عندما يصبح الحجر الصحي سجناً لضحايا العنف المنزلي
ماذا يحدث عندما تكون أبواب المنزل موصدة على جانٍ وضحية؟ إذا كان الأمل في وقف جائحة كورونا يكمن في التزام الأشخاص بالبقاء في المنزل، فإن هذا الانعزال يسمح للأزواج العنيفين بالانفراد بالضحية أكثر من أي وقت مضى. المنظمات السويسرية تحث ضحايا العنف المنزلي على التحرك وطلب المساعدة قبل فوات الآوان.
ابق في المنزل! يتم بث هذه الرسالة في كل مكان كأهم إجراء لمكافحة جائحة Covid-19، وذلك في سويسرا والعديد من البلدان الأخرى. ينطلق هذا الإجراء من أن المنزل هو مكان آمن ومريح. لكن الكثيرين وخاصة النساء، يتعرضن للعنف المنزلي والحجر الصحي هو بمثابة كابوس لهن.
تقول ميريام زوفري، مديرة منظمة “التضامن مع النساء” Solidarité Femmesرابط خارجي : في منطقة بيل: “نحن في وضع متناقض: يُطلب من الناس البقاء في منازلهن، لكن بالنسبة لضحايا العنف المنزلي فإن البقاء في المنزل أكثر خطورة من الخروج”. منذ أن فرضت الحكومة السويسرية قيودًا على حرية الحركة لاحتواء الفيروس التاجي، تراجع الإقبال على الخط الساخن المخصص لمساعدة النساء ضحايا العنف.
ووفقًا ميريام زوفري، فإن هذا المؤشر ليس علامة جيدة للأسف: “نعتقد أن النساء المعزولات الآن مع الرجال العنيفين لم يعد لديهن فرصة لطلب المساعدة”. من أجل التواصل مع خدمات الدعم، التي ما تزال متاحة، يجب أن تتمكن الضحايا من الهروب من سيطرة الزوج العنيف.
هل تجعله العزلة عنيفا؟
هناك مخاوف أيضاَ من تصاعد العنف بسبب الانعزال في المنزل. تقول مديرة منظمة “التضامن مع النساء: “الحجر الصحي يمثل تحديًا لجميع العائلات، فهو يزيد الضغط على الأسرة ويمكن أن يزيد من الخلل داخلها”. بالإضافة إلى ذلك، تضع أزمة الفيروس التاجي بعض الأسر في وضع مالي هش، مما يزيد من التوتر وخطر الصراع”.
المزيد
كوفيد – 19: هذا هو الوضع في سويسرا
لتجنب الأسوأ ، فإن أهم شيء هو الإقدام على طلب المساعدة في الوقت المناسب. تدعو زوفري الجميع لتحمل المسؤولية وتنوه: “الأشخاص الذين قد يصبحون عنيفين يمكنهم أيضًا طلب المساعدة، خاصة من المنظمات التي تعمل مع الأشخاص العنيفين”. بشكل عام، تنصح مديرة منظمة “التضامن مع النساء” بالخروج وممارسة الرياضة أو الحصول على بعض الهواء النقي، عندما تزداد الأمور سوءاَ.
على المستوى الوطني، لا تظهر الأرقام زيادة في العنف المنزلي. لكن بينما انخفضت المكالمات في منطقة بيل حتى الآن، فإن منظمات دعم الضحايا الأخرى سجلت بالفعل ارتفاع حالات العنف. هذا هو الحال في مركز الاستشارة الذي تديره بيا أليمان في مدينة زيورخ. والتي أوضحت في مقابلة مع موقع واتسون رابط خارجيالإخباري: “يمكن لأي شخص أن يتأثر بالوضع الجديد. ومع ذلك، فإن الخطر أكبر بالنسبة للأسر التي لديها العديد من الأطفال ويقيمون في شقة صغيرة وليس لدى الأهل ظروف عمل مستقرة”.
التجربة الصينية
إدراكا لهذه المشكلة، أنشأت الحكومة السويسرية مجموعة عمل برئاسة المكتب الفدرالي للمساواة بين الجنسين (FOGE). مجموعة العمل مسؤولة عن تقييم الوضع بانتظام والنظر في التدابير التي ينبغي اتخاذها في حالة زيادة العنف المنزلي. وأشارت الحكومة في بيان صحفيرابط خارجي إلى أن مراكز الكانتونات المتخصصة في مساعدة الضحايا تعمل على دوام الساعة.
الدروس المستفادة من حالة الإغلاق التام بسبب الفيروس التاجي في الصين، ليست مشجعة من ناحية العنف المنزلي، حيث أدى الحجر الصحي إلى تفاقم المشكلة، كما جاء في مقال في صحيفة لا تريبون دي جنيفرابط خارجي. وكتبت الصحيفة السويسرية بأنه في الصحافة الصينية تكثر شهادات النساء المعنّفات أو المعتدى عليهن أو المختطفات”. كما تشهد إيطاليارابط خارجي، حيث يخضع جميع المواطنين للحجر الصحي الصارم، زيادة في العنف المنزلي. العزلة قد تظهر في بعض الأحيان الجانب الأسوأ في الإنسان.
هل أنتِ أو أنت في خطر؟ عناوين لخدمات المساعدة في سويسرا
لضحايا العنف:
في حالة الطورائ:
الشرطة: رقم الهاتف 117
www.polizei.ch
الإسعاف: رقم الهاتف 144
www.erstehilfe.ch
معلومات وعناوين للحصول على مشورة مجانية مع الحفاظ على السرية في جميع أنحاء سويسرا:
https://www.opferhilfe-schweiz.ch/de/رابط خارجي
عناوين ملاجئ النساء والملاجئ الأخرى:
https://opferhilfe-schweiz.ch/de/wo-finde-ich-hilfe/رابط خارجي
https://opferhilfe-schweiz.ch/de/was-ist-opferhilfe/schutz/رابط خارجي
https://frauenhaus-schweiz.ch/رابط خارجي
https://www.violencequefaire.ch/languages/de/de-disputeرابط خارجي
للأشخاص الذين يمارسون العنف:
(نقلته من الإنجليزية: مي المهدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.