الحرب في أوكرانيا تثير تعاطف المجتمع المدني السويسري
مرة أخرى، تظاهر عدة آلاف في سويسرا احتجاجا على الهجوم الروسي على أوكرانيا، وسط دعوات لاستقبال اللاجئين الفارين من الحرب.
اتهم ما يقدر بنحو 20 ألف متظاهر في مدينة زيورخ، بمن فيهم رئيسة البلدية كورين ماوخ، الحكومة الروسية بخرق القانون الدولي، وأعربوا عن تضامنهم مع السكان في أوكرانيا.
كما أقيمت مراسم صلاة خاصة من أجل أوكرانيا في إحدى الكنائس الرئيسية في زيورخ، التي تمّ إضاءتها بالمناسبة بألوان العلم الأوكراني.
بالإضافة إلى ذلك، نُظّمت مسيرات من أجل السلام في بلدتي تسوغ وخور، بحسب وكالة الأنباء السويسرية Keystone-SDA، وتأتي هذه الاحتجاجات في أعقاب مظاهرة كبيرة شهدتها العاصمة السويسرية برن في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
مساعدات إنسانية
قبيل وصول الموجة المتوقعة من اللاجئين إلى أوروبا الغربية، أطلقت منظمات الإغاثة في سويسرا نداءات لمساعدة ضحايا الحرب.
ودعت لجنة استشارية حكومية والمنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين (غير حكومية) السلطات إلى السماح بدخول الفارين من أوكرانيا بدون الحاجة إلى الحصول المُسبق على تأشيرات دخول.
وجاء في بيان صادر عنها “تحث المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين الحكومة على منح حماية غير بيروقراطية (للفارين من الحرب في أوكرانيا)”.
وكانت وزيرة العدل كارين كيلر- سوتر صرحت يوم 28 فبراير الماضي أن سويسرا ستشارك في الجهود الإنسانية الأوروبية وأنها بصدد التفكير في منح صفة اللجوء المؤقتة الخاصة (فئة S) للأشخاص الفارين من أوكرانيا.
المزيد
سويسرا تخطط لمُساعدة اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا
في السياق، بدأت الحكومة السويسرية في تسليم حوالي 25 طنا من الإمدادات إلى السكان الأوكرانيين، وفقا لوزارة الخارجية.
وسوف تقوم بنقل البضائع والمعدات التي تشتد الحاجة إليها، ويشمل ذلك الخيام وأكياس النوم والبطانيات الدافئة وأوعية المياه وكذلك الإمدادات الطبية بقيمة 8 ملايين فرنك (8.7 مليون دولار) إلى بولندا.
وكانت “سلسلة السعادة”، الذراع الإنسانية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية، الشركة الأم SWI swissinfo.ch، قد أطلقت حملة لجمع التبرعات لفائدة ضحايا الحرب في أوكرانيا. وسيتم استخدام الأموال في تقديم المساعدة للواصلين إلى بولندا في المرحلة الأولى، لكن هناك خطط لتوسيعها لتشمل مشاريع في أوكرانيا نفسها في مرحلة لاحقة، وفقًا للمؤسسة الخيرية.
فنانون روس
على صعيد آخر، يؤثر النزاع العسكري في أوكرانيا أيضًا على الأحداث الثقافية في سويسرا.
فقد أوقفت مهرجاناتٌ موسيقيّة مرموقة في مدينة لوتسيرن وفي منتجع فيربييه الجبلي تعاونها مع قائد الأوركسترا الروسي الشهير فاليري غيرجيف. كما تم استبعاد المايسترو الداعم منذ فترة طويلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من برمجة قاعات الحفلات الموسيقية في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.
كما يبدو أن مصيرًا مُشابهًا أصاب النجمة الروسية-النمساوية السوبرانو آنّا نتريبكو التي رفضت أن تنأى بنفسها عن بوتين وروسيا.
وفي مواجهة مطالب بإلغاء عرضين لها كان مخططا لها في دار الأوبرا بزيورخ في وقت لاحق من هذا الشهر، أعلن المنظمون يوم الثلاثاء 1 مارس الجاري أنّ نتريبكو فضلت عدم الغناء في زيورخ. ونُقل عنها قولها: “هذا ليس الوقت المناسب لي لتقديم عروض موسيقية”.
وفيما أعلن الاتحاد السويسري لكرة القدم عن مقاطعته للفرق الرياضية الروسية، أفاد فريق EV zug الحائز على بطولة سويسرا في رياضة الهوكي على الجليد أنه أوقف عقدًا مع راعيه الرئيسي، شركة “نورد ستريم”، التي تمتلك شركة “غازبروم” الروسية المملوكة للدولة أغلب أسهمها.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.