ارتفاع نسبة الرصاص في الدم يثير القلق في سويسرا
بلغت مستويات الرصاص في دم المواطنين السويسريين نسبة أعلى مما هو مسجل في الدول الأوروبية المجاورة والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن غير المعروف لحد الآن أسباب هذا الارتفاع غير العادي، حسب المكتب الفدرالي للصحة العمومية الذي قال بأن النسبة المسجلة لا زالت دون عتبة الخطر.
إذا ما زادت نسبة الرصاص في الدم عن عشر مليغرامات في الديسيليتر الواحد فإن ذلك يصبح مبعث قلق خاصة بالنسبة للأطفال، لأن ذلك ارتبط بتسمم الدماغ الذي لا يزال في طور النمو والجهاز العصبي لدى الأطفال في سن مبكر مما يقود إلى خفض مستوى الذكاء.
فقد بلغ متوسط نسبة تركيز الرصاص في الدم في سويسرا سبع مليغرامات في الديسيليتر الواحد في الوقت الذي لا تصل تلك النسبة في البلدان الأوربية المجاورة وفي الولايات المتحدة الأمريكية إلى خمس مليغرامات في الديسيلتر الواحد.
وكانت دراسات قد أجريت مؤخرا قد أثارت بعض الشكوك في الحد المسموح به، مشيرة إلى فقدان الأطفال مستوى الذكاء حتى دون تلك النسبة.
وكان تقرير صادر في عام 2007 عن نظام المعلومات الأوروبي حول البيئة والصحة، تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، قد دعا إلى تشديد الإجراءات الوقائية، مشيرا إلى أنه “مازال من الضروري مواصلة جهود التخفيض مُستويات الرصاص في الدم لأنه من غير المعروف لحد الآن النسبة التي لا تشكل خطرا على الأطفال”.
وقد خطت أبحاث نشرتها جامعة سينسيناتي بالولايات المتحدة الأمريكية في الشهر الماضي خطوة إلى الأمام في التشديد ضد نسبة الرصاص في الدم، إذ ادعت أن تعرض الطفل بشكل مفرط للرصاص في السنوات الأولى من عمره أو أثناء الحمل سوف لن يتسبب فقط في ضرر دائم في الدماغ، بل قد يتسبب في اكتسابه تصرفات إجرامية.
بنزين خال من الرصاص
وقد صرح فانسون دودلر، رئيس قسم الأخطار الكيماوية بالمكتب الفدرالي للصحة العمومية لسويس إنفو، بأن اختبارات جديدة سيتم القيام بها حتى العام 2009 لاختبار نسبة تركيز الرصاص في الدم عند السويسريين. وقال في هذا السياق: “نرغب في مراقبة حالة السكان مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان مستوى الرصاص مستقرا أو يعرف تراجعا”.
ولكن نسبة التعرض للرصاص هي اليوم أقل بكثير عما كانت عليه في بداية إجراء الاختبارات في السبعينات. ومن أهم العوامل التي ساعدت على هذا التراجع، إلغاء استعمال البنزين المزود بالرصاص.
والعنصر الهام الآخر المتسبب في ارتفاع مستويات الرصاص في الدم هو الطلاء المزود بالرصاص. ومن أكثر الفئات عرضة لهذا الخطر، الأطفال في سن مبكر لأنهم يستنشقون رذاذ الدهان أو قشوره في المباني القديمة.
وينصح دودلر “إذا كنت تسكن بيتا قديما ولديك أطفال في سن مبكر، فعليك تجديد دهن المنزل”. وفي هذه الحالة، يجب إسناد عملية إزالة الدهن القديم لمهنيين لتفادي التعرض لنسبة عالية من الرصاص.
الماء الصالح للشرب
وقد جلب دودلر الانتباه لأخطار التعرض لتركيز نسبة الرصاص من خلال تناول المياه الصالحة للشرب. وصرح بهذا الشأن “إن مواسير المياه كلها من المعادن وهذه المعادن تحتوي دوما على نسبة من الرصاص … لذلك فإنها تسمح باستمرار بتسرب قدر من الرصاص في المياه، حتى في المنازل الجديدة”.
واستطرد السيد دودلر قائلا: “قد تكون إحدى الأسباب لوجود فارق بين الولايات المتحدة وسويسرا تكمن في استهلاك سكان سويسرا للماء الشروب من الحنفية، وهو ما يعرضهم أكثر للخطر، ولكن ما هذه سوى نظرية من نظرياتي الشخصية”.
ومن الطرق البسيطة للتخفيف من مستويات تركيز الرصاص في المياه الصالحة للشرب ترك المياه تنساب لفترة دقيقة من الحنفية في بداية اليوم لصرف المياه التي كانت مجمعة في المواسير.
كما يحذر دودلر من استعمال أدوات فخارية ذات جودة غير عالية والتي بالإمكان أنها لم تصنع بشكل جيد للسماح باستخدامها كأواني للأكل أو الشراب.
ويقول “إذا كان هناك شك في جودة آنية من الأواني، فعلى الفرد عرضها على مخبر الكانتون للتعرف على نسبة احتوائها على الرصاص”.
ويقدم المركز السويسري للإعلام فيما يتعلق بالتسمم، خدمات التقييم والمساعدة في الحالات الطارئة. وقال ناطق باسم المركز لسويس إنفو “إن الحالات القليلة للتسمم بالرصاص التي عرضت على المركز كانت في معظمها حالات لها علاقة بمكان العمل”، مضيفا أن “الأعراض غير المعروفة الناجمة عن التعرض لحالات تسمم بنسب ضعيفة من الرصاص لا تدفع الأشخاص لعرضها علينا”.
وتقوم منظمة الصحة العالمية حاليا بمراجعة وتحديث آخر المعلومات المعروفة عن تعرض الأطفال لنسب عالية من الرصاص. وستقوم بعدها بإعداد توصيات ونصائح وإرشادات تزود بها القطاع الصحي.
سويس انفو – كلير أودي
(ترجمه من الإنكليزية وعالجه محمد شريف)
يعتبر الرصاص من المعادن السامة والمضرة بصحة الإنسان إذا ما تم استنشاقها أو بلعها. ومن أبرز مصادر التعرض له: الهواء والتربة والغبار خارج أو داخل المنزل.
أدى فرض رقابة على تواجد الرصاص في البنزين إلى تخفيض نسبة التعرض له.
وتتوقف نسبة الإصابة على فترة التعرض لمصادر الرصاص على اختلاف أنواعها.
تؤدي عملية التعرض لمصدر رصاص لفترة مطولة إلى تركيز نسبة الرصاص في الدم، وقد يؤدي ذلك إلى تأثيرات عكسية على الجهاز المركزي العصبي، وعلى القلب والمفاصل والدم وعلى الجهاز التناسلي.
وتتوقف جدية الإصابة على نسبة الرصاص الذي يتعرض له الشخص وعلى طول الفترة التي يتعرض فيها لذلك وكذلك على سن الشخص.
ومن الاختبارات المستعملة بكثرة اختبار مستوى الرصاص في الدم، والذي يحدد مقياس سلامة يستقر في عشرة مليغرام في الديسليتر الواحد، وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية لعام 1995.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.