“المساواة الكاملة بين الحيوانات وبني البشر فكرة طوباوية”
هل يمكننا تبرير "الــشر" عندما يُمارس لمحاربة "الشر"؟ هذا هو تقريبا السؤال الذي يطرح نفسه لدى الحديث عن الأعمال الإجرامية المنسوبة إلى منظمة "أوقفوا وحشية هانتينغتون إزاء الحيوانات" التي تقود حملة ضد المختبر الإنجليزي "هانتينغتون" المختص في التجارب على الحيوانات، والذي يـُزعم أن شركة "نوفارتيس" السويسرية لصناعة الأدوية تتعاون معه.
ورغم أن نوفارتيس تنفي هذا التعاون، فإن رئيسها، دانييل فازيلا، يتعرض شخصيا منذ فترة لهجمات يصفها بـ “الإرهابية”.
تحركات مجموعة الدفاع عن الحيوانات “أوقفوا وحشية هانتينغتون إزاء الحيوانات” أخرجت كثيرين من صمتهم. ولتسليط الضوء على قضايا الكرامة الحيوانية وحقوق الحيوانات والبشر، تحاورت swissinfo.ch مع الفيلسوف كلاوس بيتر ريبّي، مدير جمعية “الأخلاقيات في الخطاب” ورئيس لجنة زيورخ حول التجارب على الحيوانات، والذي دعا إلى طرح المسألة في سياق نقاش عام.
swissinfo.ch: بصفتكم رئيسا للجنة زيورخ حول التجارب على الحيوانات، هل سمعتم من قبل عن حركة “أوقفوا وحشية هانتينغتون إزاء الحيوانات” (SHAC)؟
كلاوس بيتر ريبّي: نحن مُطلعون بشكل أفضل على نشاطات حركة “PETA” (أشخاص من أجل معاملة أخلاقية للحيوانات) التي قامت بعمل جبار لإدانة أساليب معهد هانتينغتون، ولكن دائما في إطار يحترم القانون. أما مجموعة “أوقفوا وحشية هانتينغتون إزاء الحيوانات” فقد قررت بوضوح تجاوز القوانين لشجب ما تعتبره لامساواة لا تـُطاق بين البشر والحيوانات.
هذه الرغبة في تحقيق المساواة المطلقة، أليس فيها نوع من التطرف؟
كلاوس بيتر ريبّي: لا، لا أعتقد ذلك. إن هذه الحركة ترفض أي شكل من أشكال العنف الجسدي ضد البشر، لكنها تنتهك (حرمة) المقابر وتحرق الشاليهات وتهدد الأشخاص …
إن إرادة (بلوغ) المساواة الكاملة، حيث تتمتع الحيوانات بنفس حقوق بني البشر، هي (فكرة) طوباوية تنم عن الرغبة في وجود عالم نعيمي يعيش في سلام، لكنها لا تحل المشكلة الأخلاقية الأساسية المرتبطة بالتجارب على الحيوانات أو الاختبارات الطبية بشكل عام: هل لدينا الحق في استخدام حيوان ما أو شخص ما من أجل إنقاذٍ مـُحتمل لعشرات (الكائنات) الأخرى؟
مختبر هانتينغتون يعرف بممارسات مشكوك في شرعيتها، بما أنه سبق أن أدين من قبل القضاء. أليس من العدل نوعا ما محاربته؟ فقبل سنوات، ألغت شركة “روش” تعاونها مع هذا المختبر على إثر تهديدات من حركة “shac”. يبدو أن أسلوب هذه الأخيرة يؤتي ثماره…
كلاوس بيتر ريبـّي: إن مسألة انتهاك قانون يُنظر إليه على أنه غير أخلاقي، من أجل الدفاع عن قضية أخلاقية تُعتبر أكثر أهمية، كانت موجودة دائما، وطـُرحت لمناقشة الاسترقاق من بين جملة أمور أخرى.
في الحالة التي نتحدث عنها الآن، يمكن أن نتساءل – فضلا عن شرعيتها المشكوك فيها – إنْ كانت هذه الانتهاكات تبلغ الهدف المنشود. لا نتحدث عن تجاوزات مختبر هانتينغتون لأن الأمر يتعلق أولا بإبعاد التهديدات ضد أشخاص مستهدفين من قبل حركة “أوقفوا وحشية هانتينغتون إزاء الحيوانات”.
تُحظر بعض الممارسات في سويسرا. لكن ماذا عن الشركات السويسرية التي تتعاون مع معاهد في الخارج؟
كلاوس بيتر ريبـّي: توصي الأكاديمية السويسرية للعلوم الطبية بعدم القيام بتجارب على الحيوانات في الخارج هي محظورة في سويسرا. إن نوفارتيس شركة عالمية، ولا نعرف إن كانت بعض فروعها الأجنبية هي التي تعمل مع مختبر هانتينغتون.
كيف تنظرون إلى الوضع في سويسرا؟
كلاوس بيتر ريبـّي: إن نظام لجان الكانتونات المكلفة بالاختبارات على الحيوانات نظام جيد. في سويسرا، لا تُشكـّل هذه اللجان من مجموعات مُمثلين يصوتون ضد بعضهم البعض، مثلما هو الشأن في ألمانيا. والسلطات تتبع توصياتنا في 90 إلى 95% من الحالات.
هل تعتمد سويسرا ممارسات تقييدية في مجال الاختبارات على الحيوانات؟
كلاوس بيتر ريبـّي: لا، لكن اللـّجان توصي في غالب الأحيان بتكييف الممارسات حسب طلبات الاختبار، وغالبا ما توصي بتقليص عدد الحيوانات المعنية. أما فيما يخص تأثيرات مراجعة القانون الذي سيدخل حيز التطبيق، فمازال ينبغي انتظار بعض الوقت قبل الحكم عليها”.
آريان جيغون- زيورخ – swissinfo.ch
(ترجمته من الفرنسية وعالجته: إصلاح بخات)
دانييل فاسيلا: في نهاية شهر يوليو 2009، انتزعت من مقبرة في خور بكانتون غراوبوندن الجرة التي كانت تحفظ رماد والدة دانييل فازيلا، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “نوفارتيس” لصناعة الأدوية. وكتبت على حجر القبر كلمات “Drop HLS Now” (أوقفوا HLS الآن). وHLS هي الأحرف الأولى لاسم شركة Huntington Life Sciences أو “علوم حياة هانتينغتون”.
SHAC: دانييل فاسيلا ألقى مسؤولية الحادث على حركة “أوقفوا وحشية هانتينغتون إزاء الحيوانات” (SHAC) التي تناهض معهد هانتيغتون، وهو مختبر إنجليزي متخصص في إجراء التجارب على الحيوانات وسبق أن أدين من قبل العدالة الإنجليزية، لا سيما بتهمة الرشوة.
حريق: بعد بضعة أيام، أضرمت النار في المنزل الذي يتملكه دانييل فازيلا في تيرول بالنمسا لقضاء العطل.
روش: أكدت نوفارتيس أنها لم تتعاون مع مختبر هانتيغتون منذ سنوات. وحسب صحيفة “تاغس أنتسايغر” (تصدر بالألمانية في زيورخ)، تلقت شركة “روش” السويسرية لصناعة الأدوية أيضا تهديدات بالقتل قبل سنوات وأوقفت كافة أنواع التعاون مع هانتيغتون.
لوم: يوم الأحد 9 أغسطس 2009، اشتكى دانييل فازيلا للصحافة من تخلي السلطات عنه قائلا في تصريح لصحيفة “سونتاغس بليك” (تصدر بالألمانية في زيورخ): “السؤال هو دائما معرفة إلى أي حد يجب أن يصبح التهديد خطيرا لـيؤخذ الشخص على محمل الجد”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.