العلاقات مع الإتحاد الأوروبي تتصدر اهتمامات الناخبين السويسريين
اتضح أن العلاقات بين سويسرا والإتحاد الأوروبي تعتبر حاليا أكثر القضايا أهمية بالنسبة للناخبين قبل أشهر من الإنتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أكتوبر القادم وفقا لآخر استطلاع للرأي. في الوقت نفسه، يبدو أن حزب الخضر وكذلك حزب الخضر الليبراليين سيحققان أكبر المكاسب مقارنة بآخر انتخابات أجريت في عام 2015.
من بين الأحزاب السياسية الرئيسية الثمانية الممثلة في البرلمان الفدرالي، لا زال حزب الشعب السويسري اليميني في صدارة المشهد بنسبة 27٪، أي متقدما بحوالي عشر نقاط مائوية عن الحزب الإشتراكي (يسار) والليبراليين الراديكاليين (يمين الوسط).
سبر الآراء الذي شارك فيه أكثر من 12 ألف مواطن أجراه معهد سوتومو للأبحاثرابط خارجي على شبكة الإنترنت واعتمد بالأساس على الإستطلاعات التي تم نشرها على المواقع الإلكترونية الألمانية والفرنسية والإيطالية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية SRG-SSR، الشركة الأم لـ swissinfo.ch.
في الأثناء، لم يتسنّ إدماج الجاليات السويسرية المغتربة في تحليل النتائج النهائية نظرا لأن عدد المُشاركين في الإستطلاع لم يكن كافيا، وفقا لمعهد “سوتومو”.
في الأثناء، اتضح أن حزب الشعب السويسري والحزب الإشتراكي كانا أبرز الخاسرين في الإستطلاع، فيما حقق اللبراليون الراديكاليون مجددا مكاسب إضافية بالمقارنة مع استطلاع سابق أجراه معهد “سوموتو” ونُشرت نتائجه في شهر أكتوبر 2018.
وبشكل عام، سجّلت الأحزاب اليمينية (أي حزب الشعب السويسري والحزب الليبرالي الراديكاليون مجتمعيْن) تراجعا بنسبة 1.4%، فيما كسب اليسار (الحزب الإشتراكي والخضر مُجتمعيْن) 1% من نوايا التصويت.
تفاصيل الإستطلاع
مؤشر هيئة الإذاعة والتلفزيون للإنتخابات هو عبارة عن استطلاع عبر الإنترنت أجراه معهد سوتومو للأبحاث (مقره في زيورخ) عبر الإنترنت.
يستند هذا الإستقصاء (وهو الثالث من بين ستة) إلى بيانات صحيحة تتعلق بـ 12،085 مُشارك. وقد تم إجراؤه في الفترة الفاصلة ما بين يومي 1 و7 فبراير 2019.
هامش الخطأ: +/- 1.5% وفقا لسوتومو.
للتذكير، يقوم معهد الأبحاث الذي يتخذ من زيورخ مقرا له بإنجاز هذه الدراسات الإستقصائية بطلب من هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية في الفترة التي تسبق موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية المقررة ليوم الأحد 20 أكتوبر 2019.
في هذا الصدد، يقول ميكائيل هيرمان، مدير معهد سوتومو: “من الجدير بالملاحظة أيضًا أن الوسط [الحزب الديمقراطي المسيحي والخضر الليبراليون والبورجوازيون الديمقراطيون] تمكن من الفوز بشيء من الدعم في آخر استطلاع”.
مع ذلك، فإن المكاسب المسجّلة (من خلال ما كشفت عنه نتيجة سبر الآراء) لا تعوض التحول المُسجّل في مجلس النواب خلال انتخابات 2015 باتجاه اليمين إلا جزئيا. إذ يحتفظ حزب الشعب السويسري والليبراليون الراديكاليون حاليا بأغلبية ضئيلة في هذه الغرفة السفلى للبرلمان الفدرالي.
الإتحاد الأوروبي وقضايا المناخ
يقول الباحثون إن العلاقات الثنائية بين سويسرا والإتحاد الأوروبي، فضلاً عن أقساط التأمين الصحي، تعتبر أكثر القضايا أهمية (بنسبة 47٪ لكل منهما) لدى قيام الناخبين باختيار الحزب السياسي الذي سيمنحونه دعمهم.
في المركز الثالث، نجد القضايا المتعلقة بالتغيير المناخي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون (38%)، وفقا لمسح معهد سوتومو. وهي نتيجة تسجّل زيادة بـ 8% مقارنة باستطلاع شهر أكتوبر الماضي، فيما سجّلت المسائل المتعلقة بإصلاح نظام معاشات التقاعد وبالهجرة تراجعا على حد السواء. لكن الملف الأخير لا يزال مصدر قلق رئيسي للمستجوبين الذين يعتبرون أنفسهم مُؤيّدين لليمين السياسي.
هيرمان أشار إلى أن قيادة الحزب الإشتراكي بالخصوص تواجه تحديًا كبيرًا خلال الحملة الإنتخابية المرتقبة لأن قواعدها الشعبية تضع أقساط التأمينات الصحية والتغيير المناخ على رأس جدول الأعمال، وهي مواضيع تم الترويج لها بنجاح من قبل أحزاب أخرى.
من جانب آخر، يبدو أن الليبراليين الراديكاليين يُواجهون مأزقا مماثلا نظرا لأن مؤيّديهم يضعون العلاقات مع الإتحاد الأوروبي على رأس أولوياتهم. لكن رئيسة الحزب شنت مؤخرا حملة لتعزيز الاهتمام بقضايا المناخ في تناغم مع موجة من الإهتمام الشعبي بالمسألة البيئية، التي تعتبر تقليديا محور اهتمام سياسي من طرف حزب الخضر وحزب الخضر الليبراليين.
في الأثناء، اتضح أن لكل منطقة من المناطق اللغوية الرئيسية الثلاث في سويسرا أولوياتها المحددة. فالأجزاء المتحدثة بالألمانية وبالفرنسية تضع العلاقات مع الإتحاد الأوروبي والتأمين الصحي وقضايا المناخ في مقدمة الإهتمامات ولكن ليس بنفس الترتيب. في المقابل، يُقدّم المواطنون في الأنحاء المتحدثة بالإيطالية العلاقات مع الإتحاد الأوروبي ومسائل الهجرة والإستقلال السويسري على أي شيء آخر.
المزيد
كيف يُحاول “جيل غريتا” إسماع صوته؟
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: كمال الضيف)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.