الألواح الشمسية على قمم الجبال قد تُساعد على سدّ فجوة الطاقة في سويسرا
قد تساعد جبال الألب السويسرية المغطاة بالثلوج في التعويض عن النقص المتوقع في الطاقة مع الإنتقال المُبرمج للبلاد من استخدام الطاقة النووية إلى الإعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. في هذا الإطار، يقترح باحثون نصب ألواح شمسية على قمم الجبال لسدّ الفجوة المُرتقبة في مجال الطاقة.
تشير نتائج أبحاث جديدة توصل إليها معهد أبحاث الثلوج والإنهيارات الجليديةرابط خارجي ( في دافوس) والمعهد التقني الفدرالي العالي في لوزانرابط خارجي إلى أن الأنظمة الكهروضوئية (Phtovoltaic) في جبال الألب يُمكن أن توفر وسيلة محلية للإستعاضة عن كمية معتبرة من الطاقة المفقودة، وخاصة في فصل الشتاء. ويُعزى ذلك إلى أن أعالي الجبال غالباً ما تسمو فوق الضباب المنخفض وإلى أن بإمكان الألواح المنصوبة على ارتفاعات عالية التقاط أشعة الشمس المُرتدّة من الثلج.
وقال الباحثون إن نظاما من هذا القبيل يُمكنه الحفاظ على الطاقة الشمسية على مدار العام بكفاءة أكبر من الطريقة المعتمدة حاليا والمتمثلة في تخزين الطاقة الزائدة من الألواح الكهروضوئية المنصُوبة في الأماكن المنخفضة الإرتفاع والتي لا تكون فعالة إلا في فصل الصيف.
عمليا، استخدم العلماء البيانات التي تم التقاطها بواسطة الأقمار الإصطناعية للإستشعار عن بُعد لتقدير كمية الأشعة الشمسية التي تصل إلى الأرض في كافة أرجاء البلاد. كما قاموا أيضا باختبار ألواح شمسية في منتجع دافوس للتزلج في جنوب شرق سويسرا. وشملت الإختبارات البحث عن الزاوية المناسبة التي يُمكن إمالة الألواح عندها للحصول على أفضل التقاط للإشعاع الشمسي مع تمكين الثلج المتراكم بالإنحسار عنها بشكل سلس وطبيعي.
وفي بيان صدر يوم 8 يناير الجاري، قالت أنيلين كاهل، الباحثة في معهد أبحاث الثلوج والإنهيارات الجليدية: “إن دراستنا تبين أن الأنظمة الكهروضوئية في الجبال أكثرُ قدرة على سدّ الفجوة المُسجّلة في العرض مقارنة مع المنشآت الموجودة فوق أسطح المباني في الهضبة السويسرية”، وأضافت أنه “باحتساب كل متر مربع، تقوم الألواح الشمسية المنصوبة على ارتفاعات عالية بإنتاج الكهرباء ليس فقط بكميات أكبر، ولكن عند الحاجة إليها أيضا”.
يُذكر أن سويسرا قررت وقف تشغيل محطاتها النووية الخمس التي توفر ثلث الطاقة الكهربائية للبلد. وتنص الخطة على سدّ هذه الفجوة من خلال التقليل في استهلاك الطاقة والترفيع في حصة المصادر المتجددة بحلول عام 2050، لكن مصادر الطاقة المتجددة، بخلاف الطاقة الكهرومائية، تمثل حاليًا أقل من 3٪ من إجمالي إنتاج الطاقة في الكنفدرالية.
في المقابل، تشير بعض المؤسسات البحثية، مثل معهد بول شيرررابط خارجي (في فيليغن، كانتون أرغاو)، إلى أنه لا يُمكن جسر الفجوة في الطاقة في عام 2050 من الناحية الواقعية إلا عن طريق شراء طاقات متجددة من أوروبا من خلال ما يتم إنتاجه في مزارع طاقة الرياح في بحر الشمال أو في محطات الطاقة الشمسية في جنوب أوروبا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.