دراسة تشكك في جدوى التدريس المبكّر للإنجليزية
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة زيورخ أن تعلّم الإنجليزية في وقت مبكّر قد لا يكون مُستحقا لكل هذا الجهد. وتأتي هذه النتائج في وقت مهمّ، حيث يحتدم الجدل في سويسرا حول تعليم اللغات بشكل عام.
حاليا، يُثار الكثير من النقاش في المناطق السويسرية الناطقة بالالمانية حول عدد اللغات التي يجب تدريسها في المدارس الإبتدائية، وإلى أي واحدة منها يجب أن تُمنح الأولوية: الإنجليزية أم الفرنسية التي هي إحدى اللغات الوطنية. وفي 21 مايورابط خارجي المقبل، سيقرّر الناخبون في كانتون زيورخ إن كانوا سيؤيّدون مبادرة شعبية تدعو إلى تدريس لغة أجنبية واحدة فقط في المدارس الإبتدائية. وهذه أحدث حلقة في سلسلة من الإقتراعات شهدتها سويسرا في السنوات الأخيرة حول هذا الموضوع.
في خضم هذه النقاشات الساخنة، نشر كانتون أورغاو دراسة مثيرة للجدل أنجزها معهد تقييم التعليمرابط خارجي (مؤسسة تابعة لجامعة زيورخ) أظهرت أن التدريس المبكّر للغة الإنجليزية لا يحقق الفوائد التي يرجُوها الكثيرون، وذلك حسبما جاء في مقال نشرته صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ” في عددها الأسبوعي الصادر يوم الأحد 5 مارس الجاري.
وتنقسم سويسرا إلى أربع مناطق لغوية: الألمانية والإيطالية والفرنسية والرومانش. وبينما نجد أن الألمانية هي اللغة الأجنبية الأولى في الكانتونات الناطقة باللغة الفرنسية، يفضَل الكثيرون في الكانتونات الناطقة باللغة الألمانية حاليا منح الأولوية لتدريس اللغة الإنجليزية، وهي ليست لغة وطنية، بدلا من الفرنسية.
نجاحٌ أولي
دراسة جامعة زيورخ قارنت بين تلاميذ في كانتون آرغاو، حيث يُشرع في تدريس الإنجليزية مبكّرا (بعد ثلاث سنوات في المدرسة الإبتدائية)، وآخرين من كانتون سولوتورن، حيث يبدأ تدريس الإنجليزية خلال المرحلة الإعدادية (التي تسبق الثانوية) (أي بعد سن 11 عاما). أما التلاميذ الذين شملتهم الدراسة فقد كانت أعمارهم تناهز 15 عاما.
للوهلة الأولى، تشير الدراسة إلى أن المستوى التعليمي لتلاميذ كانتون أورغاو أفضل. ذلك أن معظمهم بلغوا مستوى متقدّما في تعلّم الإنجليزية، وحققوا الأهداف المرجوة من البرنامج. أما في كانتون سولوتورن، فلم يصل نصف عدد التلاميذ إلى المستوى الأدنى في مجالي القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.
شكوك على المدى الطويل
مع ذلك، وبعد إجراء تقييم دقيق، ألقت الدراسة التي أنجزها معهد تقييم التعليم التابع لجامعة زيورخ بظلال من الشكوك حول الفوائد المتحققة على المدى الطويل للتدريس المبكّر للغة الإنجليزية.
ووفقا للعدد الأسبوعي لصحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”رابط خارجي، خلص المشرفون على الدراسة إلى أن النتيجة النهائية لتعليم اللغة الإنجليزية في سن مبكّرة ليست في مستوى الساعات الإضافية والجهود المبذولة في هذا المجال.
الدراسة توصلت أيضا إلى أن تلاميذ آرغاو متقدمون على تلامذة سولوتورن فقط بما يعادل ستة أشهر إلى فصل دراسي. وذلك على الرغم من أن تلاميذ آرغاو سابقون على تلاميذ سولوتورن بأربع سنوات كاملة في مجال تدريس الإنجليزية. (آرغاو 7 سنوات، وسولوتورن 3 سنوات)، حينما تم إجراء الدراسة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تأتي بعد أن توصّلت عالمة اللغة سيمون فينيّغررابط خارجي إلى أن الطلاب في الفصول الثانوية المتقدّمة الذين بدأوا تعلّم الإنجليزية من الصفر سرعان ما أدركوا مستوى الطلّاب الذي بدأوا تعلّم تلك اللغة مبكّرا. وخلصت إلى أن “تكثيف الدروس أهمّ من التبكير بالتدريس أو من عدد الدروس التي تمّ تلقيها”.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.