وقع حوالي 38% من الشباب السويسري ضحية لممارسة تمييز عنصري، ذلك وفقًا لأحدث تقرير حكومي، أي بزيادة قدرها 10% مقارنة بإحصائيات أُجريت قبل عامين. وسلط التقرير الشامل الضوء حول الوضع في سويسرا بالتركيز على خطاب الكراهية على شبكة الإنترنت والمشاكل الهيكلية في مكان العمل كقضايا رئيسية في هذا السياق.
في يوم الاثنين 2 سبتمبر الجاري، أصدرت الحكومة تقريرًا مؤلفاً من 186 صفحة حول التمييز العنصري في سويسرا يغطي الفترة ما بين عامي 2017 و2018، مع قسم مخصص للدور الذي تلعبه الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في هذا المجال.
وقد صرّح 32% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا بأنهم تعرضوا إلى تمييز في لحظة من اللحظات، مقارنة بـ 28% في التقرير الأخير الصادر عام 2016.
يعزو التقرير هذا التغيير في جزء كبير منه إلى ارتفاع خطاب الكراهية والبلطجة على الإنترنت. وفي مقدمة التقرير، كتب وزير الداخلية آلان بيرسيه: “أصبحت شبكة الإنترنت منبراً يسمح ويسهل نشر الكراهية وتحريض الناس على العنصرية”.
ولكن تبقى نسبة الأشخاص الذين يقولون إنهم تعرضوا للتمييز ثابتة وتصل إلى 28%، وفقًا للقائمين بالتقرير، إذا ما أخذنا بالإعتبار جميع الفئات العمرية.
البحث عن وظيفة وفي مكان العمل
علماً أنّ معظم حالات التمييز تقع في سياق العمل، سواء أثناء البحث عن عمل أو في مكان العمل ذاته. بما أن مكان العمل يعتبر جزءًا مهمًا من الاندماج، فإن التقرير يسمي هذا الاستنتاج “دراماتيكي” ويدعو إلى اتخاذ المزيد من التدابير لمعالجة التمييز في مكان العمل.
وجاء في التقرير أنّ المسلمين هم الضحايا بشكل خاص للتعليقات السلبية.
كما قال واحد من بين كل ثلاثة أشخاص شملهم الاستطلاع إنّهم تعرضوا للمضايقة من قبل أشخاص يُنظرون إليهم على أنهم “مختلفون عنهم”.
إجمالاً، قال 59% من الأشخاص الذين تم استجوابهم إن العنصرية مشكلة اجتماعية خطيرة في سويسرا. وفي الوقت نفسه، قالت نفس النسبة المئوية إنّ التدابير الحالية لمعالجة التمييز كافية.
العيوب الهيكلية
ومع ذلك، يشير تقرير الحكومة إلى الحاجة إلى تغييرات هيكلية، لا سيما في سياق العمل، وأثناء البحث عن سكن أو في الحياة العامة. وذلك ليتمكن جميع الناس من المشاركة على قدم المساواة في إثراء الحياة الاجتماعية، بغض النظر عن أصلهم العرقي أو جنسيتهم أو انتماءاتهم الدينية.
وتطرق التقرير في نفس الوقت إلى العدد المتزايد لمنظمات المجتمع المدني النشطة في التصدي لظاهرة العنصرية، ما اعتبره التقرير تطوراً إيجابياً.
يستند التقرير إلى مصادر مختلفة، بما في ذلك دراسة استقصائية بعنوان “العيش في سويسرا” تجري كل عامين من قِبل المكتب الفدرالي للإحصاء، والتي تأخذ التجارب الشخصية وآراء المجموعات المختلفة والعنصرية الشاملة في البلاد بعين الاعتبار. كما تعتمد هذه الدراسة بالإضافة إلى ذلك على ملاحظات مراكز تقديم الاستشارة وقرارات المحاكم والإحصاءات الحكومية الرسمية.
المزيد
المزيد
غالبية من السويسريين يعتبرون العنصرية “مشكلة اجتماعية رئيسية”
تم نشر هذا المحتوى على
مع ذلك، فإن نسبة 59٪ تمثل انخفاضا بنسبة 7٪ عن عام 2016، وهو العام الذي تم فيه إجراء المسح الأخير. وبشكل عام، اعتبر 55٪ من المُستجوبين أن عملية اندماج المهاجرين في المجتمع تتم بشكل جيّد. كانت هذه بعض النتائج التي توصل إليها استطلاع أجري حول التنوع والتعايش في سويسرا لعام 2018، ونُشرت نتائجه يوم الخميس…
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
تراجع طفيف في حالات التمييز العنصري رغم حضورها في المدارس وأماكن العمل
تم نشر هذا المحتوى على
ويقول معدّو هذا التقريررابط خارجي إن أسباب هذا التراجع كثيرة ومتنوّعة، وأن هذه الأرقام لا يمكن الإقتصار عليها للخروج باستخلاصات عامة حول التمييز العنصري في البلد. وتقول اللجنة الفدرالية لمناهضة العنصرية ومجموعة Humanrights.ch المدافعة عن حقوق الإنسان، إنه ومثلما كان الحال في السنوات السابقة، ارتكبت هذه السلوكات العنصرية في أماكن العمل، وفي المدارس، ورياض الاطفال،…
تم نشر هذا المحتوى على
لقد تعاملت شخصياً مع السويسريين، ووجدتهم مؤدبين وبشوشين وخدومين. وهم مستعدون أن يتحدثوا معي باللغة الإنجليزية، عندما يكون ذلك ممكناً، إذا ما خذلتني لغتي الألمانية السويسرية البسيطة. إنني أشعر بعبء كوني أجنبية لا تتكلم اللغة المحلية أكثر من عبء التمييز العنصري. ولكن معظم السويسريين الذين أتعامل معهم هم من التجار، واللطف في التعامل هو من مستلزمات…
سويسرا.. هل هي “بلد العنصرية” أم موئل “المدينة الفاضلة”؟
تم نشر هذا المحتوى على
عندما يتعلق محتوى بمواضيع شائكة مثل الهجرة أو الاختلافات الثقافية بين الشعوب أو الأديان، فعلى الغالب ما يحتدم النقاش بين القراء، حتى أن عددا من وسائل الإعلام اختارت حجب إمكانية التعليق عند التطرق لمثل هذه القضايا. وبالنسبة للمقال المنشور حول شكليات وآداب التواصل ومكونات الثقافة السويسرية “ما يتوجّب على السائح العربي فعله وتركه خلال إجازته في…
“الإعلام الذي يعزل الأجانب يساهم في هدم القيم السويسرية”
تم نشر هذا المحتوى على
ولسدّ هذه الفجوة وملء هذا الفراغ، رأت شبكة “دياسبورا تي في” المتخصصة في الإنتاج السمعي البصري بثماني لغات مختلفة حتى الآن النور في السنوات الأخيرة. هذه المبادرة لقيت تشجيعا كبيرا من أطراف حكومية وغير حكومية. يقول مارك باميدال إيمانويل، باعث هذه الشبكة ورئيس تحريرها: “هذا المشروع كان في البداية الجواب عن السؤال التالي: لماذا نحن…
غالبية من السويسريين يعتبرون العنصرية “مشكلة اجتماعية رئيسية”
تم نشر هذا المحتوى على
مع ذلك، فإن نسبة 59٪ تمثل انخفاضا بنسبة 7٪ عن عام 2016، وهو العام الذي تم فيه إجراء المسح الأخير. وبشكل عام، اعتبر 55٪ من المُستجوبين أن عملية اندماج المهاجرين في المجتمع تتم بشكل جيّد. كانت هذه بعض النتائج التي توصل إليها استطلاع أجري حول التنوع والتعايش في سويسرا لعام 2018، ونُشرت نتائجه يوم الخميس…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.