ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟
هل صحيح أنّه "لو كان هناك سلام، لانقلب الشعب الفلسطيني على حماس بعد هجوم الـ 7 أكتوبر"؟ ما هو الوضع الإنساني في شمال قطاع غزّة؟ ومن هي الجهات الخاسرة أو المستفيدة من الحرب في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية الفلسطينية؟ أسئلة طرحتها وأجابت عليها الصحف السويسرية هذا الأسبوع.
“لو كان هناك سلام، لانقلب الشعب الفلسطيني على حماس بعد هجوم الـ 7 أكتوبر”
في مقابلة مع صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ شكّك إبراهيم دلالشة، مدير مركز أفق الحرية للدراسات والأبحاث برام الله، في نجاح إسرائيل في تحقيق هدفها في هذه الحرب وتدمير حماس. وأوضح دلالشة: “برأيي، ليس ذلك هدفا واقعيا للحرب. حماس هي حزب حاكم في غزة وطرف مسلح في الصراع ومنظمة سياسية. تستطيع إسرائيل أن تدمّر الهياكل الحكومية بالتفجيرات والحصار والعزلة.. لكنّ إنهاء الجناح العسكري أصعب. لقد أضعفت إسرائيل الحركة إلى حدّ كبير، لكنها لن تتمكّن من قتل جميع المقاتلين البالغ عددهم 40 ألفاً. وسوف تتسبب فلول الجناح العسكري في حدوث اضطرابات في فترة ما بعد الحرب.”
وتساءل الصحفي السويسري أندريا شبالينغر: “كيف يُعقل ألاّ يحمّل الفلسطينيون والفلسطينيات ا حماس جزءًا من المسؤولية عن البؤس في قطاع غزة وتدشينها لحرب مدمرة للشعب الفلسطيني بهجومها الوحشي في 7 أكتوبر؟” ليرذّ دلالشة بالقول إن “الحقيقة المحزنة هي أنه في حالة الحاجة الماسّة، لا يصبح الناس أكثر استعدادًا للتوصل إلى حلول وسط، بل يصبحون أكثر تطرفًا”، شارحًا أنه “من المؤكد أن هناك انتقادات لتصرفات حماس في قطاع غزة، ولكن مع الحرب تتزايد مشاعر الكراهية والانتقام، ويستفيد المتطرفون من ذلك. حماس تنشط أيضًا في الضفة الغربية والأردن وتركيا. ولها أنصار أينما يعيش الفلسطينيون والفلسطينيات في المنفى. وقد زادت شعبيتها، خاصة خارج قطاع غزة”.
واستطرد الصحفي بالسؤال: “لماذا لم تكن هناك انتقادات من الجانب الفلسطيني بعد مجزرة 7 أكتوبر؟ حتى أنه كان هناك هتاف من قٍبل الكثيرين والكثيرات.” فأجاب دلالشة أنه “عليك أن ترى أن الوضع كان مأساويًا بالفعل بالنسبة للعديد من الفلسطينيين.ات، حيث يتعرضون ويتعرّضن لضغوط هائلة منذ عامين، خاصّة في الضفة الغربية مع توسيع المستوطنات وعمليات التهجير. لقد قُتل واعتقل مئات الفلسطينيين والفلسطينيات دون محاكمة عادلة. ويطالب بعض الوزراء الإسرائيليين الآن علناً بطرد السكان الفلسطينيين.يات” ومضى في شرحه بالقول إنه “لقد ابتهج الفلسطينيون.ات يوم السابع أكتوبر لأن حماس وقفت في وجه العدو القوي إسرائيل، وليس لأنها اختطفت وقتلت المدنيين والمدنيات. المشكلة الأساسية هي أنه لم يكن هناك بديل لحماس… لم تكن هناك عملية سلام منذ سنوات، ولا مفاوضات. أنا على قناعة بأنه لو كان هناك سلام في السادس من أكتوبر وقامت حماس بتدمير ذلك السلام، لانقلب الفلسطينيون.يات عليها”.
وشدّد دلالشة على الحاجة إلى حل سياسي مستدام وخطة سلام يمكن أن يقبلها الطرفان، حيث “لا يمكن أن يكون هناك حلّ لغزة وحدها، بل يجب التوصل إلى اتفاق بشأن كامل الأراضي الفلسطينية.” وبيّن أنه من وجهة نظره ” فإن السبيل الوحيد للمضي قدما هو شكل من أشكال حل الدولتين. فلن يوافق الإسرائيليون والإسرائيليات أبداً على العيش معاً في دولة واحدة، ولا يرغب الفلسطينيون والفلسطينيات أيضا في العيش تحت نظام احتلال لخمسين عاماً أخرى. وسيكون على إسرائيل أن توافق من حيث المبدأ على إنشاء دولة فلسطينية. والسماح لفلسطين بأن تصبح عضواً في الأمم المتحدة ومن الجانب الفلسطيني سيتعين الاعتراف غير المشروط بدولة إسرائيل.”
كما أكّد إبراهيم دلالشة، الذي عمل أيضاً مستشارًا لوزارة الخارجية الأمريكية في المنطقة، على أنّ السلام لن يتحقق في ظل حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة، وعلى أهمية ممارسة الضغوط الخارجية لحل الصراع. وأشار إلى إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية تستثني حماس وفتح، مع التركيز على الإصلاح والانتخابات في نهاية المطاف.
(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 6 فبراير 2024، بالألمانية)
شحّ المياه في شمال غزّة
تحت عنوان “لم تعد هناك مياه صالحة للشرب في شمال غزة”، قدّمت صحيفة تاغيس أنتسايغير في أحدث تقرير لها وصفاً عاماً “للأزمة الإنسانية الحادة التي يعيشها شمال قطاع غزة بعد أربعة أشهر من الحرب”. وتحدّث مراسل الصحيفة في أفريقيا بيرند دوريس عن معاناة مئات الآلاف من المشرّدين والمشرّدات من نقص الخيام والغذاء والدواء. وجاء في تقريره على ذكر تعرّض قافلة للمساعدات الإنسانية تابعة للأمم المتحدة لقصف صاروخي من قبل إسرائيل بالقول إن: ” الوضع في الشمال يعتبر حرجاً بشكل خاص، حيث لا توجد مياه شرب نظيفة، وقد انهارت إمدادات الطاقة فيه، وانقطعت الأدوية عن المستشفيات”. وأكّد الصحفيّ على أنّ إسرائيل تمنع معظم المساعدات الإنسانية، بينما تستمرّ الهجمات في جنوب قطاع غزة.
ويبحث العديد من النازحين والنازحات عن مأوى في رفح، حيث الظروف سيئة للغاية، بحسب الصحيفة، التي أكّدت على أنّ إسرائيل تخطّط لمواصلة الهجوم على القطاع. كلّ ذلك بينما تجري الجهود الدولية للوصول إلى وقف لإطلاق النار، في حين أوقفت بعض الدول، بما في ذلك ألمانيا وهولندا، تمويلها لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.يات الفلسطينيين.يات (الأونروا)، وأعلنت إسبانيا عزمها مواصلة تقديم المساعدات المالية للمنظمة.
(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 5 فبراير 2024، بالألمانية)
من هي الجهات الخاسرة أو الرابحة في الحروب الجارية؟
من جانبها، نشرت صحيفة لوتون مقال رأي لكاتب العمود والسفير السويسريّ السّابق فرانسوا نوردمان، خاض فيه في الصراعات المسلحة الحاليّة الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، وسلّط الضوء على الجهات الرابحة والخاسرة في هذه الصراعات. حيث كتب أنّه وفقاً للمؤرخ توماس جومارت، يُعتبر الحرس الثوري الإيراني جهة رابحة، لاستمراره في قمع الاحتجاجات الداخلية، ومساهمته في تعزيز انعدام الأمن الأوروبي من خلال تسليح الرّوس، وتسريعه لبرنامجه النووي، ودعمه لأنشطة حماس المسلّحة، بينما يعتبر الأوروبيون.ات من بين الجهات الخاسرة في هذه الصراعات.
كما ناقش نوردمان في مقاله الحضور الكبير للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حيث رأى بأنّه يتناقض من ناحية مع فكرة الانسحاب الأمريكي من المنطقة، ولكنّه يُؤكّد بأنّه يُنظر إلى الولايات المتحدة من ناحية أخرى على أنها الدولة الوحيدة القادرة على مواجهة الجماعات المسلّحة المدعومة من إيران، وردع إيران نفسها، وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومنع تصعيد الصراعات بالقرب من إسرائيل.
وتطرّق السفير السابق في مقاله أيضاً إلى خطّة متوسّطة المدى منسوبة لإدارة بايدن، تركّز على تحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، وتسهيل عودة الرهائن والرهينات، والعمل على التوصّل إلى حلّ سياسيّ تشارك فيه القوى الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر. وبيّن أن الهدف المركزي في هذه الخطة هو إنشاء دولة فلسطينية، والاعتراف بها من قبل إسرائيل، وتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
وشرح نوردمان في مقالته أن الخطة المذكورة مرتبطة بإعادة انتخاب جو بايدن، ويُنظر إليها على أنها مسعى سياسي معقّد يتطلّب الوقت والجهد.
(المصدر: لوتونرابط خارجي، 6 فبراير 2024، بالفرنسية)
فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:
+ شركات تجارية سويسرية تطمح إلى تحقيق أحلامها في الصين
+ وصول أطفال وطفلات من غزّة إلى سويسرا لتلقّي العلاج الطبي
+ إيميليا باسكيه___ “سويس نكس” وصناعة الشركات أحادية القرن
+ في زمن تهريب الأطفال والطفلات عبر الغوتهارد
+ الأداء الرائد لسويسرا في مجال تعويض الكربون يثير التساؤلات
للمشاركة في النقاش الأسبوعي:
المزيد
يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.
موعدنا الجمعة 16 فبراير مع عرض صحفي جديد.
تحرير: أمل المكي
المزيد
الشؤون العربية في الصحافة السويسرية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.