المنظمات الإنسانية تشعر بالإحباط بسبب حصار قطاع غزة
اضطرت المنظمات الإنسانية إلى مراقبة الأزمة المدنية المتفاقمة في قطاع غزة عن بعد، لعدم قدرتها على إرسال الإمدادات أو مساعدة المحتاجين والمحتاجات بشكل كاف من بين سكان المنطقة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
قد تبدأ قريباً الإمدادات الطارئة من الغذاء والماء والأدوية في التدفق عبر مصر للمرة الأولى منذ إغلاق قطاع غزة في أعقاب هجمات حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر.
تقف منظمة أرض البشر (Terres des Hommes)، ومقرّها سويسرا، على أهبة الاستعداد بمعدات الطوارئ التي تحتوي على أكياس النوم ومستلزمات النظافة للنساء والفتيات واللوازم المدرسية للأطفال.
لكن في الوقت الحالي، اضطرت منظمة أرض البشر إلى إعطاء الأولوية لسلامة موظفيها الأحد عشر في قطاع غزة.
المزيد
هل من السهل على سويسرا تصنيف حماس منظمة إرهابية؟
وقالت ختام أبو حمد، مديرة مكتب منظمة أرض البشر في غزة، لسويس إنفو عبر البريد الإلكتروني: “ننام مع 20 شخصاً في غرفة واحدة، بدون كهرباء، ومن الصعب جداً العثور على الماء. ساعات الليل مخيفة بالنسبة لنا، كما هو الحال بالنسبة لجميع الناس في غزة. نحاول النوم ونحن نعلم أن هذه قد تكون ليلتنا الأخيرة. ونودّع دائما بعضنا البعض قبل أن الذهاب إلى النوم. الاستيقاظ كل صباح هو بمثابة معجزة.”
تعليق العمليات الكاملة
وجدت منظمة أطباء بلا حدود أن الظروف الحالية صعبة للغاية بالنسبة للاضطلاع بمهمتها في رعاية المرضى – وهي الخدمة التي تقدمها في غزة منذ عام 1989.
وفقاً للسلطات الصحية الفلسطينية، فقد قُتل ما لا يقل عن 3,700 مدني بسبب القصف والغارات الجوية، وأصيب حوالي 12,000 آخرين. وبالإضافة إلى ذلك، شردت الأعمال العدائية حوالي مليون شخص.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود: “نتيجة للحصار المستمر والقصف العنيف والهجمات العشوائية، اضطرت المنظمة إلى تعليق تنسيق العمليات الإنسانية في غزة. نحن لا ندير الأنشطة الطبية في هذه المرحلة. ومع ذلك، لا يزال بعض زملائنا من الفلسطينيات والفلسطينيين يعملون في المستشفيات في شمال وجنوب غزة”.
“نريد الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية وتقديم الخدمات الإنسانية الضرورية لإنقاذ الأرواح. نحن بحاجة إلى ضمانات أساسية للسلامة حتى نتمكن من تقديم الخدمات الإنسانية والطبية”.
المزيد
“أحترم حقّ سويسرا في اتّخاذ القرار، لكنّ امتناعَها عن التصويت أحزنني كثيرًا”
صناديق الطوارئ
وقد لجأت منظمة أطباء بلا حدود إلى صندوق الطوارئ الخاص بها للتعامل مع الوضع الحالي والاستعداد لاستئناف أنشطتها الكاملة.
كما تقوم منظمة “سلسلة السعادة”، الذراع الإنساني لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، الشركة الأم لـسويس إنفو (SWI swissinfo.ch)، بنشر صندوق إغاثة طارئ (يمكن للناس المساهمة فيه في أي وقت) لدعم وكالات الإغاثة المختلفة في قطاع غزة.
وقد منع تقلُّبُ الوضع وعدم اليقين على أرض الواقع منظمة “سلسلة السعادة” السويسرية من إدارة حملة محددة لجمع التبرعات في سويسرا. وقالت المنظمة إنه قبل إطلاق حملة جمع التبرعات هذه “يجب التأكد من أن التبرعات التي تم جمعها يمكن تحويلها بشكل فعال إلى مساعدات في المستقبل المنظور”.
ويتطلب ذلك أن تتمتع المنظمات الشريكة، بما في ذلك منظمتا “أطباء بلا حدود” و”أرض البشر”، بالقدرة على العمل بفعالية على الأرض في مناطق الكوارث مع وجود ما يكفي من الموظفين والموظفات والإمدادات. تقول منظمة “سلسلة السعادة” السويسرية: “لسوء الحظ، فإن المساعدات الإنسانية للمتضررين والمتضررات غير ممكنة حاليًا – هذا إن كانت متاحة على الإطلاق – إلا في ظل ظروف صعبة للغاية”.
كما دعت المنظمات الإنسانية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى وقف إطلاق النار للسماح لها برعاية المدنيين المنكوبين. “في ظل الحصار العسكري المفروض، لن تتمكن المنظمات الإنسانية، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من المساعدة في هذا النزوح الجماعي لسكان غزة. إن الاحتياجات مذهلة، ويجب أن تكون المنظمات الإنسانية قادرة على زيادة عمليات المساعدة”.
المستشفيات في خطر
من جانبها، تقول إسرائيل إنها ستسمح بدخول الإمدادات الأساسية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر. لكن لا يزال من غير الواضح ما هي كميات الإمدادات التي يمكن أن تصل وبأي سرعة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود: “تعمل فرقنا بنشاط على إعداد الإمدادات الطبية والإنسانية لإرسالها إلى غزة عندما يكون الوصول إليها متاحاً”، مضيفةً بالقول إنه “من الضروري إعادة المستشفيات إلى العمل. وللقيام بذلك، يجب ضمان وقف إطلاق النار بشكل منتظم حتى يتم جلب الأدوية والوقود على نطاق واسع. إذا نفدت أدوية التخدير لدينا، فسيضطر الجراحون إلى وقف العمليات الجراحية”.
أمّا منظمة أرض البشر فتقول إنها تقوم بتعيين موظفات وموظفين إضافيين في المنطقة استعدادًا لتكثيف أنشطتها، والتي ستشمل الدعم النفسي للأطفال والأسر. حيث أوضحت المنظمة الإنسانية: “نحن ننتظر فتح الحدود ويعمل موظفونا من رجال ونساء بلا كلل لإعداد وتوزيع حزم الطوارئ بمجرد أن يصبح الطريق مفتوحا”.
المزيد
انتقادات في جنيف لإغلاق إسرائيل الكامل لقطاع غزة
ترجمة: أمل المكّي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.