سرطان الثدي: اكتشاف سويسري لطريقة تشخيص سريعة وبسيطة
أعلنت جامعة فريبورغ السويسرية على موقعها الإلكتروني يوم الإثنين 4 يوليو الجاري أن مجموعة بحثية فتحت طريقا جديدا يــُفترض أن يــُتيح تشخيص سرطان الثدي بفضل عملية فحص دم بسيطة، وأن يكبح، في نهاية المطاف، انبثاث الخلايا السرطانية.
وأوضح تقرير الجامعة عن هذه الدراسة التي تُنجز بالتعاون مع أطباء المركز الإستشفائي الجامعي بكانتون فو (CHUV) بأن السرطان متُعطش للطاقة، ويحتاج لضمان نموه قدرا أكبر من المواد المغذية والأكسجين مقارنة مع الأنسجة السليمة، لأن الخلية تحتاج إلى الدعم للبقاء على قيد الحياة، والنمو، والانتشار في الجسم. وتتداخل عمليات عديدة، من بينها مرحلة التهاب وظاهرة التزود بمواد غذائية وبالأكسجين.
ويوضح البروفيسور كورزيو رويغ، الذي يقود المجموعة البحثية قائلا: “اليوم، يمكننا أن نُثبت وجود صلة بين هاتين العمليتين”.
ويضيف التقرير الذي يشتمل على أولى نتائج أبحاث طلبة السنة الثالثة لكلية الطب في جامعة فريبورغ أن الورم يضمن ذلك الزاد الإضافي من خلال تشكيل الأوعية الدموية الجديدة. وهذه العملية المــُعقدة يسببها جزئيا الورم نفسه، الذي يستقطب عددا كبيرا من الخلايا الإلتهابية (خلايا الدم البيضاء)، المماثلة لتلك التي لوحظت بعدُ في عمليات التهاب ناتجة عن التهاب المفاصل أو الإكزيمة (النملة)، على سبيل المثال. ولكن خلايا الدم البيضاء لها القدرة على تشجيع تشكيل الأوعية الدموية. وبالتالي يمكن القول، مثلما توضح الدراسة، بأن الورم يستغل لصالحه الخلايا الإلتهابية التي تحارب عادة الإلتهابات وتسهل المعافاة.
“الصورة اكتملت للباحثين”
ويشرح البروفيسور رويغ مفتاح الإكتشاف الجديد قائلا: “اليوم، يمكننا أن نضيف القطعة المفقودة من الصورة. فالورم يُنتج عامل (PlGF) الذي يدور في الدم ويشجع الخلايا الوحيدة على مغادرة النقي (نخاع العظم) لكي يدعم تشكيل الأوعية في الورم. وقد استطعنا أن نظهر بأن السرطان بإمكانه أن “يأمر عن بُعد” النشاط المساعد على تكوين الخلايا الوحيدة أثناء تفاضلها في النخاع”. بعبارة أوضح، يُنتج الورم عامل PLGF الذي يُرسل إشارة لنخاع العظم لإنتاج خلايا دم بيضاء قادرة على تحفيز الأوعية الدموية السرطانية، وبالتالي تحفيز نمو الورم.
ويكمُن التطبيق الأول لهذا الإكتشاف في إمكانية إجراء تشخيص موثوق وسريع لسرطان الثدي من خلال فحص بسيط للدم. خلايا الدم البيضاء “المُتلقية للأوامر” تنتشر في جميع أنحاء الجسم بين النخاع والورم، ومن الممكن الكشف عن الخلايا التي حصلت على وظيفة تحفيز تشكيل الأوعية.
ويقول مُنجزو الدراسة إنه بالإمكان أيضا التفكير في التطبيق الثاني، أي التطبيق العلاجي. وإذا كانت الجراحة تظهر، بصفة عامة، كأكثر أساليب العلاج فعالية، فإن الباحثين تمكنوا من إقامة الدليل على أنه – في صورة حدوث انتكاسة للمرض – فإن القضاء على هذه الخلايا يمكن أن يُوقف انبثاث السرطان في الجسم، وبالتالي الحد من نمو الورم الخبيث.
بالمقارنة مع الخارج، يُصاب عدد كبير من الأشخاص في سويسرا بأمراض سرطانية معيّـنة، مثل سرطان الثدي والخصية والبروستاتا أو سرطان الجلد القتامي (الميلانوما). وبالنسبة لأنواع السرطانات الأخرى، تقع سويسرا ضِـمن المتوسط الأوروبي.
ويزيد معدل الوفيات بسبب سرطان البروستاتا وسرطان الجلد القتامي (الميلانوما) قليلاً عن المتوسط الأوروبي. وبالمقارنة مع أوروبا أيضاً، تنخفض معدّلات الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم والمَعِـدة، كما يرتفع معدّل البقاء على قيد الحياة للمصابين بالسرطان في الكنفدرالية.
وتوجد في سويسرا بعض الإختلافات الإقليمية، من حيث غزارة مرض السرطان. ومن الملاحظ أن سرطانات الرئة والأنف والأذن والحنجرة، والتي ترتبط بتعاطي التبغ والكحول، هي أكثر شيوعاً في الأجزاء الغربية من سويسرا (الناطقة بالفرنسية)، وفي كانتون تيتشينو (الناطق بالإيطالية، جنوب سويسرا).
كذلك، فإنَّ إحتمالات الكشف عن الإصابة بسرطان الثدي، هي أعلى في الجزء اللاّتيني (الناطق بالفرنسية والإيطالية) من سويسرا، في حين أن خطر الموت نتيجة الإصابة بهذا المرض، هو أعلى في أجزاء سويسرا الناطقة بالألمانية. ومن الملاحظ أيضاً، أنَّ حالات الإصابة بسرطان الخصية يرتفع عن المتوسط ولاسيما في منطقة بازل.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.