ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟
كتبت الصحف السويسرية هذا الأسبوع عن تقارب تونس مع موسكو وبكين، و خيارات الولايات المتحدة بعد الهجمات على قاعدتها في الأردن، و "رغبة المستوطنين.ات الإسرائيليين.ات في العودة إلى غزة"، وعن صوفيا التي "رفضت الخدمة في الجيش الإسرائيلي".
تونس توطّد علاقاتها مع موسكو وبكين
قدّمت صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ تحت عنوان “تونس تتواصل مع موسكو وبكين… هل هي بصدد الابتعاد عن الغرب؟” تحليلاً لآخر التطورات في توجّهات السياسة الخارجية التونسية فيما يتعلّق بعلاقتها مع الغرب. وترى الصحيفة أن تونس تتحوّل نحو توطيد علاقاتها مع روسيا والصين، حيث كتبت: “أراد الاتحاد الأوروبي العمل مع الحكومة في تونس لمكافحة الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، لكن الاتّفاق قد فشل، والآن تقوم تونس بإقامة علاقات جديدة.” ونقلت عن خبيرين قولهما إنّ :” البلاد تبالغ في تقييم أهميتها”.
وبحسب المقال، ينتقد الخبيران حمزة المؤدّب وإلياس غانمي السياسة الخارجية التونسية، ويصفانها بأنّها “غير متماسكة وغير مسؤولة” في بعض الأحيان، وخاصة فيما يتعلّق بمحاولة التقارب مع “الدول الاستبدادية” مثل روسيا والصين. حيث يؤكّد كلاهما على الافتقار إلى التوجّه الاستراتيجي، والمخاطر المرتبطة بإهمال الجهات الحليفة التقليدية، وعدم الاستعداد لتهديدات التجسّس المحتملة من قبل الصين، على سبيل المثال.
(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 27 يناير 2024، بالألمانية)
“الانسحاب أو الانتقام”
وفي مقال آخر، تناولت الصحيفة ذاتها “الهجومَ القاتل” بطائرات مسيّرة على قاعدة برج 22 في المثلّث الحدودي السوري الأردني العراقي من قبل “ميليشيات موالية لإيران”. وكتبت الصحيفة أنّ هذا الهجوم يسلّط الضوء على خطورة هذه الجماعات، ويضع الولايات المتحدة أمام “قرار الانسحاب من المنطقة أو اتخاذ إجراءات انتقامية قد تؤدي إلى نشوب صراع أكبر هناك”.
وذكر أندرياس رويش، صاحب المقال، أنّه يُنظر إلى الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وخاصة في قاعدة التنف، على أنه حاجز استراتيجي ضد النفوذ الإيراني هناك، وأنّ الرئيس بايدن يواجه معضلة، حيث يتوجّب عليه تحديد كيفية الرد على التهديد دون المخاطرة بالتسبّب في نشوب حرب كبرى. وبحسب الصحيفة أيضاً فإنّ المناقشات داخل الحكومة الأمريكية حول احتمال انسحاب القوات من سوريا جارية بالفعل، والهجوم الأخير يجعل هذه المناقشات أكثر إلحاحاً.
(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 30 يناير 2024، بالألمانية)
رغبة المستوطنين.ات الإسرائيليين.ات في العودة إلى غزة
دائمًا في الشرق الأوسط، نشرت نويه تسورخير تسايتونغ تقريرًا تحت عنوان “يريد المستوطنون.ات الإسرائيليون.ات العودة إلى غزة، ومطالبة بـ”الهجرة الطوعية” للفلسطينيين.ات). حيث قدّم مراسل الصحيفة في تلّ أبيب نظرة عامّة على موقف ممّثّلي.ات حركة الاستيطان من حيث رؤية فرصة فيما بعد الحرب في غزّة لإعادة بناء المستوطنات اليهودية في القطاع. ونقل إعراب المشاركين.ات في مؤتمر في القدس عن الأمل في “هجرة” الفلسطينيّين.ات وفتح المجال لبناء مستوطنات جديدة.
وبحسب ما نقله مراسل الصحيفة، فقد وقّع بعض السياسيين.ات على “ميثاق النصر وتجديد الاستيطان”، حيث تعتزم حركة الاستيطان بناء ست مستوطنات في قطاع غزة، من بينها اثنتان وسط مدينتي غزة وخان يونس. وجاءت الصحيفة أيضاً على ذكر الانتقادات الدّوليّة لهذه الفكرة، حيث إنّ إنشاء المستوطنات في الأراضي المحتلة أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، فقد وصفت الولايات المتحدة هذا الخطاب بأنه “تحريضيّ وغير مسؤول”، ودعت فرنسا إسرائيل إلى رفض هذه التصريحات بشكل واضح.
كما جاء في التقرير أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد أشار بدوره، إلى أنه سيتمّ تحديد خطط ما بعد الحرب من قبل مجلس الوزراء الأمني، مشدّدا على معارضته لإعادة استيطان قطاع غزة.
(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 30 يناير 2024، بالألمانية)
صوفيا: “قررت رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي”
أجرت شارلوت دورين، الصحفية بقناة الإذاعة والتلفزيون السويسرية العمومية الناطقة بالفرنسية (RTS)، مقابلة مع الشابّة صوفيا أور، وهي إسرائيلية ترفض أداء خدمتها العسكرية لأسباب سياسية.
وكتبت الصحفية أنه “منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية تعبئة استثنائية لجنود الاحتياط. لكن يرفض بعض الإسرائيليين.يات النادرين.ات الانضمام إلى القضية. وهذا هو الحال على وجه الخصوص بالنسبة لصوفيا أور، 18 عامًا، التي قرّرت عدم أداء خدمتها العسكرية.”
وتوضّح صوفيا أسباب امتناعها بالقول: “قررت رفض الخدمة في الجيش الإسرائيلي لأنني لا أريد أن أشارك في سياسة القمع والفصل العنصري التي تطبّقها إسرائيل على الفلسطينيين.ات. لقد اتخذت هذا القرار قبل الحرب لأن القمع لم يبدأ في 7 أو 8 أكتوبر. هذا النهج ليس بالجديد، بل هو مستمر منذ عقود. هجمات 7 أكتوبر والحرب في غزة تثبتان أن العنف يولّد العنف، وأن العنف لا يؤدي أبدًا إلى حلّ”.
نشأت صوفيا في عائلة ذات توجّهات سياسية يسارية، ومعادية للصهيونية، ولكنها ليست منخرطة سياسيا. وقد دعمها والداها في قرارها، وهو خيار يصعب اتخاذه في مجتمع تٌعد فيه الخدمة العسكرية جوهر النظام، حسب المصدر نفسه.
ومتحدّثة عن ردود الفعل المندّدة بموقفها، تقول صوفيا: “منذ الصغر، يُقال لنا إنه يجب علينا تكريم الجنود والجنديات، لقد تعلّمنا شرف الخدمة في الجيش. ليس من السهل معارضة ذلك … يتمّ اتّهامنا بالخيانة، ويتمّ نعتي باليهودية التي تكره اليهود. إنّني أتلقّى تهديدات عنيفة”.
ووفق المصدر ذاته، فإنه نادراً ما يقبل الجيش الإسرائيلي رفض التجنيد لأسباب سياسية أو سلمية. وفي حين يُعفى العديد من الإسرائيليين.ات من الخدمة العسكرية لأسباب دينية أو طبية، فإن رفض الخدمة العامة يظل أمراً نادرا للغاية. ومنذ هجمات حماس، يواجه المجتمع الإسرائيلي هذا الخيار بالرفض.
ونقلت القناة الناطقة بالفرنسية، أنه رغم عقوبة السجن التي تتهدّدها، فإن صوفيا التي تجري منذ عدة أسابيع مقابلات صحفية في محاولة لإسماع صوتها، لا تخشى السجن، وإنها مؤمنة تماماً بأن السلام هو الحل الوحيد ليعيش الجميع في أمان. حيث تقول الشابة الإسرائيلية: “لا يمكننا القضاء على حماس بهجوم عسكري. وحتى لو نجح الجيش الإسرائيلي في تدمير حماس.. فلن يجدي هذا نفعاً، لأنه مقابل كل عضو يُقتل، سيولد ثلاثة أعضاء أخرين. إنها أيديولوجية تترسخ عندما تواجه عنفاُ شديداً… ولهذا السبب من المهم بالنسبة لي أيضًا أن أنأى بنفسي عما تفعله إسرائيل لمحاولة تغيير الأمور”.
(المصدر: قناة الإذاعة والتلفزيون العمومي (RTS)رابط خارجي، 23 يناير 2024، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ من ممثّلي وممثّلات الشعب السويسري من حملة الجنسية المزدوجة
+ خلف الشوكولاتة السويسرية ليندت___ عمالة الطفولة في غانا
+ باميلا مونستر ___ الحياة التي تتجاوز مخاوفنا
+ السكّين السويسري___ خطر مستهان به؟
+ “عدالة”___ عندما يقف عرض أوبرا في وجه العملاق السويسري غلينكور
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 9 فبراير مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكي
المزيد
الشؤون العربية في الصحافة السويسرية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.