الأسماء الأجنبية أقلّ حظا في الفوز بإيجار الشقق في سويسرا
خلصت دراسة أنجزت بتكليف من المكتب الفدرالي للإسكان إلى أن بعض الاسماء ذات الإيحاء الأجنبي- الكوسوفي أو التركي على وجه الخصوص- هي أقلّ حظّا في العثور على ردّ إيجابي للفوز بفرصة زيارة إحدى الشقق بغرض الإيجار.
أي شخص حاول العثور على شقة في سوق سويسرا المزدحم في أغلب الأحيان يعرف الأمر جيّدا: إلى جانب الوثائق الرسمية (الكثيرة) ، لابد من كتابة رسالة تتضمّن نص الطلب، وتكون ودية ومهنية إلى أبعد الحدود، وتختم في النهاية بتوقيع صاحب الطلب من خلال وضع الأحرف الاولى من الاسم الشخصي والاسم العائلي.
غير أن دراسة شاركت في إعدادها كل من جامعة جنيف ونيوشاتيل ولوزان، لصالح المكتب الفدرالي للاسكان، كشفت بأن هذه الأحرف التي توضع نهاية الرسالة تلعب دورا كبيرا في تحديد القرار الذي ستتخذه وكالة الإيجار: دعوتك لمعاينة الشقة المعروضة للإيجار أم لا.
الباحثون أرسلوا 11.000 مطلبا لعروض إيجار حقيقية في سويسرا في الفترة الفاصلة بين شهري مارس وأكتوبر من عام 2018. بعض هذه المطالب وُقّعت بأسماء ذات إيحاءات سويسرية متعارف عليها، وأخرى بأسماء أجنبية ذات أصول ألمانية وفرنسية وإيطالية، وكوسوفية وتركية.
إجمالا، خلص الباحثون، وفق ما نقلته عنهم صحيفة “سونتاغس بليك”رابط خارجي إلى أن “حظوظ أصحاب الأسماء الكوسوفية والتركية في دعوتهم لمعاينة الشقق المعروضة للإيجار كانت أدنى بكثير مقارنة بغيرها من الاسماء”.
وهذا العائق، أو هذا التمييز، يكون أوضح بشكل خاص عندما يتعلّق الأمر بعروض الشقق بخسة الثمن والمستأجرة من قبل خواص: يصل الفارق في نسبة القبول للاسماء الكوسوفية والتركية مقارنة بالاسماء السويسرية أو الفرنسية او الإيطالية أو الألمانية إلى عشر نقاط حينما يتعلّق الأمر بالشقق ذات الإيجار الأدنى (500 إلى 1000 فرنك).
كذلك لوحظ وجود صلة مباشرة بين المسافة الفاصلة بين الشقة والمناطق الحضرية وفرص الحصول على عرض: كلما ابتعدت الشقة عن المدينة، كلما قلّت الفرص بالنسبة لاسماء مثل “أربين غاشي”، و”يوسف يلماز”.
بيير، فالونتينا، وهانس، أوفر حظا.
من المثير للاهتمام، أن هذه الفجوة تضيق كلما ارتفعت أسعار إيجار الشقق. وفي المستوى الأعلى من هذه الأسعار (الشقق التي يزيد إيجارها عن 3500 فرنك)، يزداد احتمال دعوة الأسماء الاجنبية إلى معاينة الشقق المعروضة أكثر من استدعاء الاسماء السويسرية. ووفقا لصحيفة “سونتاغس بليك”، يعكس هذا الوضع حقيقة وجود “فائض في العرض” بالنسبة للشقق باهضة الايجار في سويسرا. ما يجعل الملاك يحرصون على إيجارها لأي مقبل عليها.
أمّا بالنسبة للأسماء الفرنسية والإيطالية والألمانية، فقد كانت هذه الأخيرة إجمالا أوفر حظاً في الحصول على ردّ إيجابي مقارنة بالاسماء السويسرية والكوسوفية والتركية.
وبينما انتقدت منصة humanrights.ch المدافعة عن حقوق الإنسان التمييز الذي تعكسه هذه الأرقام، فإن المكتب الفدرالي للإسكان لا يرى سببا في اتخاذ إجراء فوري، لا سيما وأن الوضع في سويسرا لا يختلف عن البلدان “المماثلة”.
وعلّق إرنست هوري، مدير المكتب الفدرالي للإسكان بالقول “مثل هذه الدراسات يمكن أن تؤدّي إلى تعزيز الوعي [بمثل هذه المشاكل]”، ومع ذلك “لا نرى حاجة لاتخاذ تدابير محددة”.
المزيد
التمييز العنصري في سويسرا: من تجارب الوافدين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.