سويسرا تدعو إلى انفراج بين صربيا وكوسوفو
كررت سويسرا دعواتها لجميع أطراف الصراع في صربيا وكوسوفو بالاحجام عن تصعيد الوضع. وشددت وزارة الخارجية في برن على أهمية مهام حفظ السلام العاملة في المنطقة (وهي KFOR التابعة للحلف الأطلسي و EULEX التابعة للإتحاد الأوروبي).
يوم الثلاثاء 27 ديسمبر، قالت وزارة الخارجية في تغريدة نشرتها على حسابها على موقع تويتر “ندعو مرة أخرى جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن تصريحات أو أفعال يُمكن أن تزيد من تأجيج الموقف”.
وجاء في التغريدة أيضاً أن “مهمتيْ KFOR و EULEX تشكلان عاملين أساسيين في الحفاظ على نظام وسلامة المجتمعات المحلية في شمال كوسوفو”.
تشارك سويسرا منذ عام 1999 في قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في كوسوفو “KFOR” بقيادة حلف شمال الأطلسي. وقد حملت الكتيبة السويسرية المشاركة تسمية “سويس كوي” Swisscoy.
وللعلم، تشارك كتيبة سويسرية (تحمل اسم “سويس كوي” SWISSCOY) ضمن قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام بقيادة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو (يُشار إليها اختصارا بـ “كفور” KFOR)، وذلك منذ تأسيسها في عام 1999 بعد نهاية الحرب التي شهدها الإقليم.
المزيد
انخراط سويسرا من أجل السلام في عالم مضطرب
حواجز على الطرقات
يوم الثلاثاء 27 ديسمبر الجاري، أقام الصرب المحتجون حواجز جديدة في مدينة ميتروفيتشا المنقسمة عرقيا في شمال كوسوفو، وذلك بعد ساعات من إعلان صربيا أنها وضعت جيشها في حالة تأهب قصوى بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة بين العاصمة الصربية بلغراد وعاصمة كوسوفو بريشتينا. وقالت وزارة الدفاع الصربية إنها تعتقد أن كوسوفو تستعد لمهاجمة الصرب وإزالة الحواجز بالقوة.
ودعت حكومة كوسوفو قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (KFOR) إلى إزالة الحواجز، لكنها قالت إن لديها القدرة والاستعداد للتحرك.
في أعقاب إغلاق نقطة العبور الحدودية الرئيسية من صربيا إلى كوسوفو في ميرداري، ورد أن الأشخاص الراغبين في دخول كوسوفو يتعرّضون للتهديد من الجانب الصربي. ويبدو أنه كان من بينهم العديد من السويسريين والسويسريات، وفقًا لبوابة “الكانتون 27رابط خارجي” الاخبارية باللغة الألبانية التي تتخذ من سويسرا مقرا لها.
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من المشاكل بشأن إصدار لوحات أرقام السيارات. فعلى مدى سنوات، أرادت كوسوفو أن يقوم حوالي خمسين ألف صربي يُقيمون في شمال البلاد تبديل لوحات أرقام سياراتهم الصربية بلوحات صادرة عن بريشتينا، كجزء من رغبة الحكومة في تأكيد سلطتها على أراضيها.
وكانت كوسوفو حصلت على استقلالها عن صربيا في عام 2008، بعد حوالي عقد من انتفاضة اقترنت بحرب عصابات ضد حكم بلغراد. وسرعان ما انضمت سويسرا إلى دول غربية أخرى في الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة.
مع ذلك، لا تزال صربيا تعتبر كوسوفو جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وترفض الادعاءات بأنها تزيد التوترات والصراعات داخل حدود جيرانها. كما تتهم بلغراد بريشتينا بالاعتداء على حقوق الأقلية الصربية المقيمة فوق أراضيها.
تقدم متواضع
إجمالا، يمثل الصرب الذين لا يعترفون بحكومة بريشتينا أو بمؤسسات دولة كوسوفو 5% من سكان البلد البالغ تعدادهم 1.8 مليون نسمة، فيما يشكل الألبان حوالي 90%. ولقد عبّر الصرب عن مشاعرهم العدوانية من خلال رفضهم تسديد مستحقات شركة الكهرباء في كوسوفو مقابل الكهرباء التي يقومون باستخدامها ومهاجمة قوات الشرطة بشكل متكرر لدى محاولتها إجراء اعتقالات.
من جهة أخرى، يريد الصرب في كوسوفو إنشاء اتحاد للبلديات ذات الأغلبية الصربية لتعمل باستقلالية أكبر. ولم تحرز صربيا وكوسوفو تقدمًا يُذكر في هذه القضية ولا في غيرها منذ التزام الطرفين في عام 2013 بالمشاركة في حوار يرعاه الاتحاد الأوروبي.
وفيما ينتشر حوالي 3700 جندي تابعين لحلف شمال الاطلسي في كوسوفو للحفاظ على السلام، قال الحلف إنه سيتدخل بما يتماشى مع تفويضه إذا تعرّض الاستقرار في المنطقة للخطر. ولا يزال لدى بعثة الاتحاد الأوروبي (اختصارا EULEX)، التي وصلت إلى المنطقة في عام 2008، حوالي 200 من ضباط الشرطة الخاصة العاملين هناك.
المزيد
رعايا كوسوفيون في سويسرا قلقون من تصاعد التوتّر في منطقة البلقان
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.