اتساعُ دائـرة حظر التدخـين السلبي في سويسرا!
انضمت زيورخ وبازل يوم الأحد 28 سبتمبر المنصرم إلى قائمة الكانتونات السويسرية التي تحظر التدخين في المقاهي والمطاعم. وقد سارعت الأوساط المناهضة للتبغ إلى دعوة غرفتي البرلمان الفدرالي إلـى أن تحذو نفس الحذو.
وقد سبق للمواطنين في ثماني كانتونات أخرى أن أيدوا بغالبية مريحة قرار منع التدخين في المقاهي والمطاعم والحانات. وأقرت البرلمانات المحلية في أربعة كانتونات أخرى قانونا ضد التدخين السلبي في الأماكن العامة، واعتبرتها مواقع يحظر التدخين فيها، وهذه الكانتونات هي برن، وفريبورغ، وفو، والفالي.
وهكذا، تكون 12 كانتونا من مجموع 26 كانتونا قد أقرت إجراءات صارمة ضد التدخين السلبي، لكن المواطنين يرغبون في رؤية قوانين موحدة وفعالة على مستوى البلاد بأكملها، ويستدل المناهضون على ذلك بالرفض القاطع الذي عبر عنه المواطنون للاستثناءات التي اقترحها كانتون زيورخ.
وترى الجهات المناهضة للتدخين كالرابطة الرئوية السويسرية، والرابطة السويسرية لمكافحة السرطان، والجمعية السويسرية للوقاية من التدخين، والمعهد السويسري للوقاية من الإدمان والمخدرات، أن جميع الاستفتاءات التي أجريت إلى حد الآن في سويسرا حول حظر التدخين السلبي تؤكد الحاجة إلى سن قوانين شاملة في البلاد، وتدعو مجلسي النواب والشيوخ للمبادرة في الإتجاه نفسه.
نتائج متقاربة جدا
وقد أقر كانتونا بازل وزيورخ الأحد الماضي، 28 سبتمبر، مبادرتيْن لا يختلفان كثيرا دعت إليهما الرابطة الرئوية السويسرية (رابطة تعنى بكل ما يتعلق بسلامة جهاز التنفس)، وتدعو المبادرتان إلى حظر التبغ في كل الأماكن العامة.
وصادق المواطنون في زيورخ على نص المبادرة بنسبة 56,6%، في حين لم يقر نص المبادرة في بازل المدينة سوى 52.8% من الناخبين. وكان أصحاب المطاعم والمقاهي في هذا الكانتون قد وعدوا قبل الاستفتاء بتخصيص نصف المقاعد في محلاتهم لغير المدخنين، وذلك بموفي السنة الجارية.
نتائج يوم الأحد أكدت أيضا رفض المواطنين لأي استثناءات في هذا المجال، إذ رفض الناخبون النص البديل الذي تقدمت به حكومة الكانتون والذي يدعو إلى استثناء المقاهي والمطاعم التي يقل عدد مقاعدها عن 35 مقعدا من إجراءات حظر التدخين. كما يدعو المحلات الأكبر إلى تخصيص فضاءات معزولة خاصة بالمدخنين، واستثناء التظاهرات التي لا يحظرها إلا الكبار أو التي تنظم في خيام مفتوحة.
نحو حلول وسطى
من السابق لأوانه بالنسبة لمناهضي التدخين السلبي الإعلان عن كسبهم للمعركة. ومن المؤشرات الدالة على ذلك مثلا أن المواطنين في كانتون نيدفالد صوّتوا الأحد الماضي لفائدة حظر التبغ في الأماكن العامة، لكنهم استثنوا من ذلك المقاهي والمطاعم. وهكذا تكون نيدفالد أول كانتون يرفض فيه المواطنون في تصويت مباشر الحد من التدخين في المقاهي والمطاعم.
وفي جنيف، أبطلت المحكمة الفدرالية يوم 30 سبتمبر 2008، قرار الحكومة بحظر التدخين في الأماكن العامة، معتبرة ان القرار لا أساس قانوني له، وأنه مخل بمبدأ الفصل بين السلطات.
كذلك إعتبرت المحكمة أنه لا مبرر للإستعجال في أتخاذ ذلك القرار، وأنه من الواجب عرض المسألة على المجلس الكبير بالكانتون قبل البت فيها. وقال وزير الصحة بكانتون جنيف معلقا على القرار: “هذا الحكم يبطل منذ اليوم الإجراء السابق من دون نقاش”، لكنه تاسف لكونه: “يوجه ضربة قوية لخطوة هامة تم قطعها في مجال الصحة العامة”.
ويجب التذكير أيضا أن أحزاب اليمين قد استطاعت تمرير رؤيتها الداعية على الإبقاء في المؤسسات أماكن للتدخين على مستوى مجلس النواب، وبات من اللازم على الفنادق والمطاعم والنوادي الليلة إشهار أجنحة التدخين بها إذا ما أقرت الفصل بين فضاءات المدخنين وغير المدخنين.
وسيعود الموضوع من جديد لمجلس الشيوخ، وقد سبق لهذا الأخير أن صوت مرتيْن لصالح قانون أكثر تشددا، مدعوما هذه المرة بمكاسب جديدة حققها المعسكر الداعي إلى حظر التبغ في المقاهي والمطاعم والأماكن العامة.
سويس انفو مع الوكالات
حتى الآن، صوّت المواطنون في ثماني كانتونات سويسرية (التيتشينو، وسلوتورن، والغرابوندن، وأرغاو، وأوري، وزيورخ، وبازل المدينة) لصاح منع التدخين في المقاهي، والمطاعم، والحانات.
وفي برن، وفريبورغ، وفو، والفالي، وسانت – غالن، أقرّت البرلمانات الكانتونية تشريعا ضد التدخين السلبي في الأماكن العامة.
أما على المستوى الوطني، لم تطرح القضية بعدُ، وبفارق صوت واحد، أقر مجلس النواب قانونا يسمح بالإبقاء على مؤسسات يسمح داخلها بالتدخين.
وسيعود الملف من جديد أمام مجلس الشيوخ، الذي صوت مرتيْن من قبل لصالح قانون أكثر تشددا، لا يسمح إلا بفضاءات مغلقة خاصة بالمدخنين.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.