مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بوركهالتر يُشيد بدور جنيف وبالنموذج السويسري أمام الأمم المتحدة

في اجتماع جنيف (7 و8 أبريل 2016) الذي شاركت فيه أكثر من 100 دولة، سلط ديديي بوركهالتر، وزير الخارجية السويسري (على اليسار) وبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة الأضواء على الأسباب العميقة لبروز ظاهرة الإرهاب وتفشيها. Keystone

اختتمت الأمم المتحدة وسويسرا يوم الجمعة 8 أبريل في جنيف مؤتمرا دوليا دام يومين حول الوقاية من التطرف العنيف. وفي الجلسة النهائية، استعرض ديديي بوركهالتر، وزير الخارجية أوجُه انخراط سويسرا في هذا المجال على الساحة الدولية، منوها بإيجابيات الديمقراطية شبه المباشرة المطبقة في الكنفدرالية باعتبارها أداة للوقاية من عمليات استقطاب وتجنيد الشبان ضمن مجموعات إرهابية، و بالخبرات التي تتوفر عليها "جنيف الدولية" في هذا المجال.

حين تناول الكلمةرابط خارجي بعد الأمين العام للأمم المتحدة الذي تطرق في خطابهرابط خارجي إلى “مثالية وإبداع وطاقة مليار و800 مليون شاب” تتوفر عليهم الكرة الأرضية، واصل الوزير السويسري قائلا: “لماذا نعقد هذا الإجتماع؟ أو بالأحرى لمن نعقده؟ إنه لكل طفل، ولكل شاب، ولكل امرأة، ولكل إنسان ضحية للهشاشة الكبيرة جدا التي يتّسم بها عالمنا”.

إثر ذلك، شدد عضو الحكومة الفدرالية على “الدور الحاسم” للأمم المتحدة في الوقاية من التطرف العنيف. وفي هذا المجال، تبدو سويسرا محظوظة لاعتمادها نظاما إدماجيا ولامركزيا حسب الوزير الذي قال: “إن الهيكلية الفدرالية لبلادي تقوم على القناعة بأن ثقافة الحوار والتوافق والحلول الإدماجية واللامركزية واحترام الأقليات والفصل بين السلطات تشكّل أساس السلم”.

المزيد

المزيد

تجاوز المقاربة الأمنية والعسكرية في مكافحة العنف والتطرّف

تم نشر هذا المحتوى على يهدف مؤتمر دولي ينعقد على يومي 7 و8 أبريل 2016 في جنيف بالتعاون بين الأمم المتحدة وسويسرا إلى توحيد الجهود من أجل محاربة تجنيد الشباب في صفوف المجموعات الإرهابية مثل “داعش”. ومن أجل تحقيق ذلك، يُراهن المنظمون على جملة من التدابير كتوفير الوقاية الإجتماعية والإقتصادية، بما يتجاوز المقاربة الأمنية والعسكرية الصرفة التي سادت منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

طالع المزيدتجاوز المقاربة الأمنية والعسكرية في مكافحة العنف والتطرّف

بوركهالتر أوضح أيضا أن برن اعتمدت في عام 2015 استراتيجية جديدةرابط خارجي لمكافحة الإرهاب تعتمد على الوقاية والقمع والحماية وإدارة الأزمات، وهي مجالات “تندرج في إطار الدستور وتتماشى مع القانون الدولي، وخاصة مع حقوق الإنسان”، على حد قوله.

تبعا لذلك، تغذي هذه التجربة داخل الكنفدرالية انخراط سويسرا على المستوى الدولي حيث “قمنا عمليا بتطوير خطة عمل على مستوى السياسة الخارجية للوقاية من التطرف العنيف، على أن تُمنح الأولوية للشباب والنساء، إضافة إلى جنيف الدولية”، على حد قول الوزير.

ولدى إيراد بعض الأمثلة الملموسة، تطرق ديديي بوركهالتر إلى مشروعرابط خارجي يتم إنجازه حاليا في حي مُهمّش يقع في ضواحي العاصمة التونسية يرمي إلى إدماج أفضل للشبان في الحياة الإجتماعية والسياسية، كما أشار إلى مبادرة دولية أطلقتها سويسرا “تدعو إلى تطوير معايير وسلوكيات جيدة صالحة لأن تُطبق في مجال العدالة الشبابية في سياق مكافحة الإرهاب”.

ختاما، ذكّـر وزير الخارجية السويسري بتواجد العديد من الفاعلين في جنيف العاملين من أجل تحقيق نفس هذه الأهداف. وهو ما ينطبق أيضا على منظمات أسستها سويسرا منذ سنوات على غرار مركز جنيف لسياسات الأمن رابط خارجيومركز جنيف للرقابة الديمقراطية على القوات الحاملة للسلاحرابط خارجي. إضافة إلى ذلك، تحتضن جنيف، الصندوق العالمي للمشاركة والصمود المجتمعيرابط خارجي، كما قال الوزير. 

(نقله إلى العربية وعالجه: كمال الضيف)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية