ردود فعل متباينة إزاء قرار المحكمة الفدرالية بشأن التعليم المنزلي
رحب المعلمون بقرار المحكمة القاضي بأن التعليم المنزلي ليس حقا دستوريا في سويسرا. في المقابل أعرب أولياء أمور عن خيبة أمل لأنهم كانوا يأملون في حكم مخفف.
يأتي هذا بعد قرار أعلى محكمة في سويسرا بأن الآباء ليس لهم حق دستوري في تعليم الأطفال في سن المدرسة في المنزل. وجاء الحكم بعد أن استأنفت أم في كانتون بازل المدينة قرار المحكمة الفدرالية، بعد رفض المدرسة المحلية والسلطات القانونية المختصة في الكانتون طلبها بتعليم ابنها في المنزل.
وقضت المحكمة أيضًا بأن الكانتونات – المسؤولة عن الشؤون التعليمية في سويسرا – من اختصاصها اتخاذ القرار بشأن السماح بالتعلم في المنزل وإلى أي مدى.
ويتعلم الآن أكثر من 2000 طفل في المنزل، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة تاغيس انتسيغررابط خارجي السويسرية ويشير خبراء إلى أن هذه الظاهرة آخذة في الزيادة.
ردود الفعل
من جهته رحب اتحاد المعلمين السويسريينرابط خارجي بقرار المحكمة، مشيراً إلى أن نظام التعليم العادي لديه الكثير ليقدمه للأطفال. وقال برونو روب، مدير مدرسة في كانتون برن، للتلفزيون السويسري العام: “المدارس الحكومية لديها معلمين مدربين تدريباً مهنياً وإدارة المدارس مهنية وتضمن حصول الأطفال على المهارات التعليمية اللازمة وخاصة المهارات الاجتماعية”.
وأضاف أن أولئك العائدين إلى المدرسة بعد التعليم المنزلي قد يجدون مشاكل في الاندماج سواء على المستوى الاجتماعي أو الأكاديمي.
لكن فيلي فيليغر ، رئيس رابطة التعليم المنزلي رابط خارجيفي سويسرا، قال إنه يشعر بخيبة أمل إزاء هذا الحكم وكان يحذوه الأمل أن تتغير النظرة السلبية لهذا النموذج التعليمي تدريجياً في سويسرا.
التعليم المنزلي مسموح به في جميع الولايات في الولايات المتحدة. بعض الآباء لا يرسلون أطفالهم إلى المدرسة لأسباب دينية أو تعليمية. وفي المملكة المتحدة، عدد الأطفال الذين يدرسون في المنزل “في ارتفاع غير مسبوق” ، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية. وتدرس الحكومة البريطانية إطلاق سجل للأطفال المتعلمين في المنزل.
أما في ألمانيا فالتعليم المنزلي محظور تماماً. وقد أثيرت هذا القضية مؤخراً في البلاد بعد رفع زوجين قضية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسانرابط خارجي، إثر نزع السلطات الأطفال من أسرتهم بسبب رفض الآباء إرسالهم إلى المدرسة. المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قضت بأن حقوق الوالدين لم تتعرض للانتهاك.
وأوضح أستاذ القانون أن قرار المحكمة الفدرالية يمكن فهمه كترخيص للسلطات بتشديد قوانين التعليم المنزلي ، بمعني عدم السماح بالتعليم في المنزل أو فرض شروط صعبة.
ويوضح فيليغر أن التعليم المنزلي سمح له أن يعمل مع أبنائه كفريق وأن يعيشوا الحياة لحظة بلحظة معاً. فيليغر، الذي يعمل نفسه كمدرس، علّم جميع أولاده العشرة في المنزل مع زوجته.
وقال أستاذ القانون يوهانس غايش ، الذي أجرى أبحاثاً حول التعليم المنزلي ، إن القيود المفروضة على التعليم المنزلي س يتم تشديدها في بعض الكانتونات بسبب الحكم.
مقارنة
حاليا يتصدر كانتون فو وبرن بقية الكانتونات في سويسرا من حيث عدد المتلقين التعليم المنزلي ، حيث يتلقى 650 تلميذاً في فو و 576 تلميذاً في برن تعليمهم في المنزل.
بعض الكانتونات مثل فو ونيوشاتيل تطلب فقط إخطار السلطات المختصة، أما في كانتوني برن وجنيف فلا بد من التقدم بطلب للحصول على تصريح. ويُشترط في كانتون فو وفريبورغ أن يكون أحد الوالدين مدرساً. أما كانتون بازل المدينة فلا يسمح بالتعليم المنزلي على الإطلاق. في الوقت ذاته، تعمل العديد من الكانتونات مثل فو ونيوشاتيل لتشديد القوانينرابط خارجي.
عدد قليل من الأسر تتبنى هذا النموذج في سويسرا ومعظم العائلات التي تقوم بالتعليم المنزلي هي متدينة والأسباب مختلفة، فالبعض غير راض عن نظام التعليم ولا سيما الضغوط المدرسية وآخرون يريدون نموذجاً أسرياً مختلفاً، وفق التقارير. هذا ويشكل الطلاب، الذين يدرسون في المنزل، حوالي 0.2رابط خارجي٪ من تلاميذ المرحلة الابتدائية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.