“يجب أن يكون العلم مصدر الحلول للمشاكل التي نُواجهها اليوم”
وُجّهت لها الدعوة من قبل المركز الأوروبي للأبحاث النوويةرابط خارجي بوصفها نموذجا للشخصيات المشجعة للشباب على الإقبال على البحث العلمي، واختارها الأمين العام للأمم المتحدة ضمن الفريق الإستشاري العلمي، وهي سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة اليونسكو، إضافة الى اختيارها عضوا في مجلس الشورى السعودي. هذا التقدير والتثمين لمسار ابنة مكة المكرمة، يسمح لها فعلا بأن تصرح اليوم: "لقد حققت أمنية والدي عندما قال لي: ارفعي رأسي يا حياة".
على هامش تظاهرة TEDxCERN 2014″رابط خارجي التي احتضنها قبل فترة مقر المركز الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن) المقام على الحدود بين فرنسا ومدينة جنيف السويسرية، والذي وجهت فيه الدعوة للباحثة السعودية في علوم الأحياء الدكتورة حياة سليمان سندي الى جانب نخبة من العلماء والبحاثة في العالم، التقت swissinfo.ch الدكتورة حياة لتسليط الضوء على مسار امرأة سعودية استطاعت ان تبرهن على أنه بالإمكان لسيدة أن تخرج من رحم مجتمع محافظ مثل المجتمع السعودي، وأن تفرض نفسها في أكبر المراكز البحثية في العالم، و في أحد أدق وأعقد المجالات البحثية العلمية أي ميدان “البيوتكنولوجيا”. والمثير للإنتباه أكثر، هو أن ابنة مكة المكرمة لم تتخلى عن تمسكها بدينها وبثقافتها، وفرضت الإحترام والقبول من الجميع.
رمز التقدم العلمي
وجه المركز الأوروبي للأبحاث النووية الدعوة في 24 سبتمبر 2014، للدكتورة حياة سندي ضمن مجموعة من البحاثة اللامعين في العالم لإحياء يوم لتشجيع البحث العلمي . ومن خلال الحديث للدكتورة فهمنا أنها لا ترغب عادة في المشاركة في مثل هذه التظاهرات، لكن إصرار المنظمين على أنها تمثل “أنموذجا للإصرار على تحقيق التقدم العلمي” جعلها تغير رأيها وتشارك خصوصا بعد أن أوضحوا لها بأنها مثال “للباحث الذي تجمع حياته كلها بين العزيمة، والمصداقية والابداع، ولكي تكون في هذه التظاهرة المثل الذي يُقتدى به لفتح الآفاق أمام الأفكار الجديدة”.
عن هذه التعليلات التي قدمها منظمو TEDxCERN 2014، تقول الدكتورة حياة سندي: “لقد أثر ذلك في نفسي كونهم يضعوني في هذه المكانة وكقدوة لفتح المجال أمام الشباب البحاثة”.
بالفعل، تعتبر الدكتورة السعودية قدوة جيدة فيما يتعلق بالإصرار على بلوغ الهدف، ومثالا لتشجيع الشباب وبالأخص من البلدان النامية على خوض مغامرة البروز في أكثر المجالات العلمية تطورا في الغرب. وتقول في هذا الصدد: “تجربتي في بريطانيا سمحت لي بمواجهة التحدي بإصرار على بلوغ الهدف، وكانت بمثابة صقل لشخصيتي بحيث عززت الثقة بالنفس. وولّدت لديّ اقتناعا بأن أي انسان في العالم قادر على بلوغ هدف أسمى في المجالات العلمية وليس ذلك مقتصرا على الآخرين (من أوروبيين وأمريكيين). وهذا الشعور أدى عندي إلى تلاشي فكرة شيء اسمه مستحيل، وتلاشي فكرة الحواجز العرقية أو اللغوية. كما ان المرحلة التي قضيتها في امريكا سمحت لي بالوعي بعامل التنافس وكيف أن هذا الإحساس يشجعك على الإبداع وعلى صقل الأفكار الخلاقة، والتحكم في عرضها. باختصار هذه المرحلة علمتني أن كل شيء ممكن”.
هذه الأفكار لخصتها الدكتورة حياة سندي في الكلمة التي ألقتها أمام تظاهرة TEDxCERN2014، ووجّهت من خلالها ثلاثة رسائل” أولا: أن الإنسان يواجه في حياته تحديات، ولكن يجب التغلب على العقبات والحواجز للوصول الى الهدف المنشود. والرسالة الثانية وهي موجهة للعلماء والبحاثة مفادها أن العلم يجب أن يكون مصدر الحلول بالنسبة للمشاكل التي نُواجهها اليوم في العالم مثل الإستدامة، وتأثيرات التغيرات المناخية، ومحاربة الفقر، وتنمية الطفل والمرأة. وأن على العالِم ألا يظل حبيس المخابر بل أن يخرج للإتصال مع الناس، ويجب الإحتفاء بالعلماء الذين يتخذون خطوات استثنائية من أجل تسخير علمهم لخدمة الإنسانية. أما الرسالة الثالثة فهي أنه حتى وإن كنت لا ترغب في البروز أمام الأضواء، يُمكنك أن تكون مُلهما للغير، وأن تأخذ بيده وتشجعه على الإبتكار”.
من مكة الى هارفارد: تحدي، مثابرة، وخدمة الإنسانية
اختيار المركز الأوروبي للأبحاث النووية للسيدة حياة سندي، باعتبارها مثالا عن الإصرار والمثابرة لبلوغ الهدف المنشود في مجال البحث العلمي، يعكسه مسار حياتها الذي جعل ابنة مكة المكرمة تشارك في أكبر المخابر البحثية العلمية في العالم، وفي كُبريات الجامعات والمعاهد العالمية من هارفاردرابط خارجي وكمبريدجرابط خارجي الى ماساشوسيتس انستوت للتكنولوجيا.رابط خارجي
هذا الشغف بالبحث العلمي اكتسبته حياة سندي من والديها إذ تقول: “لقد حببوني في العلم وفي البحث العلمي مما دفعني للمطالبة بالتوجه إلى بريطانيا لمواصلة الدراسة. لكن، رغم التخوف من الإختلاف الثقافي والعادات المجتمعية، استجابا لطلبي في عام 1991، لثقتهما في قدرتي على تحقيق الهدف المنشود”.
ثقة الوالدين لا تكفي لوحدها خصوصا عندما تجد نفسك في وسط يحمل أفكارا مُسبقة عن منطقتك، وعندما تشعر بأنك لا تجيد اللغة الانجليزية وليست لديك المؤهلات العلمية لكي تفرض نفسك في وسط نخبوي بامتياز. وهذا ما دفع في بداية الأمر، للحكم على حياة سندي “بأنني لست مؤهلة، ولن أنفع، وتم تهميشي”، كما تقول.
هذا الرفض الأولي ولّد لديها الرغبة في إثبات العكس، خصوصا وأنها كانت تشعر بأن “لديها القدرة الداخلية لتحقيق هدف أن تصبح باحثة، لو مُنحت الفرصة”.
الفرصة التي توفرت لها استغلتها حياة سندي على أحسن وجه، حيث حسّنت إجادة اللغة الإنجليزية وتمكنت من الحصول على شهادة ختم الدروس الثانوية البريطانية. وهو ما فتح لها باب الولوج إلى “كينجز كوليدج”، ثم الإلتحاق بجامعة “كمبريدج” ثم التخرج لاحقا في عام 2001 كأول سيدة خليجية تحصل على الدكتوراه في مجال التكنولوجيا الحيوية (أو بيوتكنولوجيا).
بلوغ الهدف المنشود، والتحول إلى باحثة معترف بها في العديد من المختبرات العالمية، لم تتوقف عنده الدكتورة حياة سندي ولم يكن نمهاية المطاف في مسيرتها، بل شجعها على أن تصبح من الأصوات المنادية بـ “تسخير العلم لخدمة الإنسانية”. وتقول في هذا السياق: “عندما تعمّقت في مجال البحث العلمي، رغبتُ في تطبيق الحكمة القائلة “خيركم من تعلم العلم ونفع به”، وهذا ما دفعني للدخول في نقاش مع العلماء بأن هذا العلم يجب أن لا يبقى حبيس المختبرات، بل أن تستفيد منه الإنسانية في حل مشاكلها، كتوليد كهرباء في أفريقيا، أو تطهير مياه في فيتنام وغيرها…”
من النظري الى العملي
هذه الدعوة إلى ضرورة تسخير العلم لفائدة الانسانية ولحل مشاكل العالم، بدأت الدكتورة حياة سندي في تطبيقها في حياتها العملية. فقد انخرطت في مشروع “التشخيص للجميع” الذي شاركت في ابتكاره مع فريق علمي بجامعة هارفارد بهدف تسهيل عملية التشخيص الطبي في المناطق الفقيرة والبعيدة عن المختبرات الطبية القادرة على إجراء التحاليل الضرورية للتشخيص المبكر للأمراض.
تتلخص الفكرة في قطعة ورق بحجم طابع بريدي، توجد بها مواد كيماوية معينة، وتستقبل قطرة من دم المريض لكي يتم إجراء التشخيص الفوري. أما حقل التطبيق الأول للفكرة فهي البلدان الافريقية التي يتناول فيها المرضى أدوية ضد مرض السل أو الإيدز، والذين يكفي أن يقدموا قطرة من دمهم لمعرفة حجم تركيز الأدوية في الكبد، والذي إذا زاد عن الحد، قد يُصبح أكثر خطورة على حياة الشخص من المرض نفسه. فهذه العملية التي تتطلب تحليلا مخبريا دوريا وقد يتطلب الأمر عدة أيام للحصول على النتيجة، يُمكن أن يقوم بها الطبيب المُعالج في المناطق الإفريقية بكل سهولة بحيث يراقب تغيّر لون الورق ويتحصل على النتيجة على الفور.
المزيد
دعوة ملحة لتوظيف العلم من أجل خدمة الإنسانية
عن تطور الفكرة تقول الدكتورة حياة سندي: “دخلت إلى مختبر “جورج وايد سايد”، وهو أحد المخابر الخمسة الكبرى في العالم والمختبر الأول في امريكا، وكان قد طور اختراعا من مادة الورق ذات قدرة على التحليل. اقترحتُ استخدام هذا الورق لتطوير تطبيق طبي يساعد الناس على التشخيص المرضي. لتطوير المشروع مع المختبر، ونظرا لافتقاري لأية معرفة بالأساليب التجارية والتسويقية، أرسلني رئيس المختبر لدراسة ريادة الأعمال في HBS. ولإيمان هذا الأخير برغبتي في الوصول، اقترح شخصيا، تقديم دروس خصوصية كل يوم جمعة لإلمامي بالمبادئ التسويقية و التجارية، ولتوفير كل الحظوظ لإنجاح المشروع. عند عرض المشروع على الزملاء، ضحك الجميع ، لكنني أصررت على ضرورة تطوير المشروع والدخول به في المسابقة. ولما فزنا في المسابقة من كل من جامعة هارفارد وجامعة MIT، اعترفت بنا مؤسسة بيل غيتس وقدمت لنا التمويل الضروري”.
التطبيق الثاني يتمثل في تأسيس حياة سندي لمعهد “التخيّل والبراعة” لتشجيع العلماء الشباب في السعودية والعالم العربي، عند سعيهم لتحقيق طموحاتهم وتنفيذ ابتكاراتهم في بلدانهم، ومن أجل حث الشباب على الإهتمام بالبحث العلمي والإختراعات التي تُراعي البيئة والتنمية المستدامة.
الدكتورة حياة سندي التي اغتربت وعاشت في مجتمعات منحتها فرصة اختبار قدراتها وتحقيق طموحاتها، وجدت أن البلدان العربية تفتقر للبنى المشجعة للعلماء الشباب الراغبين في استثمار افكارهم في بلدانهم، فأنشأت في عام 2011 معهد “I2” أي “Imagination & Ingرابط خارجيenuity” لتشجيع المبتكرين الشباب على تجاوز العراقيل، و”لكي نشارك في إيجاد الحلول وإعطاء فرص للشبان والشابات من جميع أنحاء العالم العربي للشعور بأن هناك من يؤمن بالفكرة، في القطاع الخاص وفي القطاع الحكومي، ولتجنب الفشل عند محاولة العودة للبلد وتطبيق المشروع فيه”، كما تقول.
في الوقت نفسه، تريد الدكتورة حياة سندي أن يُصبح هذا المعهد، وفيما بعد الفروع الأخرى منه في العالم العربي، بمثابة نقطة انطلاق لاستقبال الباحث العربي أو الباحثة العربية العائدين إلى وطنهم والوقوف إلى جانبهم في محاولاتهم لتسخير معرفتهم العلمية لحل المشاكل الموجودة في المنطقة خصوصا وأن العالم العربي يُعاني من العديد من المشاكل في مجالات المياه والبيئة والصحة ومحاربة الفقر وغيرها. وبما أن مشاكل المنطقة متشابهة تقريبا فإنها تقول “إذا جاءني باحث من الجزائر وآخر من مصر وثالث من السعودية فإن هؤلاء قد يشتركون في تطوير تطبيق ما، ويوفرون له الشروط الضرورية للتسويق، مما يجعل كل أسواق المنطقة تستفيد منه”.
فكر علمي متطور.. وتمسك بالقيم الروحية والثقافية
في العديد من الأحيان، ينسلخ العلماء العرب، وخاصة المتخصصون منهم في العلوم المتقدمة، الذين يبرزون في الدول الغربية، عن مجتمعاتهم وثقافتهم، أو يتظاهرون بذلك، لكن المثير للإنتباه في مسيرة الدكتورة حياة سندي هو أنها “لم تتخلى عن تلك التقاليد والشعور الديني حتى لما كان البعض يرى في هذه العناصر عائقا لمسيرتها المهنية”.
والملفت في هذا السياق، هو أن الدكتورة السعودية أصبحت الشخصية التي يرغب الجميع في استضافتها كمثال عن الإقدام والمثابرة والأصالة والشعور الإنساني الذي لا يعرف الحدود الجغرافية والثقافية. فقد عملت في أهم المختبرات العلمية، ووُجّهت لها الدعوة لزيارة كبريات المؤسسات الحساسة مثل وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، أو البنتاغون، وحصلت على العديد من الجوائز الفخرية والتقديرية في الخارج وفي مسقط راسها، مكة المكرمة.
إضافة إلى ذلك، اختارها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ضمن فريقه الإستشاري العلمي، وعيّنتها المديرة العامة اليونيسكو في عام 2012 سفيرة للنوايا الحسنة في مجال العلوم. كما تم تكريمها من طرف مؤسسة كلينتون العالمية في مؤتمرها العاشر الذي عقد في 21 سبتمبر 2014 بمنحها جائزة “المواطنة العالمية”. أما “أكبر انجاز تعتز به” الدكتورة حياة سندي، فهو اختيارها من قبل العاهل السعودي لعضوية مجلس الشورى السعودي (برلمان مُعيّن).
لدى سؤالها عن سر هذا التمسك بالقيم الروحية والثقافية، تجيب الدكتورة حياة سندي: “أعتز بكل مرحلة من مراحل حياتي، ليس ، كما يقول البعض فقط تلك التي جلبت لي الأضواء من خلال مروري بكبريات المخابر العالمية التي كانت بمثابة دافع للتحدي وللتخصص في الميدان الذي كنت أطمح له، بل حتى بتلك التي قضيتها في المملكة أثناء التعليم الثانوي، والتي مكنتني من الحصول على أسس الثقافة الدينية التي جعلتني أعتز بهويتي، واعرف هدفي في الحياة، وكيف أسخّر علمي لخدمة المجتمع. والفضل في ذلك يعود الي مُدرساتي ووالدي”.
وتضيف “عندما تخرج للخارج، يحكم عليك الناس في الغرب انطلاقا من افكارهم المُسبقة، وسيضعونك في قالب معين. فإما أن تشعر بأنك فخور بهذا القالب، وهذا ما اخترتُه، أو أنك تحس بأنه يجب التجرد منه”. وبحكم أنها استطاعت إثبات جدارتها في المجال العلمي مع الإحتفاظ بهويتها وتقاليدها، أصبحت المعاهد الكاثوليكية في الولايات المتحدة تستضيفها في كل سنة للتوجه بالحديث إلى الطالبات وتشجيعهن على الإقبال على البحث العلمي.
وفي ردها على سؤال حول مغزى اختيارها لعضوية مجلس الشورى في مجتمع يشتهر بطابعه المحافظ، ومدى قدرتها على الإسهام في صياغة القرار، تقول الدكتورة حياة سندي: “هذه النقطة أيضا تطرقت لها في تدخلي أمام TEDxCERN 2014 … وقد أطلقت عليها عبارة “القدرة على التأثير”، بحيث أن تواجدي في مجلس الشورى سيسمح لي بصوت يمكنني أن استخدمه لتقديم النصح والمشورة لتغيير مستقبل العلم بالنسبة للأجيال القادمة وبالأخص بالنسبة للنساء والفتيات”. وهذا الخطاب كررته الدكتورة سندي أيضا في اللجنة الإستشارية العلمية التي شكلها الأمين العام والتي اختارها كعضو فيها، حيث قالت: “هناك صعوبة في إيجاد عالِمٍ قادر على شرح أهمية العلم بالنسبة لأصحاب القرار. إن لبّ المشكلة يكمن في ذلك، إذا لم نتمكن من اقناع أصحاب القرار بأهمية العلم، فلن تكون لهم ثقة في العلم والبحث العلمي ولن يُصدقوا ما نقوله، ومعاناتنا مردها الى أن اصحاب القرار لا يفهمون ذلك جيدا”.
إجمالا، تعتبر الدكتورة السعودية أن مشاركتها في مثل هذه المجالس الإستشارية يسمح لها بأن تكون “عالمة ومن أصحاب القرار في نفس الوقت”. وفي هذا السياق، لم تتردد في التعبير خلال مداخلتها في سياق حفل أقيم لتكريمها في مكة المكرمة من قبل الأمير خالد الفيصل عن “الأمل في رؤية المرأة السعودية تشارك في اتخاذ القرار”، وذلك قبل أن تعلم باختيارها لعضوية مجلس الشورى.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.