تقرير يحذر من اتساع الهوة بين فئات المجتمع السويسري
الأسر السويسرية تزداد ثراءً، إلّا أنّ عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء أيضاً في ازدياد، وفق إدارة الضرائب السويسرية التي تقول إن من بين أسباب هذه الظاهرة: انخفاض أسعار الفائدة ورواتب المناصب التنفيذية العالية.
تقرير للمكتب الفدرالي للضرائبرابط خارجي كشف يوم الاثنين 23 سبتمبر أن الأصول المالية التي هي بذمة أغنى 1% من سكان سويسرا قد ارتفعت بنسبة 43% تقريبًا بين عامي 2003 و2015، في الوقت نفسه، لم تزدد أصول 75% من الأسر الفقيرة إلّا بنسبة 18.6% فقط.
أورسينا كون، الباحثة في مركز فورس السويسري للخبرات في العلوم الاجتماعية، تقدم عدة تفسيرات للفجوة الآخذة بالاتساع بين الأشخاص الأثرياء وبين أولئك ممن لا يملكون شيئا، مع العلم أنّ معظم هذه الأسباب لها بُعد عالمي بدلاً من أن تكون خاصة بسويسرا وحدها.
أول هذه الأسباب هي أسعار الفائدة المتدنية، التي تتسبب في زيادة في قيمة العديد من الأصول المالية حالياً وخاصة أسعار العقارات، تقول كون: “إذا كنت تمتلك العديد من المنازل، فمن المرجح أن ترى زيادة في قيمة أصولك.”
شهدت العديد من الدول حول العالم ارتفاعًا حادًا في أعلى الرواتب للمناصب التنفيذية مقارنةً بالأجور العادية، وبالتالي فإن أصحاب الدخول العالية لديهم أموال أكثر للادخار أو الاستثمار، كما يمكن للأثرياء أيضًا الاستفادة من مستشاري الاستثمار ذوي الجودة العالية.
أمّا أحد الأسباب الخاص بسويسرا فيتعلق بالسياسة الضريبية المتبعة، بما يسمى بـ “المبلغ المقطوع”، المثير للجدل والذي يفرض ضريبة على رأس المال للأجانب الأثرياء بدلاً من فرضها على الدخل مباشرة، وهذا يؤدي إلى خفض الضرائب على الفواتير، والتي بدورها تجذب الأغنياء إلى سويسرا من الخارج.
نطاق الثروة
في نهاية عام 2015، بلغ إجمالي الأصول الصافية للأسر في سويسرا 1,792 مليار فرنك سويسري (1,807 مليار دولار أمريكي) أو في المتوسط 212.156 فرنكاً سويسرياً للفرد الواحد.
ومع ذلك، كان دخل ما يزيد قليلاً عن نصف السكان (55.46٪) أقل من 50.000 فرنك سويسري، في حين تحدث 24.53% عن عدم امتلاكهم أية ثروة إطلاقاً. وإجمالاً، كان لدى 5.72% من الأشخاص الذين يعيشون في سويسرا ممتلكات تتجاوز مليون فرنك سويسري وما يقل قليلاً عن 1% من السكان لديهم أكثر من 10 ملايين فرنك سويسري.
مع العلم أننا نجد في كانتونات شفيتس ونيدفالدن وتسوغ أن ثروة الفرد تصل على التوالي إلى 718.473 و677.401 و492.311 فرنكاً سويسرياً. أما في كانتون فريبورغ فتقف ثروة الفرد عند 99.099 فرنكاً سويسرياً.
كما تتباين الثروات أيضاً داخل كل كانتون تبايناً كبيراً، ويمكن توضيح ذلك باستخدام معامل جيبي لقياس عدالة توزيع الثروة، والذي يوضح كيفية توزيع الدخل بالتساوي من خلال استخدام رقم يتراوح بين 0 و1، فكلما اقتربنا من الواحد كلما كانت درجة عدم المساواة أكبر.
وأضاف المكتب الفدرالي للضرائب أنّ كانتون جنيف سجلت أعلى مستوى من عدم المساواة (0.92) وكانتون أوري أدناه (0.72). أمّا متوسط معامل جيبي لسويسرا في عام 2015 فقد كان (0.86)، أي بزيادة طفيفة عن عام 2003، حيث كان (0.83).
تأخذ إحصائيات المكتب الفدرالي للضرائب هذه صافي الأصول (الأصول الخاضعة للضريبة قبل الخصومات الاجتماعية) في عين الاعتبار، ولا يأخذ ذلك في الحسبان الأصول الموجودة في الخارج أو الأصول المملوكة لأنظمة التقاعد المهنية أو الخاصة (ما يسمى باالدعامة الثانية (اجبارية) والدعامة الثالثة (الاختيارية). وفي حالات يمتلك فيها الشخص أصولًا في عدة كانتونات، يتم توزيعها بين تلك الكانتونات.
(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: ثائر السعدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.