الصليب الأحمر يحث أوكرانيا وروسيا على الاتفاق على إجراء عمليات إجلاء آمنة
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تتخذ من جنيف مقرا لها أوكرانيا وروسيا للتوصل إلى اتفاق واضح لإجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب أوكرانيا وغيرها من المواقع التي مزقتها الحرب.
قال روبير مارديني، المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة رويترز للأنباء يوم الثلاثاء 29 مارس الجاري إن المنظمة الإنسانية لن تشارك في أي إجلاء قسري للمدنيين من أوكرانيا، وأنه ليس لديها أي معلومات مباشرة عن حدوث ذلك. وصرح أيضا أن هناك “حملة تضليل” على وسائل التواصل الاجتماعي ضد اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
مارديني أضاف: “إن ما يُثير انشغالنا هو أن شدة القتال تُعرّض المدنيين للأذى، وحقيقة أن المدنيين غير قادرين في أماكن مثل ماريوبول على المغادرة في ظروف آمنة، وأنه لم تكن هناك اتفاقيات ملموسة من قبل أطراف النزاع من أجل إخلاء آمن للمدنيين، كما لم يكن هناك ضوء أخضر لإدخال المساعدات الإنسانية”.
وكرر موقف المنظمة الإنسانية من قضية الإجلاء القسري الذي تم تحديده في بيان رابط خارجيصادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 26 مارس الجاري.
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها قلقة من أن المعلومات الخاطئة حول هذه القضية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأشخاص المتضررين من النزاع في أوكرانيا وأن ذلك يُعرّض أيضًا موظفي الصليب الأحمر والمتطوعين على الأرض للخطر ويُمكن أن يعيق إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة .
المزيد
كيف يُمكن مُواجهة الأخبار المضلِّلة والحرب الدعائية في مناطق القتال
نقد
في الواقع، يأتي النفي الرسمي للجنة الدولية للصليب الأحمر عقب مقالرابط خارجي للمحلل السياسي الأوكراني رومان روكوميدا نُشر يوم 26 مارس الجاري على موقع Euractiv على شبكة الإنترنت، يتهم فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالانحياز إلى روسيا.
فقد استنكر الكاتب “السلوك الغريب للجنة الدولية للصليب الأحمر ورئيسها، اللذين أعلنا قرار فتح مكتب في مدينة روستوف الروسية لمساعدة الإرهابيين الروس في الترحيل غير القانوني للمواطنين الأوكرانيين. وبالمقارنة، فإن رئيس الصليب الأحمر لم يذكر مثل هذه الخطوات عندما كان في أوكرانيا”.
وقالت روسيا الأسبوع الماضي إنها أجْلت مئات الآلاف من الأشخاص من أوكرانيا منذ بدء ما وصفته بـ “عملية عسكرية خاصة” لنزع سلاح جارتها و”التخلص من النزعة النازية فيها”.
في الأثناء، تدعي أوكرانيا أن روسيا رحّلت بشكل غير قانوني آلاف الأشخاص منذ بدء الحرب، بما في ذلك حوالي خمسة عشر ألف مدني من مدينة ماريوبول المُحاصرة.
يُشار إلى “روستوف – أون – دون” هي أكبر مدينة روسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا والعاصمة الإدارية لمنطقة روستوف، وقد استخدمتها روسيا لاحتضان مخيمات إيواء مؤقتة فيها للأشخاص الذين يتم نقلهم إلى خارج منطقة الحرب.
زيارات اللجنة الدولية إلى موسكو وكييف
زار بيتر ماورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل من أوكرانيا وروسيا في 16 و23 مارس الجاري، على التوالي، في محاولة لتسهيل الأعمال التي تقوم بها المنظمة التي يُشرف عليها ميدانيا.
بعد زيارته لموسكو، ذكرت وسائل إعلام روسية أن ماورر طلب من روسيا تسهيل افتتاح مكتب للصليب الأحمر في مدينة “روستوف – أون – دون”.
في 27 مارس، حثّ ميخايلو رادوتسكي، رئيس لجنة الصحة العامة في البرلمان الأوكراني، اللجنة الدولية للصليب الأحمر على إعادة النظر في خططها.
وفي بيان أصدره، قال رادوتسكي إن اللجنة البرلمانية التي يترأسها “تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى عدم إضفاء الشرعية على (الممرات الإنسانية) فوق أراضي الاتحاد الروسي، وكذلك إلى عدم دعم اختطاف الأوكرانيين وترحيلهم القسري”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوكالة رويترز إنه ليس لديها معلومات “مباشرة” بشأن تقارير عن عمليات إجلاء قسري إلى روسيا من أوكرانيا وإنها لم تسهل أيّ عمليات من هذا القبيل.
وأضافت المنظمة الإنسانية أن الافتتاح المحتمل لمكتب في مدينة روستوف – أون – دون كان جزءًا من الجهود المبذولة لتوسيع نطاق عملياتها في المنطقة لتلبية الاحتياجات الإنسانية عند ظهورها.
وتؤكّد اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن أولويتها هي الوصول إلى ضحايا النزاعات المسلحة، أينما كانوا، من أجل مساعدتهم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.