سويسرا تراهن على الابتكار في معرض شنغهاي 2010
كل شيء جاهز وعلى ما يُرام: جناح سويسرا وجناح مُدنها بازل وجنيف وزيورخ بمعرض شنغهاي 2010 في أتم الاستعداد لاستقبال الزوار الذين سيتوافدون ابتداءا من يوم السبت 1 مايو على أضخم معرض دولي ينظم على الإطلاق.
ويعرض جناح سويسرا في هذه التظاهرة التي ستتواصل لمدة ستة أشهر الكثير من الكليشيهات.. لكن الزائر له سيكتشف أيضا العديد من المفاجـآت.
قُبيل الافتتاح، يبدو الجناح السويسري بأبهى حُلة: مبنى كبير من الخرسانة الخام يرتدي كساء تـــُزينه آلاف الخلايا الضوئية. مظهره حضري ولا شيء من أسفل هذا المعمار يكشف عن تلك الواحة الخضراء والهادئة والساكنة التي يُهديها سقفه للزائر: مرعى منمق بالنباتات حيث يمكنك الاستمتاع بمنظر خلاب تتجول فيه عيناك بين المعرض والنهر والمدينة.
“إنه اليـِن واليانغ” كما يشرح أندرياس بروندلر، المهندس المعماري من بازل الذي صمم هذا الجناح. ويضيف: “نحن نستخدم التناقضات. المرعى يرمز إلى دور الحماية التي تقوم به الطبيعة وتتغلب على المساحة الحضرية”.
ويـــُركز المعرض تحديدا على التفاعل بين المدينة والريف. فالزائر يدخل هذا العالم من المدينة لكنه سرعان ما يجد نفسه أمام مناظر طبيعية.. جبال وبحيرات وأنهار.. تلك الكليشيهات المعروفة عن سويسرا “الجنة”.
بلاد هايدي والتكنولوجيا العالية
السفير السويسري لدى الصين، بليز غودي، يرى أنه لا يجب المبالغة في المطالب والتقليل من شأن صورة سويسرا الــراسخة في الأذهان ولئن كانت نمطية. وقال في هذا السياق: “إن صورة “بلاد هايدي” تثير الإعجاب ومن مصلحة السويسريين أن تُعتبر بلادُنا بلادا جميلة وبلاد الجبال، حتى إن اعتمد ذلك على كليشيهات الشوكولاتة والساعات، وغيرها. ولكن الزوار سيدركون على الفور أن هنالك شيء آخر في بلاد هايدي، هنالك التكنولوجيا العالية، وعلينا بالتالي أن نعـُرف الزائر بقـــُدرة سويسرا على الابتكار”.
من جانبه، يـــُقــــر مدير الجناح السويسري، مانويل سالشلي، بوجود تلك الصور النمطية مُنوها في المقابل إلى ضرورة تجاوزها، إذ قال: “تشير استطلاعاتنا في الصين إلى أن الكليشيهات حقيقية وإيجابية. وبالتالي نحن نتقرب من الزوار من خلال ما يعرفونه عن البلاد، ثم نرافقهم إلى فضاء لازالوا يجهلونه”.
ويتابع قائلا: “نحن أكثر إبداعا من بلدان أخرى أقامت أجنحة تقليدية وعادية نوعا ما”.
صور ثلاثية الأبعاد
ويشاطر هذا الرأي سيمون بوسهارت، مدير هيئة السياحة السويسرية في الصين إذ قال: “أعتقد أن سويسرا قد اختارت الاستراتيجية الصحيحة؛ فهي لا تُراهن على الحجم ولكن على الابتكار والإبداع”.
وصحيح أن القائمين على الجناح بذلوا جهدا حقيقيا لتجاوز الكليشيهات: فالصور الجميلة الثلاثية الأبعاد التي يكتشفها الزائر أثنـاء تجوله بين أروقة المعرض مرفقة بإيضاحات مرتبطة بالتنمية المستدامة وحماية البيئة ووسائل النقل العام.
أما فيلم “الألب” المعروض بتقنية IMAX على شاشة دائرية عملاقة، فهو مصحوب بنظام صوتي طلائعي يرافق الزائر أثناء جولته داخل المصعد المعلق.
جولة افتراضية على ضفاف بحيرة ليمان
كذلك الشأن بالنسبة لجناح مدن جنيف وبازل وزيورخ الذي يعرض الشريط على شاشة 360 درجة. وفي ظرف 7 دقائق، نكتشف جولة افتراضية على مدى 24 ساعة على ضفاف بحيرات ليمان والراين وزيورخ.
وهنا أيضا تـــَبرز الكليشيهات السياحية، ولكن مع التركيز على المهارات في مجال الإدارة المستدامة للمياه من خلال شاشات تعمل باللمس “لكي نـُظهر للصينيين أننا في سويسرا، رغم مناظرنا البانورامية الـــرائعة، عرفنا ماضيا مـــُظلما على مستوى البيئة”، على حد تعبير مديرة الجناح هُوي يــِن زاو.
من بروهيلفتسيا إلى الحضور السويسري
وستحتضن الأجنحة السويسرية أيضا خلال الأشهر الستة معارض وحلقات دراسية ومؤتمرات وحفلات موسيقية تحت رعاية القنصلية العلمية “سويس نيكس” والمؤسسة الثقافية “بروهلفيتسيا” ومهرجان مونترو الدولي للجاز ومؤسسة “الحضور السويسري” وأيضا مؤسستنا swissinfo… وستتحدث هذه التظاهرات عن جملة من المواضيع مثل مشروع الدفع الشمسي “سولار إيمبالس” للمغامر السويسري بيرتران بيكار، كما ستسلم فيها جائزة التصميم السويسرية.
وستطرح على مائدة النقاش التبادلات الجامعية في مجال العلوم والتكنولوجيا… ويقول السفير غودي بهذا الصدد: “من خلال التعريف بنفسنا أكثر، يمكننا تحسين الظروف الإطارية التي يمكن أن تعمل فيها سويسرا في الصين، علما أنها أكبر شريك اقتصادي لنا في آسيا”.
ومن الواضح أن التوقعات كبيرة من الجانب التجاري، بحيث أوضح مانويل سالشلي قائلا “إن الفضاء المخصص لكبار الشخصيات محجوز بنسبة 95%”. وفي جناح المدن السويسرية الثلاث، يتزايد معدل الحجوزات. ولفت سيمون بوسهارت من هيئة السياحة السويسرية الانتباه إلى أن “هذه ربما هي المرة الأولى في التاريخ التي سيتحول فيها العالم بأسره إلى الصين والتي ستتاح فيها للصينيين فرصة تكوين صورة دقيقة عن العالم”.
ومن الطبيعي أن تسعى الشركات السويسرية النشطة في الصين أيضا إلى انتهاز هذه المناسبة الاستثنائية. ولا شك أن ظلال جبال الألب وهواء الأنهار الجليدية ورائحة المراعي ومذاق كوب صغير من النبيذ الأبيض وجولة في المصعد المعلق ستسهل إبرام عقود جديدة…
آلان أرنو – شنغهاي – swissinfo.ch
(ترجمته من الفرنسية وعالجته: إصلاح بخات)
دوريس لويتهارد: من المقرر أن تتواجد رئيسة الكنفدرالية بشنغهاي يوم 12 أغسطس 2010 لحضور فعاليات اليوم السويسري رفقة “وفد اقتصادي وسياسي ضخم” حسب السيد مانويل سالشلي، مدير الجناح السويسري.
وزيران سويسريان: قد يتحول إلى شنغهاي أيضا كل من وزيرة الخارجية ميشلين كالمي-ري (1 مايو) ووزير البيئة والطاقة والاتصال موريتس لوينبرغ (2 مايو)، لكن سفرهما هذا لم يتأكد بعد. وقد أعلـــِن عن زيارات عدد من ممثلي سلطات الكانتونات والبلديات السويسرية.
فيديرر؟ تروج شائعات مفادها أن بطل التنس السويسري العالمي روجيه فيديرر – الذي يحظى بشهرة واسعة في الصين – قد يزور الجناح السويسري بمعرض شنغهاي ربما بمناسبة انطلاق بطولة شنغهاي المفتوحة في شهر أكتوبر القادم. كما يُتداول اسم المغامر السويسري بيرتران بيكار من بين الشخصيات المشهورة التي قد تتحول إلى شنغهاي.
ستتجول 21 سيارة من نوع SMART مُزينة بلوني العلم السويسري في شوارع شنغهاي أثناء الأشهر الستة التي يتواصل خلالها المعرض. وستذهب هذه السيارات إلى بيوت الفائزين بمسابقة من تنظيم هيئة السياحة السويسرية والذين سيحصلون على تذكرة دخول واصطحابهم مجانا إلى المعرض.
شريط “الألب”، بتكنولوجيا IMAX، وهو انتاج مشترك لهيئة السياحة السويسرية ومجموعة “هولسيم” السويسرية الدولية للإسمنت ومواد البناء، سيعرض بشكل مستمر لمدة ستة أشهر في متحف العلوم والتكنولوجيا بشنغهاي، وفي معظم كبريات المدن الصينية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.