سويسرا تشارك في تمويل مشروع لتعزيز المهارات العملية للطلاب في مصر
شارك سفير سويسرا في مصر، بول غارنييه مؤخرا في افتتاح المرحلة الثانية من مشروع تطوير أكاديمية السويدي الفنية STAII للتكنولوجيا التطبيقية، بمدينة العاشر من رمضان (الصناعية)، بمحافظة الشرقية، وإطلاق مبادرة تعزيز المهارات الفنية لطلاب وطالبات الأكاديمية، والذي تشارك سويسرا، في تمويلها، بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، ويستهدف السعي لتعزيز المهارات الفنية، لخمسمائة شاب وفتاة بحلول عام 2021، بهدف تحسين فرصهم للإلتحاق بسوق العمل.
تمثل مبادرة تعزيز المهارات الفنية للشباب، جزءًا من “البرنامج الإقليمي للشمول الإقتصادي” المُنفّذ من قبل البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، والمُموّل من طرف أمانة الدولة السويسرية للشؤون الإقتصاديةرابط خارجي بمبلغ 2.75 مليون فرنك، وهو برنامج يغطي مشروعات في كل من مصر وتونس والمغرب والأردن. أما المشروع الذي تشارك في تمويله سويسرا فيستهدف تطوير أكاديمية السويدي الفنيةرابط خارجي، والتوسّع في برامجها التعليمية، التي تشمل مجالات مكونات الطاقة والإلكترونيات الصناعية، وميكانيكا صيانة وإصلاح.
حضر الحفل الذي انتظم يوم الإثنين 24 سبتمبر 2018 إلى جانب السفير السويسريرابط خارجي؛ الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، والمهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة السويدى إليكتريك، وحبيبة عز، مستشار الوزير للتعليم الفنى والأمانة الفنية، وكاترين هانسن، نائبة رئيس البنك الأوروبي للتنمية وإعادة التعمير، ورمضان عبد الحميد، مدير مديرية التربية والتعليم بمحافظة الشرقية.
دعم سويسري للإصلاح الشامل
خلال الإفتتاح، ألقى غارنييه كلمةً أكد فيها على أهمية مشروع “السويدي”، من أجل دعم التعليم الفني، والنهوض بالتعليم المصري، وتسويقه على مستوى عالمي؛ لافتًا إلى أن هذا الجهد يساعد في نمو الإقتصاد الوطني المصري، من خلال تنمية مهارات الشباب من أجل سوق العمل.
السفير السويسري بالقاهرة لفت أيضا إلى أن التعليم أساس نهضة الأمم، وأن ما تقوم به أكاديمية السويدي، من جهود تعليمية واتصالية في مختلف المجالات، ومع بلدان عديدة، تؤدي إلى “تحقيق العديد من الأهداف، التي نسعى جميعا لتحقيقها”، موضحًا أن المشروع “يأتي ضمن استراتيجية 2017– 2020 للتعاون السويسري في مصر”، ومؤكدًا أن “سويسرا تدعم أجندة الإصلاح الشاملة في مصر”.
غارنييه أشار أيضا إلى أن “سد الفجوة بين التعليم الفني، ومتطلبات سوق العمل، من شأنه أن يُساهم في خلق طبقة وسطى قوية في مصر”، معتبرًا أن هذا المشروع (الجديد) مثالٌ للشراكة الفعّالة مع القطاع الخاص، والمساهمة في تنفيذ الإستراتيجيات الوطنية من خلال تعزيز فرص توظيف الشابات والشبان المصريين في المجال الفني، وأن مشاركة المرأة في هذا الإطار جزء لا يتجزأ من المشروع.
مشاريع مماثلة في الأفق
من جهة أخرى، قال مصدر بمكتب التعاون الدولي بسفارة سويسرا بالقاهرة، طلب من swissinfo.ch عدم نشر اسمه، أن البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، هو الشريك الأساسي مع أمانة الدولة السويسرية للشؤون الإقتصادية في تمويل المشروع، وليست هناك أطراف أوروبية أخرى مشاركة في التمويل”، مؤكدًا أن سويسرا “لم تشترط على أكاديمية السويدي اعتماد أسلوبها في التأهيل الفني المزدوج (نظري وعملي)، كشرط لمشاركتها في تمويل المشروع ماديًا”.
نفس المصدر أضاف أن حرص سويسرا على المشاركة في تمويل هذا البرنامج، يعود إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن استراتيجية 2017 – 2020 للتعاون بين برن والقاهرة، ولأن سويسرا تدعم أجندة الإصلاح الشاملة في مصر، وللعراقة التي تتميز بها العلاقات بين البلدين، فضلاً عن كون مصر تمثل نافذة للعديد من المنتجات السويسرية على القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنه “بالتأكيد سيكون هناك تمويل، أو إطلاق لمشاريع أخرى مماثلة في الأفق، بين مصر وسويسرا، سيتم الإعلان عنها في حينها”.
اعتماد دولي و”إنجاز فريد”
من جانبه، أشاد المهندس أحمد السويدي، الرئيس التنفيذى لشركة السويدى إليكتريك، بالتعاون المستمر مع البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنميةرابط خارجي، وإنشاء علاقة طويلة الأمد بين الطرفين، لمواجهة التحديات المختلفة؛ معربًا عن سعادته بدعم الحكومة السويسرية والبنك الأوروبي، للتعليم والتدريب الفني في مصر، انطلاقًا من كونه العامل الأساسي لأي صناعة ناجحة.
وخلال كلمته في الحفل، أعلن السويدي عن حصول الأكاديمية على شهادة الإعتماد الدولي من طرف هيئة (TUV NORD) الألمانية، لتصبح بذلك “أول مدرسة فنية مصرية تحصل على هذا الإعتماد الدولي، الخاص بجودة “إدارة خدمات التعليم”، وهو معيار دولي لقياس كفاءة المدرسة ككل، مما يحقق للأكاديمية ثقة دولية من خلال إدارة نزيهة قادرة على التخطيط للمستقبل، وإنشاء خدمة تعليم وتدريب متميزة.
أحمد السويدي أضاف أن هذا الإعتماد “يُعتبرُ إنجازًا فريدًا، لم تفز به إلا نخبة من الجهات التعليمية الفنية العالمية”، مضيفا أن شهادة الإعتماد “تؤكد قوة نظام الأكاديمية الذي يثبت بوضوح أننا ملتزمون بتطبيق أعلى المعايير وأفضل برامج التدريب والتعليم الفني، لخدمة المجتمع والصناعة المصرية والإقتصاد القومي ككل”.
وتابع الرئيس التنفيذى لشركة السويدى إليكتريك أن المشروع “سيدعم الأكاديمية في ثلاثة مجالات، هى: تطوير العملية التعليمية من خلال تدريب المعلمين وتحديث نظم الإمتحانات واعتمادها، وبناء قدرات إدارة الأكاديمية وتمكينها من جذب المزيد من الطلاب؛ فضلاً عن فتح سبل التحاق النساء بالتعليم الفني والتدريب المهني”؛ مشيرًا إلى أن “لدينا 600 طالب وطالبة يدرسون الآن بالأكاديمية، في البرامج المختلفة، ونستهدف وصولهم لـ2000 بحلول عام 2021 من خلال المشروع”.
تدريب عملي وتعليم أكاديمي
من ناحيته، أوضح الدكتور أحمد نبيل، المدير التنفيذي للأكاديمية، ومدير التدريب بها، أن منهج الأكاديمية يتبع النظام الألماني الذي يعتمد علي فكرة النهج المزدوج، أي 80% تدريب عملي (في مصانع السويدي)، و20% فقط تعليم أكاديمي نظري؛ مشيرًا إلى أن الدراسة بالأكاديمية 6 أيام في الأسبوع، وهي مقسّمة بين النظري والعملي، بواقع أربعة أيام عملي، ويومين نظري، وفقًا للنظام الألماني المعتمد.
بحكم التمويل السويسري الجزئي لهذا البرنامج، هل يُفكر المسؤولون في التعرّف بشكل مُعمّق على نظام التدريب المهني السويسري؟ وهل هناك توجه لتعاون من هذا القبيل؟ أجاب أحمد نبيل: “معلوم أن نظام التعليم في سويسرا يقوم على الربط بين المناهج الدراسية والإحتياجات المجتمعية، وفي التعليم الفني يربط بين الدراسة والتدريب المهني؛ ونحن في الأكاديمية وإن كنا نعتمد على النظام الألماني، إلا أننا لا نمانع من التعرف بشكل معمق على نظام التدريب المهني السويسري، لأنه والألماني متميّزان في هذا الجانب”.
يجب الإنفتاح على سويسرا والإستفادة من تطورها في هذا الجانب
أحمد كمال، خبير مصري في المجال الفني الصناعي
نقص الإمكانيات المادية السبب!
بدوره، تطرق المهندس أحمد كمال، الخبير المتخصّص في التعليم الفني الصناعي إلى الوضع الحالي لهذا الصنف من التعليم الذي يقوم على الربط بين التأهيل النظري والتدريب العملي في المدارس الثانوية الفنية الصناعية بمصر، وأشار إلى أنه “لا يزال غائبًا، حيث نلحظ تغول المناهج النظرية على حساب التدريب العملي في الورش”، وقال إنه يتمنى أن “لا يقتصر هذا الإهتمام والتطوير في التعليم الفني على بعض المؤسسات التعليمية الخاصة وأن ينتقل إلى التعليم الحكومي”.
في تصريح لـ swissinfo.ch، قال كمال، الذي أمضى 37 عامًا متنقلاً بين جميع مراحل التعليم الفني الصناعي: “المشكلة الكبيرة التي كانت تواجهنا على أرض الواقع، هي نقص الإمكانات المادية، والتي تبدو واضحة في قلة عدد الورش، وارتفاع الكثافات في الفصول والورش، ونقص الخامات، بالإضافة إلى نظام الرواتب المتدنية، التي لا تشجع المهندسين والمدرسين بالتعليم الفني على التركيز في عملهم بالمدارس الحكومية، والهروب للعمل كفنيين في الورش الخاصة”.
وأضاف الخبير في المجال الفني الصناعي الذي أتم دراسته في ألمانيا الغربية في ستينيات القرن الماضي: “لاشك أن ألمانيا مشهورة باهتمامها بالتعليم الفني الصناعي منذ عدة عقود، غير أن الكثير من أصدقائنا الذين سافروا مؤخرًا إلى سويسرا، وحصلوا على فرص عمل بالشركات والمصانع الكبرى، يؤكدون لنا أن سويسرا صار لها قدم وباع في التعليم الفني، خاصة في الربط بين الدراسات النظرية والتدريبات العملية”، واختتم بالقول: “يجب الإنفتاح على سويسرا، والإستفادة من تطورها في هذا الجانب، خاصة وأنها تسهم ماديًا وبشكل ملحوظ في عدد من المشروعات التنموية بمصر”.
أكاديمية السويدي
هي أول أكاديمية فنيةرابط خارجي في الشرق الأوسط، والأولى من نوعها بالمنطقة العربية، وتعمل على “الربط بين احتياجات الصناعة، والمناهج التعليمية، بما يخدم الإقتصاد القومى”.
تستخدم الأكاديمية مناهج خاصة في التعليم الذي توفره لطلابها مأخوذة من النظام الألماني المعمول به في التعليم الأكاديمي.
تأسّست الأكاديمية عام 2011 كَمَدرَسَة فَنِّية تدوم الدراسة فيها 3 سنوات، وفي عام 2014 تخرجت أول دفعة منها، وتم تعيين 80% من إجماليّ الخريجين بمصانع السويدي.
تحتوي الأكاديمية على 12 فصل تدريسي، و13 معمل، و4 برامج للطلاب، يقوم بتدريسها 22 أستاذ يعملون بدوام كامل، و14 مدرس بدوام جزئي، لـ 542 طالب وطالبة.
الأكاديمية معدة ومجهزة بالكامل بأحدث التقنيات (مختبرات للهيدروليكية، والهوائية وميكاترونكس) كما تم تجهيزها بمعدات التعلم الخاصة بها من قبل شركة دولية متخصصة في صنع معدات التعليم التقني.
الأكاديمية مزودة أيضا بأحدث الوسائل التَّعليميَّة، كالسَّبُّورة الذَّكيَّة، ومعامل تكنولوجيَّة، ومعامل حاسب آليّ، كما صُمّمت مبانيها بأكملها لتوفِّر بيئة صحِّية، من أجل راحة الطُّلَّاب.
الدراسة عبارة عن منحة كاملة مقدمة من مجموعة السويدي للطلاب المصريين، إلى جانب أن الطالب يُمنح زيّا خاصًا بالمدرسة، وتتحمل الأكاديمية تكلفة نقله من وإلى المصنع للتدريب العملي.
للطالب وجبتان؛ إفطار وغذاء، بالإضافة إلى مرتب شهري 300 جنيه للصف الأول، و400 جنيه للصف الثاني، و500 جنيه للصف الثالث، ويبلغ إجمالي ما يُصرف على الطالب في العام 18 ألف جنيه.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.