أسئلة وأجوبة بخصوص المبادرة الداعية إلى إلغاء رسوم الإذاعة والتلفزيون
في برن، افتتح مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان الفدرالي) يوم الخميس 14 سبتمبر 2017 النقاش بشأن مبادرة شعبية تدعو إلى إلغاء الرسوم التي يدفعها السويسريون لفائدة الإذاعة والتلفزيون. ومن الواضح أن قيمة المعلومة وجودة الإعلام ستكون في الميزان هذه المرة مقابل مبلغ 451 فرنك تُدفع سنويا من طرف كل بيت للإستفادة من خدمات وسائل الإعلام العمومي واستقبال البث الإذاعي والتلفزيوني.
ما هي هذه الرسوم؟
يتم تمويل 75% من ميزانية هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (يُرمز إليها اختصارا بـ SSR SRG، وهي المؤسسة التي تنتمي إليها swissinfo.ch) من هذه الرسوم، أما الـ 25% المتبقية فتتأتى من مداخيل الإعلانات والإشهار. وبصرف النظر عن البرنامج أو المادة الإعلامية التي يتم الإستماع إليها أو مشاهدتها وسواء تم بثها عن طريق الكابل أو الأقمار الإصطناعية أو الهاتف الجوال أو الإنترنت، فإنه يتعيّن على جميع الأشخاص المقيمين في سويسرا دفع رسوم الإستقبال، وهو أمر مُلزم من الناحية القانونية. تقدر قيمة هذه الرسوم بـ 0.74% من الدخل السنوي المتوسط في سويسرا (حوالي 61152 فرنك) أي 451 فرنكا في السنة تتوزع كالآتي: 165 للإستقبال الإذاعي و286 فرنكا للإستقبال التلفزيوني.
أين تذهب الأموال؟
تقدر القيمة الإجمالية للموارد المالية السنوية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية بحوالي 1.6 مليار فرنك. بفضل هذه الميزانية، تستغل الهيئة 17 محطة إذاعية و7 قنوات تلفزيونية باللغات الوطنية الأربع (الألمانية والفرنسية والإيطالية والرومانش). يتم رصد الجزء الأكبر من المداخيل لتمويل البرامج الإذاعية والتلفزيونية. من جهة أخرى، تحصل القنوات الإذاعية والتلفزيونية الخاصة على جزء محدود من هذه الأموال.
هل تُعتبر الهيئة مؤسسة بث وناشرا تابعا للدولة؟
لا، هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية ليست مؤسسة إذاعية وتلفزيونية تابعة للدولة وليست “ناشرا (أو جهاز بث) عمومي” على غرار هيئة الإذاعة البريطانية، بل هي شركة خاصة. إذ من غير المسموح لأي كان بالتدخل في العمل التحريري للهيئة بما في ذلك السياسيون. فقد بدأت القصة في عام 1931 من طرف بعض الهواة وعدد من عشاق الإذاعة الذين تجمّعوا لتشبيك الجمعيات الإذاعية المحلية التي كانت موجودة آنذاك. لهذا السبب تحديد، لم يعتمد تمويل الهيئة منذ الإنطلاق على الضرائب (المستخلصة من طرف السلطات) وإنما على المُساهمات الطوعية للمُستمعين.
ما الذي تعنيه “No Billag”؟
يُسمّى الجهاز (أو المؤسسة) المُكلف باستخلاص رسوم تلقي البرامج الإذاعية والتلفزيونية من المقيمين في الكنفدرالية “Billag”. وبالنظر إلى أن المبادرة الشعبية تهدف إلى إلغاء هذه الرسوم جملة وتفصيلا، فقد سُمّيت بـ “No Billag”. ويحتج أصحاب المبادرة بأن هذه الرسوم تمثل “أتاوة إجبارية” تحدّ من حرية قرار المواطنين، حيث يتوجّب على كل فرد الدفع مقابل كامل العرض (الإذاعي والتلفزيوني والإفتراضي) سواء استهلكه أم لا.
ماذا يقول السياسيون؟
حسب أغلبية النواب في البرلمان الفدرالي، تسمح الرسوم المُستخلصة بتأمين خدمة أساسية جيّدة للسكان من خلال أخبار وبرامج بكل اللغات الوطنية. في سويسرا، يجري الحديث عن “خدمة عامة (أو عمومية)”. مجلس الشيوخ (الغرفة العليا للبرلمان) رفض المبادرة وهو يعتزم عرضها على التصويت الشعبي دون أي تغيير مع توصية للناخبين برفضها. أما مجلس النواب (الغرفة السفلى للبرلمان) فلا زال بصدد مناقشة المسألة واتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يُريد عرض المبادرة على الشعب في صيغتها الحالية أو إذا كان يرغب في إرفاقها بمشروع مضاد (انظر الإطار المُصاحب).
ياستثناء بعض الساسة اليمينيين، يعتبر جميع النواب في البرلمان أن المنظومة الحالية ستواصل الإشتغال بشكل جيد في المستقبل. ذلك أن نظام الرسوم يقع في “القلب من منظومة اشتغال الديمقراطية والإنسجام السويسريين”، حسب اللجنة التحضيرية التابعة لمجلس الشيوخ. مع ذلك، هناك خلافات حقيقية بين قيمة الرسوم وقائمة الخدمات التي يجب على هيئة الإذاعة والتلفزيون توفيرها للجمهور. ومن المحتمل الآن أن يُدلي الناخبون برأيهم حول نص المبادرة المقترح في ربيع عام 2018.
ما هي علاقة هذه المسألة بكم؟
تعتبر SWI swissinfo.ch، وهي البوابة الإخبارية التي تتصفحونها حاليا – الخدمة الدولية التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية العاملة بعشر لغات.
(نقله إلى العربية وعالجه: كمال الضيف)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.