مركز “سيرن” يخطط لإيقاف مُصادم الهادرونات بسبب أزمة الطاقة في أوروبا
تهدد أزمة الطاقة في أوروبا بإبطاء تجارب فيزياء الجسيمات الأساسية في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن"، الواقعة بالقرب من جنيف، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ذكرت الصحيفةرابط خارجي يوم الأحد 4 سبتمبر أن مسؤولات ومسؤولي سيرن يقومون بصياغة خطة لإيقاف التجارب مؤقتًا في “سيرن” في فترات ذروة الطلب على الطاقة. وبحسب ما ورد سيتم تقديم الاقتراح في نهاية سبتمبر إلى الحكومات التي تمول المنظمة.
قال سيرجرابط خارجي كلوديت، رئيس لجنة إدارة الطاقة في “سيرن” لصحيفة وول ستريت جورنال: “نحن مهتمون حقًا باستقرار شبكة الطاقة، لأننا نفعل كل ما في وسعنا لمنع انقطاع التيار الكهربائي في منطقتنا.”
المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن”، التي تقع على الحدود الفرنسية السويسرية، هي واحدة من أكبر مستهلكي الكهرباء في فرنسا. في ذروة التشغيل، تستهلك لوحدها ما يقرب من 200 ميغاواط من الطاقة، أي ثلث ما تستهلكه مدينة جنيف المجاورة.
من ناحية أخرى، تهدف المنظمة إلى الحفاظ على الاستمرار في تشغيل أكبر أجهزة التجارب فيها وهو مُصادم الهادرونات العملاق، وذلك لمنع الإغلاق المفاجئ الذي قد يعطل الجهاز الذي تبلغ تكلفته 4.4 مليار دولار، على حد قول كلوديت. مصادم الهادرونات هذا هو واحد من ثماني مسرعات في هذا المجمع العلمي؛ كما يوجد أيضًا مبطئان للجسيمات في “سيرن” يسمحان للعلماء بدراسة المادة المضادة.
بعد ثلاث سنوات من أعمال الصيانة، بدأ أكبر مُسرّع للجُسيْمات في العالم وهي آلة عملاقة تُستخدم لمُحاكاة “الانفجار الكبير” (يُشار إليه اختصارا بـ LHC) بالعمل بمستويات طاقة أعلى، وذلك في الأسبوع الأول من شهر يوليو الماضي. وبدأ العلماء في إطلاق حزم بروتونية بسرعة تقارب سرعة الضوء حول الحلقة التي يبلغ طولها 27 كيلومترًا بينما يستأنفون بحثهم عن أدلة على نشأة الكون.
تحذير ليوم واحد
وجاء في صحيفة وول ستريت جورنال أن منظمة “سيرن” تجري محادثات مع مورّد الكهرباء الذي تستهلكه، وهو عملاق الطاقة الفرنسي، شركة “كهرباء فرنسا” (EDF SA) الحكومية، لتلقي تحذير قبل يوم لكي تعمل على تخفيض استهلاكها من الطاقة. وأن المنظمة ستبدأ بإغلاق المسرعات الأخرى ومن ثم مُصادم الهادرونات إذا ما لزم الأمر، مما يقلل من استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 25%.
لا تزال الحرب في أوكرانيا تلقي بظلالها على وضع الطاقة في أوروبا، فلقد تسبب غزو موسكو لجارتها في فرض عقوبات كاسحة من الغرب عليها، وأدى إلى قطع إمدادات الطاقة القادمة من روسيا، وهو ما أدى تبعا لذلك إلى زيادة نسب التضخم.
في الثاني من سبتمبر الجاري، علقت روسيا إلى أجل غير مسمى تدفق الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب نورد ستريم 1، مما شدد الضغط على إمدادات الطاقة في أوروبا. وأثارت المعركة الاقتصادية الجارية بين موسكو وبروكسل احتمالات الانتكاس وتقنين الطاقة في بعض أغنى دول القارة.
المزيد
مُصادم الهادرونات العملاق في “سيرن” يعود للعمل من جديد
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.