سويسرا تُعرب عن استعدادها للتوسط بشأن التوترات مع كوريا الشمالية
انضمت سويسرا إلى سيل الإحتجاجات الدولية على التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، وعرضت خدماتها كوسيط لإجراء محادثات تشمل اللاعبين الرئيسيين في هذا الملف.
وعقب إعلان أصدرته وزارة الخارجية السويسرية مساء الأحد 3 سبتمبر الجاري، أعربت رئيسة الكنفدرالية دوريس لويتهارد عن استعداد سويسرا للعب دور الوسيط من أجل المساعدة على إيجاد حل للأزمة، ويشمل ذلك استضافة محادثات وزارية محتملة.
ونقلت عنها وكالة رويترز قولها: “لقد حان الوقت الآن فعلا للجلوس حول طاولة”، لكنها أشارت إلى أن “الأمور كلها ستتوقف في الأسابيع المقبلة على كيفية تأثير الولايات المتحدة والصين على هذه الأزمة”، محذرة في الوقت نفسه من “المبالغة في ردود الفعل”.
تصريحات الوزيرة السويسرية جاءت بعد يوم واحد من ورود أنباء أفادت بأن الدولة الآسيوية المعزولة قد قامت بإجراء أقوى اختبار لها حتى الآن لقنبلة هيدروجينية تحت سطح الأرض وذلك بعد أيام قليلة من إقدامها على اختبار إطلاق صاروخ باليستى فوق المجال الجوي لليابان.
وزارة الخارجية السويسرية انتقدت الإختبار الأخير معتبرة أنه “يتعارض مع جهود المجتمع الدولي المتعلقة بعدم انتشار الأسلحة النووية وخاصة تلك التي يتم بذلها من أجل تنفيذ المعاهدة التي تحظر تماما إجراء تجارب نووية”.
وفي ظل تصاعد التوتر في المنطقة، وخصوصا في واشنطن، حيث أدان الرئيس ترامب بشدة ما اعتبرها “استفزازات من طرف كوريا الشمالية”، دعت وزارة الخارجية السويسرية إلى الهدوء، وأشارت إلى أن “سويسرا مقتنعة بأنه لا يُمكن التوصل الى حل للمشاكل النووية والأمنية في شبه الجزيرة الكورية إلا في إطار عملية دبلوماسية تفاوضية”.
جهود دبلوماسية
في الواقع، تشمل الجهود السويسرية الحالية الرامية لتهدئة التوترات في المنطقة تقديم دعم مستمر للتوجه القاضيب بعدم انتشار الأسلحة النووية والقضاء التام عليها، بما في ذلك معاهدة الحظر الشامل للتجارب النوويةرابط خارجي التي تحظر إجراء كافة التجارب النووية، وهي المعاهدة التي تم التفاوض بشأنها في جنيف بين عامي 1994 و 1996.
يُشار إلى أن كلا من كوريا الشمالية والهند والباكستان لم توقع أصلا على نص المعاهدة. وفي عام 2003، انسحبت بيونغ يانغ أيضا من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النوويةرابط خارجي.
بدورها، تقوم سويسرا – على غرار العديد من دول المجتمع الدولي – بتنفيذ مجموعة من العقوبات الإقتصادية ضد كوريا الشمالية، وهي عقوبات شهدت في شهر أغسطس الماضي مزيدا من التشديد.
للعلم، استضافت الكنفدرالية مرارا وتكرارا محادثات الوساطة بين الصين والولايات المتحدة وكوريا الشمالية، كما يتواجد عسكريون سويسريون حاليا ضمن القوات التابعة للأمم المتحدة في منطقة ترسيم الحدود بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية في المنطقة المنزوعة السلاح بين البلدين، وهي عبارة عن حزام أمني يُمنع وجود السلاح فيه تم إقراره منذ عام 1953 إثر اتفاق مشترك تم التوصل إليه بين حكومتي البلدين.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين 4 سبتمبر اجتماعا طارئا ثانيا في نيويورك لمناقشة الرد على التجارب النووية والصاروخية في كوريا الشمالية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.