كيفية تعاطي الناخبين في المرات السابقة مع المقترحات المتعلقة بالمعاشات التقاعدية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.