السويسريون ينظرون في إعادة تدوير الإطارات المُستعملة في الطرق

على مدى سنوات، استُخدم المطاط المُتأتي من الإطارات المُستعملة في تشييد الطرق في الولايات المتحدة ومقاطعة بافاريا الألمانية. والآن، يبحث علماء سويسريون في إمكانية إدخال هذا النوع من إعادة التدوير في سويسرا.
في كل عام، يتم إنتاج حوالي سبعين ألف طن من الإطارات المُستعملة (أي الخردة) في سويسرا، ولا يتم إعادة تدوير إلا نسبة صغيرة منها فقط. وفي بيان صدر يوم الخميس 20 مايورابط خارجي الجاري، قالت المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد إن غالبيتها تُستخدم في محطات إحراق النفايات، وفي مصانع الأسمنت أساسا، حيث تشكل الإطارات بديلا للفحم، وهو ما يُؤدي إلى تحسين توازن ثاني أكسيد الكربون (أو البصمة الكربونية).
في بافاريا، جنوب ألمانيا، يمثل استخدام الأسفلت المُحتوي على المطاط ممارسة مهنية قياسية. من جهتها، تلاحظ المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد أن مزايا هذه الممارسة، خاصة بالنسبة للأسطح المسامية (أي التي تُوجد فيها العديد من المَسَامّ)، تشمل “مقاومة عالية للتآكل، وأكسدة أبطأ للقار في العديد من فراغات الهواء، وبالتالي تأخّر التقصف. وباختصار، عمر خدمة أطول”.
في السياق، قامت المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد (EMPA) بإنجاز دراسة عملية وإجراء اختبارات مع مُصنّعي الأسفلت، بما في ذلك شركة “تي أر آس” (المختصة في إيجاد حلول لإعادة تدوير الإطارات) بكانتون فو، غرب سويسرا.
وقالت المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد إن الأسفلت المطاطي – وعلى الرغم من بعض العيوب – قد استوفى الشروط المطلوبة في نهاية المطاف. وقالت ليلي بوليكاكوس، الباحثة المتخصصة في الأسفلت: “إنها بالتأكيد مناسبة لإجراء مزيد من التحقيقات لاستخدامه في بناء الطرق”.
ظروف الحياة الحقيقية
الخطوة التالية تتمثل في مُعاينة كيفية تصرف الأسفلت في أوضاع العالم الحقيقي. ففي صيف عام 2020، قامت شركة Weibel SA بكانتون برن ببناء مساريْن تجريبيّيْن على طرق داخلية في كانتونيْ جورا وفو لإجراء عدد من “اختبارات التحمّل”.
ومنذ شهر أكتوبر 2020، يتم إجراء تجربة أخرى على تقاطع مزدحم في مدينة زيورخ. وقالت المختبرات الفدرالية السويسرية لعلوم وتكنولوجيا المواد إن الأمر سيستغرق عدة سنوات قبل أن يتم التعرّف مدى قدرة هذه الأصناف من الأسفلت المحتوية على المطاط على مقاومة أحمال حركة المرور على الطرق.
بدوره، يُشير هانس بيتر بييلير، مدير الفرع السويسري للرابطة الأوروبية لمنتجي القاررابط خارجي (Eurobitume) إلى وجود مقاومة في القطاع الصناعي للإسفلت المطاطي باعتباره “مزلقة قمامة” للمواد المُعاد تدويرها وتشكيكا بشأن استخدام المطاط في الطرق.
ومنذ حوالي 15 عامًا، كان بييلير شاهدا على اختبار أجري على الطريق الرئيسية A1 في كانتون أرغاو باستخدام القار المعدل بالمطاط، وتمت إضافته فيه على شكل حُبيبات، ورأى أنه سار بشكل خاطئ. فقد تمت إذابة المادة بشكل غير كافٍ في المزيج ما أدى إلى تشكل كتل في الأسفلت، انتشرت لاحقا على سطحه وكان لا بد من إعادة حفرها وتعبئتها بالإسفلت المصبوب (أو خلطات الحجر الاسفلتية Mastic Asphalt).

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.