اختراق معلوماتي لملايين الحسابات الإلكترونية السويسرية
تُتداول حاليا على شبكة الإنترنت الملايين من عناوين البريد الإلكتروني السويسرية وكلمات السر المخترقة، ومن ضمنها حساباتٌ لوزراء حكوميين ولمسؤولين في الجيش وللآلاف من الموظفين الفدراليين، وفقاً للقناتين العموميتين السويسريتين الناطقتين بالألمانية (SRF) والفرنسية (RTS).
ويستند التقرير الإستقصائيرابط خارجي الذي بُث مساء الأربعاء 6 مارس الجاري إلى تحليل قام به صحفيون يعملون في القناتين للمعطيات المتوفرة في ““Collection #1-5، وهي قاعدة بيانات تحتوي على كلمات السر المسروقة وعلى حوالي 2.2 مليار عنوان بريد إلكتروني بدأ تداولها على شبكة الإنترنت في شهر يناير 2019، ومن بينها 3.3 مليون عنوان بريدي تنتهي بعلامة .ch الخاصة بالمجال السويسري.
ومن بين هؤلاء ثلاثة أعضاء في الحكومة الفدرالية وما لا يقل عن عشرين وزيرا في الحكومات المحلية للكانتونات، بالإضافة إلى فيليب روبورد، القائد الحالي للجيش الفدرالي. كما اتضح أن حوالي خُمس العناوين البريدية الفدرالية المعنية بالقرصنة (وعددها 2500) تابعة للقوات المسلحة السويسرية.
في تصريحات أدلى بها للقناة العمومية السويسرية الناطقة بالألمانية SRF، قال دانيال ريست، المتحدث باسم الجيش الفدرالي إن الجيش على بيّنة من هذه المشكلة وأنه تم إبلاغ الموظفين المعنيين بشكل شخصي في يناير الماضي. وأضاف “من أجل تقليل المخاطر والترفيع في مستوى الأمن الخاص، نوصي بتغيير أكبر عدد ممكن من كلمات المرور”.
قناة SRF لفتت إلى أنه يُمكن تصنيف التهديد المحتمل للجيش بالمنخفض لأن هذه الحسابات خاصة. وأضافت أنه بسبب استخدام الجيش للعديد من الأدوات لدى تسجيل الدخول إلى منظوماته، فإن كلمات المرور لوحدها ليست ذات قيمة أو فائدة كبيرة للمُهاجمين.
وزير الخارجية إينياتسيو كاسيس هو من بين أعضاء الحكومة الفدرالية الذين شملتهم المعلومات المتعلقة بالحسابات المخترقة. وقالت قناة RTS إنها تعرفت على ثلاثة عناوين اليكترونية للوزير كاسيس، من بينهما عنوانان رسميّان سابقان، تم استخدام نفس كلمة المرور في جميعها.
وفي رده على اتصال من طرف القناة، ذكر كاسيس أن عنوانه الخاص فقط لا يزال نشطًا وأن كلمة المرور لم تكن صالحة لهذا العنوان. وأضاف أن رسائل البريد الإلكتروني المهنية الخاصة به “تُدار من قبل متخصصين فدراليين وتستجيب لمعايير أمنية رفيعة”.
تجدر الإشارة إلى أن قاعدة البيانات هذه لا تتيح بالضرورة إمكانية الوصول المباشر إلى صناديق البريد الوارد للمُستخدمين (أي لأصحاب العناوين)، وإلى أن جزءا من المعلومات يتعلق بحسابات تم اختراقها منذ سنوات، لكنها تعمل على فتح فجوات في الأمان، وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون في الغالب نفس كلمة المرور للإرتباط بمواقع وخدمات مختلفة، كما تقول قناة RTS.
(ملاحظة عملية: إذا أردت أن تعرف إن كان حسابك قد تعرض للإختراق أم لا، راجع هذا الموقعرابط خارجي المتخصّص)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.