قلق ينتاب الأجانب المقيمين في سويسرا بشأن الضريبة على العقارات
من المنتظر أن يبدأ قريبا التبادل التلقائي للبيانات الضريبية بين سويسرا والعديد من البلدان الأجنبية، وذلك في سياق مكافحة التهرّب الضريبي. وهذا التطوّر يشكّل مصدر قلق كبير للأشخاص المقيمين في سويسرا، الذين يملكون عقارات في الخارج، ولكنهم لم يُعلموا بها السلطات السويسرية حتى الآن. أما الجاليات المُهاجرة المعنية في المقام الأوّل بهذا التغيّر القانوني فهي الإيطالية والبرتغالية والإسبانية أساسا. فيما يلي تقييم للوضع من خلال عدد من الأسئلة والأجوبة.
تم نشر هذا المحتوى على
5دقائق
مُختص في مجال السياسة الفدرالية. عمل سابقاً في وكالة الانباء السويسرية (Keystone-SDA) وراديو فريبورغ المحلي.
منذ متى سيصبح التبادل التلقائي للبيانات ساري المفعول؟
وفقا للمعيار العالمي الجديد للتبادل التلقائي للمعلومات ( EAR )، بدأت سويسرا بالفعل في جمع المعلومات انطلاقا من 1 يناير 2017. ولكن هذه البيانات لن يتم تبادلها عمليا إلا ابتداء من 1 يناير 2018.
هل الممتلكات العقارية مشمولة بهذه الإتفاقية؟
رسميا، لا بحكم أن هذه الإتفاقية لا تخص إلا الحسابات المصرفية. ولكن انطلاقا من مجرّد حساب مصرفي، يُمكن للسلطات الضريبية أن تتوصّل بسهولة إلى أن صاحب الحساب يمتلك أيضا عقارا أو أكثر.
هل يجب على الأشخاص المقيمين في سويسرا الإعلان أيضا عن العقارات المملوكة من طرفهم في الخارج؟
نعم، وهذا ليس جديدا. من الواجب على دافعي الضرائب في سويسرا الإعلان عن كل ممتلكاتهم، سواء كانت في سويسرا أو في بلد أجنبي.
نظرا لكوني أدفع الضريبية على ممتلكاتي العقارية في الخارج، هل سأدفع الضريبة مرة أخرى على نفس العقار إذا ما أعلنتُ عنه في سويسرا؟
لا، في حالة وجود اتفاقية لعدم الإزدواج الضريبي بين سويسرا والبلد الأجنبي حيث يُوجد العقار. في هذه الحالة، لن تُطالب السلطات الضريبية السويسرية بدفع ضريبة على هذا العقار، لكن في هذه الحالة يزيد معدّل الضريبة على الثروة في سويسرا.
مثلا. إذا كنتُ حتى الآن أعلن للسلطات الضريبية في سويسرا ثروة قدرها الإجمالي 500.000 فرنك، وأدفع الضريبة وفق معدّل يتناسب مع هذه الثروة. فإنه عندما أعلن عن المزيد من عقارات في الخارج بقيمة 200.000 فرنك مثلا، فإنني سوف أستمرّ في دفع الضريبة على مبلغ 500.000 فرنك، ولكن هذه المرة بمعدّل يساوي مجموع قيمة الممتلكات الخاصة بك، أي 700.000 فرنك. فيزيد معدّل الضريبة نسبيا، وبالتالي فإن المبلغ الذي سيتوجّب علي دفعه كضريبة سيكون أهمّ من ذي قبل.
مع الإشارة إلى أن نفس المبدأ ينطبق على القيمة الإيجاريةرابط خارجي (عادة ما بين 2.5 و5%) من قيمة العقار. فالمكلّف بدفع الضريبة لا يدفع مباشرة بحسب هذه القيمة الإيجارية، لكنها تؤدي في النهاية إلى الترفيع في معدّل الضريبة على الدخل.
الشخص الذي لم يعلن حتى الآن عن العقار أو العقارات التي يمتلكها في بلد أجنبي، هل يُعاقب؟
لا، إذا ما أعلن المكلّف بدفع الضرائب عن ممتلكاته في الخارج طوعارابط خارجي، وسيتعيّن عليه فقط دفع الضريبة التي لم يدفعها خلال العشر سنوات السابقة.. ولكن حذاري، هذا الإعلان الطوعي أو العفوي لن يؤخذ في الإعتبار بعد انقضاء الثمانية عشر شهرا التي تعقب دخول اتفاقية التبادل الآلي للبيانات حيز النفاذ، أي إلى تاريخ 30 يونيو 2018.
بعد ذلك التاريخ، يعرّض دافع الضرائب الذي لم يُعلن عن ممتلكاته العقارية الموجودة في الخارج نفسه إلى غرامة كبيرة جدا تتراوح قيمتها ما بين الثلث وثلاثة أضعاف المبلغ الذي كان يتوجّب عليه دفعه في الأصل.
(ترجمه من الفرنسية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
الأكثر قراءة السويسريون في الخارج
المزيد
سويسرا… بلد السكك الحديدية تراهن على الطرق السريعة أيضًا
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
«تبقى سويسرا المَلاذ المُفضَّل للأموال القذرة القادمة من دول الجنوب»
تم نشر هذا المحتوى على
ليس من قبيل المُصادفة أن يتزايد عدد العمليات الخطيرة لغسيل الأموال التي تتورط فيها المصارف السويسرية (انظر الإطار المصاحب). ذلك أن الضغوط الدولية على سويسرا، فيما يخص التهرب الضريبي وإبرام اتفاقية للتبادل التلقائي للمعلومات مع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنميةرابط خارجي، دفعت المصارف السويسرية للتَّوجه أكثر فأكثر نحو الدول الناشئة. وفي هذا السياق، لا تتردد…
الحكومة السويسرية تتجه لمزيد من التشدّد تُجاه المصارف
تم نشر هذا المحتوى على
ازداد غضب الرأي العام خاصة بعد اكتشافه أن هذه المصارف تواصل منح تلك المكافآت السخية والتي تقدّر بعشرات ملايين الفرنكات في الوقت الذي تلجأ فيه للمال العام للخروج من أزمتها المالية الخانقة. وقد توجه جزء كبير من هذا الغضب إلى اتحاد المصارف السويسرية (يو بي أس)، الذي منحته الحكومة أزيد من 60 مليار فرنك لإنقاذه…
تم نشر هذا المحتوى على
بعد تصاعد الضغوط الأجنبية، أقدمت الكنفدرالية السويسرية في مارس 2009 على تخفيف قوانينها الخاصة بالسّرية المصرفية، من خلال موافقتها على اعتماد معايير منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية بشأن المساعدة الإدارية في المسائل الضريبية. ومنذ ذلك الحين، أعادت سويسرا التفاوض حول اتفاقيات الإزدواج الضريبي (DTAs) مع 42 بلدا لكي تشمل المعيار الدولي الجديد بشأن تبادل المعلومات الضريبية. غير أن عددا قليلا…
تحويرات تشريعية تشمل السر المصرفي والعلامة السويسرية ونفقة الأطفال
تم نشر هذا المحتوى على
حرص المشرعون السويسريون على أن يتلقى جميع أبناء الأزواج المنفصلين مبلغا ماليا يُسمّى “إسهامٌ في الإعاشة أو في الإنفاق” وذلك بغض النظر عما إذا سبق للأبوين أن اقترنا في إطار مؤسسة الزواج أم لا. وطبقا للقانون الجديد، سيحظى الدعم المالي المقدم للأبناء القُصّر بالأولوية على بقية الواجبات الأخرى المتعلقة بالإنفاق. إضافة إلى ذلك، سيتم إضفاء…
تم نشر هذا المحتوى على
ويبدو أن قوانين السر المصرفي والجوار الجغرافي مع الاتحاد الأوروبي، تجعل من سويسرا إحدى الأماكن المفضلة لارتكاب هذه النوعية من الجرائم. في عملية مراقبة مشتركة نُـفِّـدت في الفترة الأخيرة من طرف الجمارك البريطانية والألمانية، تمّ اكتشاف عملية تهريب واسعة لأجهزة الهواتف النقالة ومعدات أخرى كانت تُـنقل إلى ألمانيا انطلاقا من الأراضي السويسرية. ويشتكي المحققون في…
تم نشر هذا المحتوى على
لمحاولة تقييم أسباب وانعكاسات هذه القضية، حاورت سويس انفو لينو تيرليتسي، المسؤول عن القسم الإقتصادي في شريط الأنباء بالتلفزيون السويسري الناطق بالإيطالية ومراسل الصحيفة الإقتصادية اليومية الإيطالية (Il Sole 24 ORE) في سويسرا. سويس إنفو: هل يُلحق التحقيق القضائي والزوبعة الإعلامية التي رافقته الضرر بمصرف يو بي أس فقط أم بالمصارف السويسرية بشكل عام؟ لينو…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.