وصنّف البحث الذي أشرفت على إنجازه مجموعة بحثية سويدية سويسرا في المرتبة الخامسة مباشرة وراء المجر واليونان وبولندا وإيطاليا، وفقا لمؤشّر الشعبوية المستبدّة في عام 2016. ومن الواضح أن هذا يرجع لمشاركة حزب يميني متشدّد في الحكومة السويسرية والتفوّق الذي أحرزه هذا الحزب في الإنتخابات العامة الأخيرة.
وقد حقق حزب الشعب (يمين متشدّد) مكاسب كبيرة في الإنتخابات البرلمانية التي شهدتها سويسرا في أكتوبر 2015، وقد زادت تمثيليته في البرلمان الفدرالي من 26.6%إلى 29.4%، ويمثّل حزب الشعب في تشكيلة الحكومة الفدرالية في برن اثنان من الوزراء هما وزيرا المالية والدفاع.
وكتب مؤلّف التقرير أندرياس يوهانسون هينو أن “سويسرا والنمسا من بين البلدان التي نشأت فيها الأطراف السلطوية اليمينية مبكّرا”.
وكان حزب الشعب جزءً من الحكومة الفدرالية بالفعل سنوات قبل أن يعتمد استراتيجيته اليمينية الجديدة المتميّزة بالتشدّد خاصة تجاه الأجانب، والفئات الضعيفة والمهمّشة.
في المقابل، يشير نفس التقرير إلى أنه في البلدان الثلاث – مالطا والجبل الأسود وأيسلندا- يكاد لا يوجد ناخبون يؤيدون الأحزاب اليمينية الشعبوية.
وفي المتوسّط، نجد ناخب من جملة خمسة ناخبين يصوّتون لصالح الحزب الشعبوي، سواء كان هذا الحزب يساريا أو يمينيا. ولم يحدث قط من قبل في أوروبا أن كانت الأحزاب اليمينية تحظى بحجم التأييد الذي تجده اليوم، يضيف مؤلّف الدراسة. وبالنسبة له، تقريبا جميع البلدان الأوروبية تشهد هذه الظاهرة التي بالنسبة إليه تهدّد مستقبل الديمقراطيات اللبرالية.
في الوقت الذي تتجه فيه المناقشات للتركيز على الأحزاب اليمينية عند الحديث عن الشعبوية المتسلّطة، فإن المؤشّر الذي استندت إليه هذه الدراسة يبيّن أن هذه الظاهرة موجودة على اليمين وعلى اليسار كذلك.
المهمّة المعلنة للمجموعة البحثية التي أنجرت هذه الدراسة هي “انشاء وتعزيز ونشر الأفكار والقضايا التي تدعم مبادئ السوق الحرة والتجارة الحرة والحريات الفردية، والمجتمع الحر”. وهي تركّز جهودها على قضايا الهجرة والصحة ووغصلاح نظام الرعاية الغجتماعية والبيئة والنموّ والثقافة، فضلا عن المساعدات والتنمية العالمية.
(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
حيوانات فتّاكة: كيف يمكن الحد من الأعداد المفرطة للقطط في سويسرا؟
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الشعبوية والإعلام والعولمة.. عناصر مُستجدّة تؤثّر في التّجربة السويسرية
تم نشر هذا المحتوى على
تواجه الديمقراطية المباشرة في هذه المرحلة العديد من التحدّيات والمصاعب من شأنها أن تحيد بها عن أهدافها، خاصة توسيع المشاركة في إدارة الشأن العام، ودعم اللامركزية في اتخاذ القرار، ورسم السياسات. ومن أبرز هذه التحدّيات، وفقا للخبراء في المجال، هي العولمة، والدور المجتمعي المتعاظم لوسائل الإعلام، والنزعات الشعبوية لدى بعض النخب السياسية. فمع تحوّل العالم…
تم نشر هذا المحتوى على
لم يعد القاسم المشترك بين ألكسندر، ونافين، وأناستازيا، وشانكي، وشهيد،… أسماؤهم أو ألوان بشرتهم التي تشي بأصولهم البعيدة والمتنوعة، بل بات يجمعهم أيضا الإنتماء إلى أكبر حزب سياسي على الساحة السويسرية، والذي يشتهر أتباعه بمعاداتهم للأجانب. واليوم، تحوّلت العبارة “ليس لدينا أي مشكلة مع الأجانب، والدليل.. نحن نستقبلهم بين صفوفنا بصدور رحبة”، إلى شعار لدى…
بعد نجاح مبادرة حظر المآذن.. اليمين الشعبوي يتجه إلى مزيد من التشدد
تم نشر هذا المحتوى على
وتأتي على رأس القائمة، الإجراءات القانونية ضدّ الزيجات الإجبارية والتشويه الجنسي للنساء (ما يُـعرف بختان الإناث)، إضافة إلى حظر ارتداء البُـرقع في الأماكن العامة، ووضع حدٍّ للإعفاءات الخاصة من متابعة دروس السباحة للتلاميذ المسلمين. وفي تصريحات لـ swissinfo.ch قال أدريان أمستوتس، النائب البرلماني والعضو البارز في حزب الشعب: “لقد أعطى الناخبون إشارة قوية لوقف مزاعم…
تم نشر هذا المحتوى على
برفضهم الميزانية المعتمدة سابقا من قبل المجلس البلدي بـ 589 صوتا مقابل 525، يكون مواطنو “أوبرفيل-ليلي”، إحدى أغنى البلديات في كانتون آرغاو، قد عبّروا بشكل غير مباشر عن معارضتهم لاستقبال طالبي اللجوء. وكانت مواطنة قد اعترضت عن طريق الإستفتاء على إلغاء إنفاق بقيمة 290000 فرنك كان يُفترض أن يُدفع للكانتون لإعفاء البلدية المذكورة من واجب…
حظر المآذن.. “لم يكن سابقة ولن يشكل استثناء في تاريخ سويسرا”
تم نشر هذا المحتوى على
لرصد هذه التغيرات التي شهدتها الساحة السياسية والاجتماعية في سويسرا عقب حظر المآذن، اتصلت swissinfo.ch بعبد المولى لمحنكر، مراقب سويسري مستقل من أصل مغربي، وناشط في جمعيات غير حكومية، وصوت إعلامي بارز في سويسرا الناطقة بالفرنسية، و أجرت معه هذا الحوار المطوّل. swissinfo.ch : هل شكلت مبادرة حظر المآذن بما فيها من معاني الرفض والإقصاء…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.