الموجة الثانية من فيروس كورونا “يُمكن أن تكون أكثر فتكاً” في سويسرا
استخدم باحثون نموذجًا رياضيًا لتحديد ملامح موجة ثانية محتملة للوباء الناجم عن فيروس كورونا المستجد في سويسرا، وتوصلوا من خلال استنتاجاتهم إلى أن الموجة المحتملة ستتطور بشكل أبطأ بكثير من الأولى، لكنها قد تُسفر عن حوالي خمسة آلاف حالة وفاة إضافية.
يرى ديرك موررابط خارجي، أستاذ النمذجة الحاسوبية للمواد في المعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخ الذي شارك في إعداد الدراسة، أنه في حالة حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، فسوف يكون انتشارها أبطأ، مما يعني أن السلطات سيكون لديها المزيد من الوقت للتفاعل واتخاذ الإجراءات اللازمة بنجاعة أكبر مقارنة مع تفاعلها مع الموجة الأولى.
فقد تعلّم المجتمع من تجربته خلال الموجة الأولى من جائحة كوفيد – 19 وسيتصرف بحذر أكبر مما كان عليه في بداية انتشار الوباء، كما قال مور للمركز الإعلامي التابع للمعهد التقني الفدرالي العالي في زيورخرابط خارجي في وقت سابق من الأسبوع الأخير لشهر مايو 2020.
وأضاف أنه إذا ما كان “رقم التكاثر” (وهو مصطلح علمي يعني تكاثر الفيروس وإنتقاله إلى أشخاص جدد) سيتجاوز 1 في الأسابيع والأشهر المقبلة (مما يعني أنه سينتشر بالفعل)، فمن شبه المؤكد أنه لن يصل إلى المستويات العالية للموجة الأولى من انتقال العدوى في أوائل شهر مارس الماضي.
+ فيروس كورونا المستجد في سويسرا: أحدث الأرقام
وخلص فريق الدراسة إلى أنه من غير المرجح أن تؤدي الموجة الثانية إلى حدوث عجز في الطاقة الاستيعابية للمستشفيات السويسرية.
هل ستكون الموجة الثانية أكثر فتكاً؟
يقول مور: “تلك أخبار جيدة، لكنها مضللة في نفس الوقت، إن الموجة الثانية التي قد تنتشر ببطء شديد، حيث سيزيد رقم التكاثر بالكاد عن “واحد” (1)، ستكون خبيثة بشكل خاص”.
وفقًا لأحد السيناريوهات التي تم الاشتغال عليها في الدراسة، يمكن أن يكون هناك 5000 حالة وفاة إضافية على إثر انتشار الاصابة بعدوى كوفيد – 19، وسيكون هذا أعلى من الرقم الذي تم تسجيله بالفعل حتى الآن وزاد عن 1900 حالة وفاة، على إثر الموجة الأولى من الوباء.
مع ذلك، سيعتمد عدد الوفيات بشكل كبير على مدى انتشار الموجة ومدتها.
تم تطوير النموذج الرياضي الذي اعتمد في هذه الدراسة خصيصًا للتنبؤ بالتطورات المحتملة لوباء كوفيد – 19 في سويسرا بالاستناد إلى البيانات التي نشرتها السلطات الصحية في الكانتونات الست والعشرون طيلة الأزمة، وقد نشر الباحثون نموذجهم وحساباتهم على منصة ميدركسيفرابط خارجي “medRxiv”، (ولكن لا بد من خضوعها قبل النشر إلى مراجعة استعراض الأقران المعتادة).
عامل العمر
البيان الإخباري أشار أيضا إلى أن الباحثين يعتقدون أن الحسابات التي قاموا بالاعتماد على نموذجهم هي الأولى من نوعها التي تأخذ في الحسبان بطريقة مفصلة جدا عوامل التركيبة الديمغرافية السويسرية وأنماط الاتصال ذات العلاقة بالفئات العُمرية.
وهذا يعني أنه يمكنهم حساب “رقم التكاثر” خلال الموجة الأولى لكل فئة عمرية، فقد توصل الباحثون إلى أن من تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عامًا ساهموا بشكل كبير في نشر الفيروس وأن الذين كانت أعمارهم ما بين 35 و 45 عامًا كان لديهم أيضًا مساهمة أعلى من المتوسط في ذلك. على العكس من ذلك، كانت مساهمة المُسنين في نشر عدوى الفيروس أقل بكثير من المتوسط.
تدابير الحماية مفيدة
البحث أظهر أيضا أن جميع التدابير لخفض احتمالية انتقال العدوى من شأنها أن تقلل من عدد الوفيات، وهذا ينطبق بشكل خاص على القوى العاملة وعلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عامًا.
كما وجدت الدراسة أنه إذا ما تم تخفيض احتمال انتقال العدوى في المدارس إلى النصف من خلال التقيّد بالحفاظ على مسافة الأمان الاجتماعي وإجراءات النظافة، فإن “العدد المتوقع للوفيات الإضافية في جميع السكان سينخفض من 5000 إلى أقل من 1000” شخص.
تتفاوت الآراء حول احتمال ظهور موجة ثانية من فيروس كورونا، ففي يوم الخميس 28 مايو 2020، أعرب خبير ضمن فريق العمل العلمي الوطني المختص بوباء كوفيد – 19 عن اعتقاده بأنه “لن تكون هناك موجة ثانية كبيرة”، في حين اشار المكتب الفدرالي للصحة العامة إلى أنه في الوقت الذي يستمر فيه اتجاه سير العدوى في الوقت الحالي في الانخفاض، فإن المكتب سيُواصل مراقبة الوضع تحسّباً لأي تغيير محتمل في الخريف.
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.