لم تكن فترات الراحة والأنشطة الترفيهية كما نعرفها اليوم أمرا سهلا أو مسألة بديهية دائما. فقد تعيّن على النساء أن يُكافحن في القرنين التاسع عشر والعشرين من أجل الحصول على قدر من الحرية.
في عام 1878، بدأ العمل رسميا بالقانون السويسري المتعلق بالمصانعرابط خارجي الذي نص على ألاّ يزيد عدد ساعات العمل في اليوم عن إحدى عشر خلال أيام الأسبوع (عشر ساعات فقط يوم السبت). تبعا لذلك، توفر لدى الرجال بعد مغادرتهم للمصنع في نهاية اليوم بعض أوقات الفراغ، فيما كان يتعيّن على النساء الاهتمام بالأعمال المنزلية من غسيل وطهي ورعاية أطفال. لذلك، تطلب الأمر منهن خوض كفاح شاق من أجل الحصول بدورهنّ على الحق في الترفيه.
المزيد
نقاش
يدير/ تدير الحوار:
كمال الضيف
ما هي الأسئلة التي تُساورك حول دور المرأة في المجتمع السويسري في الماضي والحاضر؟
ما الذي تريد/ين معرفته حول ما كانت عليه حياة النساء في سويسرا في الماضي، وكيف أصبحت في يوم الناس هذا؟ شاركونا أسئلتكم أو أفيدونا بتجاربكم الشخصية. سنعمل على تقديم الإجابات على الأسئلة والتعليقات في المحادثة أدناه، وسوف نحرص على الاستفادة منها لإعداد تقاريرنا المستقبلية. تفضل/تفضلي بالدخول أو بالتسجيل في الموقع لتتمكن/ني من طرح سؤالك أسفل الصفحة. من المقال…
في هذا الصدد، سمحت الجاذبية التي رافقت المتاجر الكبرى التي افتُتحت في سويسرا في نهاية القرن التاسع عشر بتحويل الواجب إلى ممارسة ممتعة. إذ تسنّى للنساء ممارسة التسوق خارج أحيائهن، والهروب تبعا لذلك من السيطرة الاجتماعية الممارسة عليهن لبعض الوقت.
في عام 1892، افتتح جوزيف فيبر، الذي كان ابنا لتاجر ثري، في مدينة زيورخ محلا تجاريا تحت مسمى”J. Weber’s Bazaar” ، وهو أول متجر كبير متعدد الأقسام في سويسرا.
Magazine zum Globus
قاعة المنتجات الغذائية في متجر “غلوبوس” Globus بمدينة زيورخ حوالي عام 1912، حيث يمكن للنساء مُعاينة البضائع المعروضة دون الاضطرار إلى الشراء.
Magazine zum Globus
الاستحمام من أجل النظافة
ظهرت أولى أماكن الترفيه النسائية في بداية القرن التاسع عشر في الحمامات العامة، التي تم تشييدها استجابة للقلق المتزايد بشأن النظافة العامة. مع ذلك، لم يتم رفع حظر الاستحمام الساري على النساء في زيورخ إلا في عام 1837.
حمام “بلفوار” النسائي في زيورخ، صورة غير مؤرخة. حتى عام 1900، تم بناء حمامات خشبية على شكل صناديق مع فصل صارم بين الجنسين في جميع أنحاء سويسرا.
Baugeschichtliches Archiv
في عشرينيات القرن الماضي، كانت السباحة تعتبر مناسبة بشكل خاص للنساء، لأنها تنتج عضلات جميلة ورائعة. ابتداء من عام 1925، أصبح من حق الفتيات الصغيرات متابعة دروس في تعلم السباحة، أما الأولاد فبدؤوا قبل ذلك بمائة عام.
Schweizerisches Sozialarchiv
تدريجيا، حلت الشواطئ محل غرف الاستحمام. ومنذ ثلاثينيات القرن العشرين، أصبح للنساء الحق في الاستمتاع بأشعة الشمس على ضفاف البحيرات.
Keystone / Walter Studer
سينما ورقص ومقهى
غالبًا ما قامت نساء فنانات ومثقفات يتميّزن بالشجاعة بتعبيد الطريق بوجه الحصول على المزيد من الحقوق والحريات. فقد درسن في باريس ولندن ونيويورك وكن يرغبن، بعد عودتهن، في تعزيز التبادلات والثقافة عموما في سويسرا. لقد أردن في واقع الأمر أن يكون بإمكانهن تحديد شكل حياتهن الاجتماعية بأنفسهن.
مثالان في هذا السياق: النحاتة آنّـا إنديرماور، أول مديرة لقاعة عرض سينمائي في سويسرا، والراقصة العصامية ترودي تشووب، التي افتتحت مدرسة الرقص الخاصة بها في عام 1921 عن عمر لم يتجاوز 18 عامًا.
افتتحت آنا إنديرماور (في الصورة) قاعة العرض السينمائي “شمال – جنوب” “Nord-Süd” في عام 1935، التي كانت أول استوديو سينمائي في سويسرا. وفي عام 1980، اعتبرت صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ الرصينة أن تلك الخطوة مثلت “عملا ثقافيا هـزّ بشدة أسس الطابع الأبوي السابق لصناعة السينما في زيورخ”.
Theo Frey / Fotostiftung Schweiz
لم تكن الأمور سهلة للسيدة آنّـا إنديرماور، فأصحاب قاعات العروض السينمائية المشهورة لا يتسامحون مع أي منافسة نسائية. تبعا لذلك، انحاز موزعو الأفلام إلى جانبهم وقاطعوا قاعة “شمال – جنوب” “Nord-Süd” . حينها، اضطرت آنّـا إنديرماور لاقتناء الأفلام التي تعرضها من السوق السوداء.
Baugeschichtliches Archiv / Forter E.
اعتُبر الذهاب إلى قاعات السينما مسّا أو انتقاصا من أخلاق الأمهات. بدلاً من ذلك، كُنّ يُنصحن بدلا من ذلك بالتجوال والتنزه في الهواء الطلق أو الذهاب للتسوق. مع ذلك، كانت السينما تحظى بتقدير كبير من قبل النساء، لأنها توفر أجواء حميمية خلال التواجد في فضاء عام، وتُلهم الأحلام، كما تيح إمكانية تبادل قبلات سرية.
Akg-images / Weegee
استفاد مقهى “سيليكت Select” من موقعه القريب من السينما.و سرعان ما أصبح المقهى المفضل لرائدات المشهد الثقافي النسائي في زيورخ.
Fotostiftung Schweiz / Anita Niesz
في عشرينيات القرن الماضي، أرادت النساء تحرير أجسادهن وعقولهن الإبداعية في آن معا، فتم تجاوز التابوهات الجنسية والمُتعارف عليه اجتماعيا. إذ توقف اعتماد النساء على شركائهن للقيام بأنشطة والمشاركة في التظاهرات. فقد تسنى رؤية هذه الثورة بالخصوص في مجال الرقص، التي لم يعد يتعين القيام بها بالضرورة كزوجين.
في الأثناء، كان الجمهور ينظر أحيانًا إلى إبداعات ترودي تشوب وتمثيلياتها الإيمائية على أنها مجرد فقرات كوميدية، ولهذا لُقّبت بـ “لاَ تشارلي تشابلن” LA Charlie Chaplin (والمقصود مؤنث الممثل الشهير تشارلي تشابلن). في عام 1931، أسّست مدرستها الثانية للرقص الفني من أجل تحقيق أفكارها الخاصة بشأن جمال وجدية الرقص التعبيري الحديث.
كافحت ترودي تشووب ضد المفاهيم الأخلاقية السائدة، وبعد مرور خمس سنوات، كان عليها أن تتخلى عن قاعتها المخصصة للرقص الكائنة في مبنى كنيسة بزيورخ، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة حيث أصبحت رائدة في مجال العلاج بالرقص.
في أوائل الثلاثينيات، حققت الراقصة السويسرية ترودي شووب Trudi Schoop اختراقا كبيرًا لها من خلال ابتكارها لشخصية “فريدولين” الخاصة بها ونجاحها في إخراج حبكة بدون كلمات على الخشبة، في سياق التعبير عن الحركة.
Robert Walser Stiftung / Carl Seelig
رقصة تعبيرية غريبة، حوالي عام 1927.
Martin Imboden / Fotostiftung Schweiz
مجموعة من النساء يؤدين رقصة “تشارلستون” الأمريكية الشهيرة حوالي عام 1926.
Getty images
بموازاة النمو الحضري الذي شهدته سويسرا، تطورت صناعة الترفيه لملء وقت الفراغ الذي أصبح مُتاحا الآن أكثر من ذي قبل، ثم تكثفت مع اعتماد نظام العمل بثمانية وأربعين ساعة في الأسبوع ابتداء من عام 1919. لذلك وفّـر السيرك والأوبرا والمسرح، والإذاعة (منذ منتصف عشرينيات القرن الماضي)، خيارات متعددة للهو والتسلية.
في الوقت نفسه، تم إنشاء العديد من المنظمات الشبابية والنسائية لمواجهة تراجع المعايير الأخلاقية، وكانت تقترح على أعضائها أنشطة ترفيهية تخضع للتأطير والرقابة تسمح بأن يتم تشكيل الشباب بطريقة معقول وفقًا للتوجّهات السياسية أو الدينية لكل منها.
شابات عضوات في فرع حركة “Wandervögel” (أي الطيور الهائمة) في سانت غالن سنة 1921. تهدف هذه الحركة إلى الترويج لرياضة المشي لمسافات طويلة في أوساط الشباب، الذين يسعون إلى ممارسة حريتهم في أحضان الطبيعة من خلال اللعب في الغابة أو الرقص في المروج أو المشي لمسافات طويلة في الجبال.
Schweizerisches Sozialarchiv
في عام 1930، أسّست دوري فيتشتاين (1904-1982) نادي زيورخ للتجديف النسائي واقتحمت بدون سابق إنذار مجالا كان رجاليا بالكامل.
Schweizerisches Sozialarchiv
في النصف الأول من القرن العشرين، صدرت العديد من المجلات النسائية في مجالات التعليم والتدبير المنزلي والتمريض والتجارة والصناعة، لكن مجلات الترفيه والموضة حققت انتشارا واسعا جدًا أيضًا.
امرأة تطالع النسخة الألمانية من “True Story” (أي القصة الحقيقية)، المجلة الأمريكية الأكثر شهرة ، حوالي عام 1930.
Hans Staub / Fotostiftung Schweiz Winterthur
تم نشر هذا المحتوى على
اجتاحت المظاهرات الملونة والاحتجاجات الصاخبة جميع أنحاء البلاد بعد مرور 28 عامًا على شن أول إضراب للنساء في سويسرا في عام 1991، الأمر الذي اجتذب تغطية إعلامية كبيرة على مستوى العالم، وأثار جدلا واسعا حول عدم المساواة والتمييز الذي تواجهه النساء، سواء في سوق العمل او في المنزل. طرأت للمصوّرة الفوتوغرافية يوشيكو كوسانو من برن فكرة…
حضور قياسي للنساء في البرلمان لكن مشاركة الناخبات ظلت منخفضة
تم نشر هذا المحتوى على
على الرغم من إضراب النساء التاريخي الذي شهدته سويسرا يوم 14 يونيو 2019، لم تتجنّد الناخبات بشكل خاص للمشاركة في الانتخابات البرلمانية التي نظمت في الخريف الموالي.
تم نشر هذا المحتوى على
منذ أقدم العصور والماء يجذب النّاس إليه، ولو اقتصر ذلك في بداية الأمر على خلع الثّياب كاملة والنّزول إلى الماء والاستمتاع ببرودته في أيّام الحرّ، إلّا أنّ هذا لم يدم طويلاً، فبعد زمن تمّ حظر السّباحة العارية وبعد ذلك تمّ فصل النّساء عن الرّجال في المسابح. أمّا في المدن فكان على المسابح أن تنظّم خدماتها وأوقات العمل وهكذا بدأ عصر المسابح…
اكتب تعليقا