توسـُّع نشاطات مايكروسوفت يعزز جاذبية زيورخ التكنولوجية
تعززت الشهرة المتنامية لزيورخ في مجال تكنولوجيا المعلوماتية إلى درجة أصبح يطلق عليها "سيليكون فالي" الأوروبية، خاصة بعد إقدام مايكروسوفت على توسيع مختبرها المتخصص في إنتاج التكنولوجيات المتطوّرة.
فقد فتح مركز مايكروسوفت للتطوير التقني بزيورخ بداية شهر ديسمبر 2008 فروعا جديدة، يتوقع أن تؤدي إلى مضاعفة عدد الموظفين بها أربعة مرات بحلول 2011. هذا التطور تزامن أيضا مع توسّع أنشطة محرك البحث “غوغل” في المنطقة، في الوقت الذي تشارك شركة ABM في تمويل مختبر لبحوث التقنية النانوية.
سيعمل المهندسون بزيورخ بالتعاون مع زملائهم في مراكز بحوث مشابهة ببكين وحيدرأباد، وبالمقر الرئيسي لمايكروسوفت ببرودموند في واشنطن من أجل تطوير “برنامج الاتصالات الموحدة”، وهو نظام تشغيل سيوفّر لمستخدمي الحاسوب خدمات النقل المباشر بالصوت والصورة.
ويستفيد هذا البرنامج من خبرات شركة “Media Streams” التي اشترتها مايكروسوفت سنة 2005، وكان يوجد مقرها هي الأخرى بزيورخ، ويعطي هذا مؤشرا قويا على أن الشركة الأمريكية عاقدة العزم على تعزيز قطبها العلمي في المنطقة، بعد إعلانها عن افتتاح مقار جديدة في ضواحي فوليشفان.
وفي حديث إلى سويس إنفو، أوضحت غريس شانغ، مديرة المشروعات بمجموعة “الاتصالات الموحدة” التابعة لمايكروسوفت: “لدينا الآن تجربة عمل ناجحة مع الموظفين العاملين في مركز زيورخ، فقد حققوا نجاحات باهرة، ومنتجات على درجة عالية من الجودة، ولا يوجد أي مبرر للتخلي عن مشروعات تحرز تقدما مستمرا”.
وواصلت شانغ القول: “نعتقد أن الحصول على منتجات متفوّقة على المستوى الدولي يحتاج إلى استقطاب مهارات عالية من جميع أصقاع العالم. فزيورخ أنشأت جامعات راسخة تشرف على برامج تقنية ذات مستوى عالي تجذب الكثير من أصحاب المهارات العالية من جميع البلدان. وبتمركزنا في فنائها الخلفي، نتوفر على فرصة استقطاب تلك المهارات إلى مايكروسوفت”.
“سيليكون فالي”
سبق لمايكرسوفت أن أعلنت بداية هذه السنة عن مشروع مشترك مع المعهديْن الفدراليين للتقنية الموجوديْن بلوزان وزيورخ، يهدف إلى البحث في أحدث أنواع البرمجيات المثبتة، وجاء ذلك بعد إنشاء مركز سويسري للبرمجيات الهادفة لإيجاد حلول تقنية بالمدرسة العليا للتقنية برابيرسفيل (كانتون سانت غالن).
ويمتلك مركز التطوير التقني الجديد فضاء رحبا يسمح له باستيعاب أي زيادة محتملة في عدد المهندسين وغيرهم من الموظفين الذين يبلغ عددهم حاليا 45 مُستخدما من 17 بلدا، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 200 في غضون ثلاثة سنوات.
وانسجاما مع اتجاه الشركات العملاقة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلوماتية لتوفير أفضل الأجواء المشجعة على الإبداع والابتكار، يحتوي المركز الجديد على قاعة ألعاب، ومركز للأنشطة الرياضية، ومكتبة، وجدار خارجي للتسلق.
وبحسب دانييل هاينزمان، رئيس قسم التكنولوجيا المعلوماتية بزيورخ، تُعزز عملية التوسعة التي أدخلت على مركز مايكروسوفت للتطوير سُمعة زيورخ في فترة يتخوّف فيها الجميع من انعكاسات الأزمة المالية العالمية.
رسالة أمل
ويعبّر هاينزمان عن بالغ سعادته بهذا التطوّر، ويضيف: “من الممتع حقا رؤية مايكروسوفت، وبقية منافسيها في مجال تكنولوجيا المعلوماتية يختارون زيورخ لتطوير مشروعاتهم. لدينا خبراء جيدون في أوروبا، وزيورخ بصدد استقطابهم، لتصبح هذه المدينة بمثابة “سيليكون فالي” صغيرة”.
واستطرد قائلا: “إن أغلب القطاعات الصناعية في بلادنا تعاني من آثار الأزمة المالية العالمية، وهذه التطورات الجيدة تبعث برسائل أمل لكل القطاعات الصناعية بدون استثناء”.
وبالنسبة لغريس شانغ، يعود اختيار مجال “الاتصالات الموحدة” لتوسيع مشروعات مايكروسوفت، جزئيا على الأقل، لحاجة الشركات للسيطرة على النفقات، إذ أن توحيد طرق الاتصالات المختلفة في نظام اتصال واحد من شأنه أن يحد من نفقات الشركات على هذا القطاع.
وتضيف هذه السيدة شانغ أن “الضغوط الناجمة عن التغيرات الاقتصادية العالمية دفعت الشركات إلى التقشّف في النفقات”، مشيرة إلى أن “عقد المؤتمرات عبر الإنترنت سيسمح للمستخدمين بالتواصل مع من يريدون عبر الكوكب الأرضي، وسيحد من نفقات الرحلات والأسفار”.
سويس إنفو – ماثيو آلن – زيورخ
يعود حضور مايكروسوفت على التراب السويسري إلى سنة 1990. وأعلنت هذه الشركة عن إنشاء مركز للتكنولوجبا المتطورة في زيورخ سنة 2006، أي بعد عام فقط من شرائها لشركة Media Streams. ولمايكروسوفت مشروعات أيضا في جنيف وبازل وبرن.
وفي بداية سنة 2008، أعلنت هذه الشركة العملاقة تخصيص مليون دولار أمريكي (1.2 مليون فرنك سويسري) لإتجاز مشروعات مشتركة مع المعهدين التقنيين الفدراليين بزيورخ ولوزان، وذلك في مجال البرمجيات القابلة للتثبيت على الحواسب.
غوغل، محرك البحث على الشابكة المعروف، أختار هو الآخر زيورخ لإنشاء مركزه الأوروبي للبحوث والتطوير سنة 2004. وهو الآن بصدد الإنتقال إلى مقر أوسع وأكبر بعد أن ارتفع عدد موظفيه من موظفيْن فقط إلى 400 موظفا خلال أربع سنوات فقط.
أما شركة “أي بي إم” IBM، فهي نشطة في سويسرا منذ 1956، وقد أنشأت مختبرا للبحوث بمنطقة روشليكون (بزيورخ) سنة 1962. وتعتزم هذه الشركة إستثمار 60 مليون دولار من مجموع 90 مليون دولار رصدت لإنشاء مختبر للتكنولوجيا النانوية بروشليكون من المنتظر أن يفتح في سنة 2011. وسيكون هذا المشروع بالإشتراك مع المعهد التقني الفدرالي بزيورخ.
وتوصل المعهد التقني بزيورخ إلى اتفاق أيضا مع شركة “والت ديزني” لإنشاء مركز للبحوث بزيورخ في أكتوير الماضي مما سيساعد على إصدار هذه الشركة العملاقة لجيل جديد من الأفلام المتحركة.
خارج سويسرا، أعلنت شركة “ياهو” لخدمات الشابكة في مارس الماضي أنها ستنقل مقرها الرئيسي من لوغانو إلى جنيف.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.