مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السويسري المُعتقل في المغرب من ذوي السّوابق في جنيف

صور امرأتين وشموع وباقات زهور
في وسط كوبنهاغن، وضع مواطنون دنماركيون باقات الزهور وأوقدوا الشموع تعبيرا عن تأثرهم وتعاطفهم مع الضحيتين لويزا ومارين. (الصورة التقطت مساء 28 ديسمبر 2018) Keystone

اتضح أن المواطن السويسري الذي تم اعتقاله يوم السبت 29 ديسمبر الجاري في المغرب في إطار التحقيق الجاري بشأن مقتل سائحتين إسكندنافيتين يقدم من جنيف وأنه قد يكون تحول باتجاه مزيد من التطرف والتشدد. وتقول السلطات إنه من ذوي السوابق ولديه سجل إجرامي في كانتون جنيف حيث ارتكب عدة سرقات بين عامي 2007 و2013.

وفي تصريحات أدلت بها صباح الإثنين 31 ديسمبر الجاري إلى وكالة “كيستون – أي تي أس” السويسرية، أشارت آن – فلورانس دابوا، المتحدثة باسم الشرطة الفدرالية إلى أن الرجل الذي تم الإشتباه في وجود ميولات لديه للتطرف، غادر سويسرا وانتقل للإقامة في المغرب في عام 2015، مؤكدة بذلك ما ورد في تقرير نشرته صحيفة تريبون دو جنيف. وأضافت أن “الشخص معروف لدى شرطة جنيف لارتكابه جرائم حق عام بين عامي 2007 و2013”. فقد تمت إدانته لارتكاب جرائم تشمل مخالفة القانون الفدرالي حول المخدرات والسرقة والسطو والإضرار بالممتلكات والإعتداء وسوء المعاملة الزوجية.

في الأثناء، تقول السلطات الفدرالية إنها على اتصال وثيق مع السلطات المغربية والإسبانية والدنماركية والنرويجية من أجل تقديم جميع التوضيحات اللازمة وتسهيل تبادل المعلومات حول هذه القضية.

من ناحيته، أوضح مكتب المدعي العام الفدرالي أنه على معرفة بحالة هذه الشخص الذي كان مقيما في جنيف، وأشار إلى أنه على اتصال بالسلطات الفدرالية المسؤولة عن هذا الملف. ولفت الادعاء العام الفدرالي إلى أنه “لا يُجري حالياً أية إجراءات جنائية بخصوص هذه القضية”، حيث أن “مسؤولية التحقيق تُوجد بأيدي سلطات الأراضي التي ارتكبت فيها الجريمة”. 

وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في اتصال مع وكالة أنباء “كيستون – آي.تي.أس” مساء الأحد 30 ديسمبر الجاري، أن سويسرا “تأخذ القضية على أقصى محمل الجد”، وأفادت أن السفير السويسري لدى المملكة المغربية قطع عطلاته وعاد إلى الرباط. وشددت على أن “سويسرا تؤكد لأقارب الضحايا تضامنها وتعاطفها العميق”، وأنها “ستفعل كل ما في وسعها للمساهمة في الإستجلاء السريع لهذه القضية”.

مساكن على سفح جبل في جنوب المغرب
صورة التقطت يوم 20 ديسمبر 2018 لقرية إمليل جنوب المغرب التي عُثر في موقع قريب منها على جثتي السائحتين الدنماركية والنرويجية يوم 17 ديسمبر. Keystone

إحالة 15 متهما على قاضي التحقيق

في الرباط، أعلنت النيابة العامة أنها أحالت يوم الأحد 30 ديسمبر الجاري أمام قاضي التحقيق المكلّف بالإرهاب، خمسة عشر مشتبها بهم في جريمة قتل سائحتين أجنبيتين إحداهما دنمركية والأخرى نرويجية بضواحي مدينة مراكش يوم 17 ديسمبر. وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب قد أعلن يوم السبت 29 ديسمبر أن السلطات ألقت القبض على رجل سويسري من أصل إسباني فيما يتصل بنفس الجريمة. 

ويوم السبت 29 ديسمبر الجاري، أعلنت السلطات المغربية أنّها اعتقلت في مراكش مواطنا سويسرياً من أصل إسباني “متشبّعاً بالفكر المتطرّف والعنيف” ويقيم في المغرب، وذلك للإشتباه بتورّطه بالجريمة.

ووفقاً لبيان صادر عن المكتب المركزي للأبحاث القضائية في المغرب، فإن المتهم “متشبّع بأيديولوجية المتطرفين”، كما يُشتبه في أنه “قام بتعليم بعض الأشخاص المعنيين (بالجريمة) أدوات الإتصال النابعة من التقنيات الجديدة، وبتدريبهم على إطلاق النار”.

وقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية إن الرجل المعتقل مشتبه به أيضا في الضلوع في تجنيد مواطنين من المغرب ومن منطقة جنوب الصحراء لتنفيذ “مؤامرات إرهابية” ضد أهداف أجنبية وقوات الأمن في المغرب بغية الإستيلاء على أسلحتهم. 

وأضاف المكتب أنه احتجز أيضا رجلا آخر من إسبانيا يحمل إقامة بالمغرب.

اعتقالات وتحقيقات 

في سياق متصل، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالرباط في بيان صادر عنه أن النيابة العامة التمست من القاضي، التحقيق معهم بشبهات “تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والإعتداء عمدا على حياة الأشخاص والمساهمة والمشاركة في ذلك مع سبق الإصرار والترصّد، وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يُعدّ جناية”.

وأشار بيان الوكيل العام إلى اعتبار “ثلاثة منهم في حالة عود وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية والإشادة بالإرهاب”. وتابع البيان أن النيابة العامة التمست من قاضي الحقيق المكلّف بالإرهاب “اعتقالهم احتياطيا”.

كما أفاد البيان الصادر عن الوكيل العام للملك إلى أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية ما زال يواصل البحث في القضية ويُنتظر تقديم سبعة موقوفين آخرين إلى النيابة العامة خلال الأيام المقبلة.

وعُثر في 17 ديسمبر الجاري على جثتي الدنماركية لويزا فيسترغر يسبرسن (24 عاما) والنرويجية مارين يولاند (28 عاما) مذبوحتين في منطقة معزولة قرب قرية إمليل بمنطقة جبال أطلس جنوب المغرب حيث كانتا بصدد قضاء إجازة في المنطقة. وبحسب مصدر أمني مغربي فإنّ الضحيتين اللتين عثر على جثتيهما في منطقة معزولة في جبال الأطلس الكبير يقصدها هواة رياضة المشي والتجوّل في الجبال، “تعرضتا للطعن والذبح ثم قطع الرأس”.

وأوقفت السلطات المغربية نحو عشرين شخصا للإشتباه بتورّطهم في الجريمة التي اعتبرتها الرباط “إرهابية”. أما المشتبه بهم الرئيسيّون بارتكاب هذه الجريمة فهم أربعة رجال تم توقيفهم في مراكش بُعيْد أيام من مقتل الشابّتين، وتشتبه السلطات في أنّهم ينتمون إلى خليّة بايعت تنظيم “الدولة الإسلامية” من دون أن يكون لديها أي اتصال بكوادر التنظيم الجهادي في سوريا أو العراق، بحسب ما أفاد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية عبد الحق خيام في تصريحات سابقة لوكالة فرانس برس.

“ذئاب منفردة”؟

من جهة أخرى، وفي تصريحات لوكالة رويترز، وصفت الشرطة والناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني المغربي أبو بكر سابك الأربعة بأنهم “ذئاب منفردة”. وقال سابك لرويترز: “العملية الإجرامية التي ارتكبت لم يكن مخططا لها مُسبقا أو بتنسيق مع تنظيم الدولة الإسلامية”.

وزعيم هذه “الخلية الإرهابية” هو عبد الصمد ايجود وهو بائع متجول يبلغ 25 عاما وسبق أن أدين بمحاولة التوجّه إلى مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، قبل أن تخفف عقوبته بالسجن.

هذه الجريمة أثارت صدمة في كل من المغرب والدنمارك والنرويج. في الوقت نفسه، انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي “تسجيل مصوّر عن جريمة قتل إحدى السائحتين”، أكّدت السلطات المغربية صحته.

ومنذ الإعتداء الإنتحاري في الدار البيضاء (33 قتيلا) في عام 2003 وفي مراكش (17 قتيلا) في عام 2011، شدّد المغرب إجراءاته الأمنية وترسانته التشريعية، معززا تعاونه الدولي في مجال مكافحة الارهاب، فبقيت المملكة بمنأى عن هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية”. 

المزيد
قافلة سيارات رباعية الدفع تحمل مقاتلين وعليها رايات سوداء

المزيد

انخفاض طفيف في عدد الأشخاص الذين قد يُشكلون “خطرا إرهابيا” في سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على يوم الخميس 29 نوفمبر، نشر جهاز الإستخبارات الفدراليرابط خارجي أحدث إحصائياته المتعلقة بالتهديدات الإرهابية ذات الطابع الأصولي لسويسرا. وقد اتضح أن عدد المقيمين الذين تم الإبلاغ عنهم من خلال “برنامج رصد الجهاد” قد ارتفع من 585 في مايو الماضي إلى 606 في نوفمبر الحالي. ويُمثل هذا الرقم العدد التراكمي للحالات المسجّلة منذ عام 2012. بخصوص…

طالع المزيدانخفاض طفيف في عدد الأشخاص الذين قد يُشكلون “خطرا إرهابيا” في سويسرا

الأكثر قراءة
السويسريون في الخارج

الأكثر مناقشة

أخبار

متدرب شاب يعمل في البريد السويسري.

المزيد

تزايد أعداد اللاجئين الشباب في سويسرا الملتحقين بالتدريب المهني

تم نشر هذا المحتوى على أكثر من نصف اللاجئات واللاجئين والأشخاص المقبولين مؤقتًا، ممن تتراوح أعمارهم وأعمارهن بين 16 و25 عامًا يتلقون الآن تدريبًا مهنيًا، وهي نسبة تزيد بشكل ملحوظ عمّا كان عليه الوضع قبل خمس سنوات.

طالع المزيدتزايد أعداد اللاجئين الشباب في سويسرا الملتحقين بالتدريب المهني
فلسطينيون.ات يسيرون وسط الدمار الناتج عن هجوم جوي وبري إسرائيلي على جباليا، شمال قطاع غزة، في 30 مايو 2024.

المزيد

الصليب الأحمر يندد بغياب الوساطة في النزاعات

تم نشر هذا المحتوى على قال مسؤول رفيع في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس إن غياب القيادة السياسية في التوسط لإبرام اتفاقيات سلام يؤدي إلى إطالة أمد النزاعات ويزيد الضغط على منظمات الإغاثة.

طالع المزيدالصليب الأحمر يندد بغياب الوساطة في النزاعات
تدير الأونروا، التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، مراكز صحية ومدارس في غزة والضفة الغربية، وتعتبر العمود الفقري للمساعدات الدولية لغزة التي تعاني من تدهور حاد في الظروف الإنسانية

المزيد

سويسرا قلقة بشأن تداعيات القوانين الإسرائيلية على الأونروا

تم نشر هذا المحتوى على صوّت الكنيست الإسرائيلي لصالح مشروع قانون يحظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل.

طالع المزيدسويسرا قلقة بشأن تداعيات القوانين الإسرائيلية على الأونروا
تشهد بيروت قصفاً منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. حيث يشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية يومية تستهدف مواقع في المدينة، ضمن مواجهاته مع ميليشيا حزب الله اللبناني.

المزيد

الخطوط الجويّة السويسرية تلغي رحلاتها إلى بيروت حتى يناير المقبل

تم نشر هذا المحتوى على أعلنت الخطوط الجوية الدولية السويسرية أنها ستعلق رحلاتها إلى بيروت حتى 18 يناير 2025 على الأقل.

طالع المزيدالخطوط الجويّة السويسرية تلغي رحلاتها إلى بيروت حتى يناير المقبل
تظاهر حوالي 3000 شخص من أجل فلسطين في جنيف.

المزيد

جنيف: نحو 3000 شخص يتظاهرون من أجل فلسطين

تم نشر هذا المحتوى على شارك ما يقرب من 3000 شخص في مسيرة تضامنية مع فلسطين في جنيف. وقد نظّمت المسيرة حركةُ المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات "بي دي أس".

طالع المزيدجنيف: نحو 3000 شخص يتظاهرون من أجل فلسطين
قرر مجلس النواب السويسري في سبتمبر الماضي أن على سويسرا وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

المزيد

مناشدات داخل سويسرا لاستمرار تمويل الحكومة الفدرالية للأونروا

تم نشر هذا المحتوى على وزراء وسفراء سويسريون سابقون يناشدون مجلس الشيوخ السويسري بمواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

طالع المزيدمناشدات داخل سويسرا لاستمرار تمويل الحكومة الفدرالية للأونروا
جنود إسرائيليون يتمركزون بالقرب من مركبات الأمم المتحدة المتهالكة التي تطفو بشكل غير مستقر فوق حطام مبنى في مجمع الأونروا

المزيد

أنطونيو غوتيريش يدين خطة إسرائيلية تهدف إلى تصنيف الأونروا منظمة إرهابية

تم نشر هذا المحتوى على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعبّر عن معارضته الشديدة للقانون الذي اقترحه البرلمان الإسرائيلي والذي يصنف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات (الأونروا) كمنظمة إرهابية.

طالع المزيدأنطونيو غوتيريش يدين خطة إسرائيلية تهدف إلى تصنيف الأونروا منظمة إرهابية
فيولا امهيرد

المزيد

الرئيسة السويسرية تحيي ذكرى ضحايا هجوم 7 أكتوبر 

تم نشر هذا المحتوى على بعد مرور عام على الهجوم الذي نفّذته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، قامت الرئيسة السويسرية فيولا أمهيرد بإحياء ذكرى الضحايا وأسرهم. كما دعت إلى الإفراج عن جميع الرهائن. 

طالع المزيدالرئيسة السويسرية تحيي ذكرى ضحايا هجوم 7 أكتوبر 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية