زادت الإصابة بأمراض الحساسية بشكل كبير في سويسرا على مدار المائة عام الماضية لأسباب مختلفة. وقريبا، حتى الاشخاص الذين يقطنون في جبال الألب لن يكونوا في مأمن من حمى الطّلع.
تم نشر هذا المحتوى على
3دقائق
حاصلة على شهادة الدكتوراه في القانون. مارست عملها في الصحافة بالكتابة في صحيفة "نويه تسورخَر تسايتونغ"، ومجلات K-Tipp، وSaldo، وPlädoyer لخدمات المستهلكين، وصحيفة "تسورخَر أوبرلاندَر" اليومية وغيرها.
في عام 1900، كان الذين يعانون من الحساسية في سويسرا لا تتجاوز نسبتهم 1%. أما اليوم فيمثّل هؤلاء ما بين ثلث إلى ربع إجمالي السكان. وبمناسبة مرور اليوم الوطني للحساسية، الذي يقابل هذا العام الخميس 21 مارس، قام مركز الحساسية في سويسرا بتوزيع مطويات اخبارية حول هذه الظاهرة.
لماذا زادت الحساسية بشكل كبير في سويسرا؟ ترجع بتيّنا رافازولّو، الخبيرة في المركز السويسري للحساسية ذلك إلى نمط وأسلوب الحياة في الغرب.
فأنماط الاكلات المتنوعة والغريبة التي نستهلكها في بلداننا تجعلنا عرضة للعديد من العوامل التي من المحتمل أن تؤدي إلى الإصابة بالحساسية. كذلك اعتمادنا لمعايير نظافة من الدرجة العالية تجعل أجهزة المناعة لدينا في مواجهة مسببات الامراض الحقيقية بشكل أقلّ تواترا، مما يعني أن أجهزة المناعة لدينا تتفاعل بسهولة أكبر للدفاع ضد المواد غير الضارة.
فضلا عن كل ذلك، يوجد تلوّث بيئي. “فملوّثات الهواء لها أيضا تأثيراتها”، تقول الخبيرة التي تضيف: “يمكن أن تتحد هذه الملوّثات مع غبار الطّلع ( pollen ) لتهيّج الجهاز التنفّسي بقوة أكبر.”
عواقب التغيّرات المناخية
يلعب التغيّر المناخي أيضا دورا مهما في زيادة حالات الاصابة بحمى القش: فكلما ارتفعت درجة حرارته، زادت وطأة فصل حمّى الطّلع.
تقول رافازولّو: “بسبب تغيّر المناخ، حاليا، يبدأ موسم البندق والبتولا والدردار ثلاثة أسابيع قبل الموعد الذي كانت عليه قبل 30 عاما”.
وفي القرن التاسع عشر، فرّت العديد من الأسر الأوروبية الثرية من حمى القش والربو إلى المناطق الجبلية، ففي المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 1500 متر فوق سطح البحر، تكون حمى الطّلع وجراثيم العفن وجزيئات الغبار الناعم أقلّ وطأة.
ولكن في المستقبل، من المحتمل أن يستفيد شجر البتولا، على سبيل المثال، من درجات الحرارة الأكثر دفئا لينتشر في مناطق أكثر ارتفاعا، مما سيؤدي إلى انتشار حمى الطّلع بشكل أكبر في المناطق الجبلية.
(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
صحيفة سويسرية تكشف تفاصيل رحلة هروب الأسد إلى موسكو
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
الحرب على الوباء تتجاوز مكافحة الفيروس
تم نشر هذا المحتوى على
وفي حديث لـ swissinfo.ch، قال الدكتور إنوس برناسكوني، نائب رئيس قسم الأمراض الباطنية في المستشفى الإقليمي في لوغانو (جنوب سويسرا) الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المعدية، بأن “الشفاء من مرض نقص المناعة البشرية غير مُمكن”، وأضاف أنه “يمكن لغالبية الأشخاص الذين يخضعون للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية (فيروسات النسخ…
تم نشر هذا المحتوى على
من بين هذه الحشرات الزاحفة، التي نلاحظ تزايدها في سويسرا في الأشهر الأخيرة، الحشرات الآسيوية التي لم تمنع الحواجز الطبيعي،ة مثل الجبال والبحار والصحاري، من وصولها إلى سويسرا. ويؤكد ستيف برايتنموزر، خبير في عِـلم الحشرات في المركز السويسري للبحوث حول الزراعة والتغذية والبيئة، والذي يوجد مقره بشانغنينس – فادنسغيل: “تزداد قائمة أسماء الحشرات في سويسرا تمددا منذ عدة سنوات،…
جِـبال سويسرا.. جُـزء من هُـويتِـها ومكان مفضل للإستجمام والعلاج
تم نشر هذا المحتوى على
سِـحر الجبال السويسرية، هو عنوان معرض يقام حاليا في المُـتحف الوطني في زيورخ. عبْـر اللّـوحات والصوَّر وبعض الابتِـكارات السويسرية وعرض ثُـلاثِـي الأبعاد، يتعرّف زوار المعرض على مكانة سويسرا في حركة تطوّر شكْـل الحياة الصحية في العالم مع بداية القرن العشرين. وقد جاءت فِـكرة المعرض، بعد نشْـرٍ لمذكّـرات الدكتورة “داغمار ليشفتي (1911 – 1993)، وهي إحدى…
يرقات الخنافس والصّراصير والجراد.. قريبا في الصحون السويسرية
تم نشر هذا المحتوى على
إعتباراً من عام 2016، من المُتَوَقَّع أن يعثر المتسوقون في سويسرا على صرّار الليل، ويرقات الخنافس السوداء، والجراد النطاط على رفوف محلات البيع بالتجزئة بوصفها مواد غذائية. وفيما يأنف البعض من أكل الحشرات ويعتبرونه أمراً مقززاً، يرى فيها آخرون غذاءاً ذا محتوى عال من المُغذيات ولاسيما البروتين، ومصدر غذاء لسكان الأرض في المستقبل. ورغم استعداد…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.