السويسري بلاتر يتعهد بعدم التسامح المُطلق مع الفساد
أعلن السويسري جوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أنه سيعرض مشروعا "خاصا جدا" يقوم على عدم التسامح إطلاقا مع الفساد.
وسيكشف بلاترعن فحوى المشروع وتفاصيله أثناء انعقاد مؤتمر الفيفا بزيورخ يوم 1 يونيو المقبل الذي سيشهد أيضا التصويت على إعادة ترشحه لترأس الهيئة الدولية التي تتخذ من زيورخ مقرا لها.
ويسعى السويسري بلاتر إلى الفوز بولاية رابعةعلى رأس الفيفا، لكنه يُواجه هذه المرة تحديا في شخص القطري محمد بن همام، رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي أعلن يوم 18 مارس الجاري رسميا عن منافسة بلاتر على المنصب.
وقال بلاتر أمام الصحفيين في جنيف يوم 28 مارس الجاري: “سوف أعرض شيئا خاصا جدا هناك، لكنني لن أكشف الآن عن مضمونه”، مضيفا في المقابل أن الأمر يتعلق بـ “محاربة الفساد وجميع أشكال الغش والتمييز”. وتابع في هذا السياق: “نحن نريد أيضا دعوة اللاعبين والمُدربين والحكام إلى حسن التصرف على ميدان اللعب، منوها إلى أن التدابير التي سيقترحها تخص أيضا المراهنات غير القانونية والتلاعب بنتائج المباريات.
وتأتي هذه الأنباء بعد اتهامات الفساد التي وُجهت في نهاية الماضي إلى مسؤولين بالاتحاد الدولي لكرة القدم بخصوص عملية إسناد مونديالي 2018 و2022. وكانت لجنة الأخلاق في الفيفا قد منعت عضويْن من اللجنة التنفيذية من التصويت وأوقفت عن العمل أربعة من كبار المسؤولين في إطار هذه القضية.
وقد وصف ينس سيجير أنديرسين، مدير المؤتمر الدولي المستقل لمراقبة الرياضة “Play the Game” تصريحات رئيس الفيفا بأنها “تتماشى مع نمط بلاتر”.
وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، قال أنديرسين: “لا يمكننا استبعاد ذلك تماما، بما أن المعجزات تحدث، لكنه فعل الشيء نفسه تقريبا قبل انعقاد مؤتمر عام 2006 عندما كثُر الحديث عن الفساد، وأعلن عن تعيين سيباستيان كو رئيسا للجنة الأخلاقيات المُستقلة الجديدة في الفيفا. وكان ذلك بمثابة مناورة ذكية على مُستوى العلاقات العامة”.
“سرطان” يصيب الرياضة
ويــُعتبر التلاعب بنتائج المباريات مصدر قلق كبير في مجال الرياضة، حتى أن اللجنة الأولمبية الدولية أطلقت عليه اسم “السرطان” الذي يشكل أكبر تهديد لعالم الرياضة. وحسب تقديرات اللجنة، يُجنى سنويا من المراهنات غير المشروعة مبلغ 140 مليار دولار سنويا من أصل إجمالي حجم الأعمال التجارية لصناعة القمار التي تقدر بـ 350 مليار دولار. وقد عينت اللجنة الاولمبية الدولية فريق عمل لدراسة هذه المسألة.
وفي إطار فضائح المباريات المغشوشة، يُحاكـــَم حاليا ستة رجال في بوخوم Bochum، إذ أن ألمانيا مُتهمة بالتلاعب بنتائج مباريات عديدة في مختلف أنحاء أوروبا في عام 2009، بما في ذلك 13 مباراة جرت في سويسرا، فضلا عن مباراة ضمن تصفيات التأهيل لمونديال 2010 بين إمارة ليختنشتاين وفنلندا.
وقد عقدت الفيفا يوم الجمعة 25 مارس الجاري في زيورخ ندوة ناقشت نظام الإنذار المُبكر الذي وضعته الهيئة الدولية عام 2008 للكشف عن المباريات التي يشوبها التحايل والغش، والذي أطلق عليه اسم “نظام رصد التلاعب في الرهانات”. وتدرس الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض قيود على لعبة الرهان على المباريات لأنهما يخشيان من سهولة تنظيم عمليات الإحتيال المرتبطة بالتلاعب بجزء محدد من المباراة.
الإتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يتخذ من مدينة نيون غرب سويسرا مقرا له، أعلن أيضا تعيين “مسؤولين عن النزاهة” في الإتحادات الوطنية الثلاثة والخمسين التي يتكون منها الإتحاد لمعالجة ظاهرة التلاعب بنتائج المباريات.
وقال بلاتر يوم الإثنين 28 مارس 2011 أمام الصحافة في جنيف: “يمكن لكرة القدم أن تُقدم الشيء الكثير، ولكننا بحاجة إلى دعم من السلطات والشرطة والمحققين”. واستطرد قائلا: “إذا اعتقد الجمهور بأن المباريات مُرَتـــّبة، فلن يذهب لمشاهدتها. ولا تنحصر (سياسة) عدم التسامح المطلق في إطار ما يــُسمّى بالفساد الداخلي، فهنالك شياطين (منتشرة) في جميع مجالات لعبتنا”.
“مبادرات مُنعدمة الفائدة تماما”
لكن الصحفي الرياضي ديكلان هيل، مؤلف كتاب “The Fix” (أو الغش والتلاعب) حول كرة القدم والجرائم المنظمة، اعتبر مبادرات الفيفا الأخيرة “منعدمة الفائدة تماما”. وكتب على مدونته الإلكترونية: “مهما قال المدراء التنفيذيون في مجال الرياضة بلهجة رسمية في هذا النوع من الحلقات الدراسية، (لن يتغير شيء) حتى تتأسس وكالة دولية تحارب الفساد المتفشي في المجال الرياضي. وهذا النوع من الفعاليات لا يُقام سوى للظهور (تحت الأضواء)”.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني، قد دعا في شهر نوفمبر الماضي إلى إنشاء قوة شرطة دولية خاصة بالرياضة لمحاربة الفساد والتلاعب بنتائج مباريات كرة القدم. لكن الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية يعارضان فكرة تأسيس وكالة دولية لمكافحة الفساد مماثلة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا).
من جهته، قال أنديرسين “إن فريق عمل اللجنة الأولمبية الدولية هو خطوة إيجابية لأنه يعترف بوجود مشكلة تحتاج إلى مساعدة من الحكومة، لكنه أبعد من أن يكون كافيا”. واستطرد قائلا: “تريد اللـّجنة الأولمبية الدولية أن تُبقي العملية تحت رقابة صارمة وعدم السماح لأي شخص كان أن (يفتح أبواب الجحيم) إذا ما لاحظ حدوث عمليات فساد داخل الاتحادات”.
تحقيق سويسري
وفي الوقت الحالي، ينكبُّ مسؤولون من المكتب الفدرالي للرياضة على إعادة بحث مسألة الفساد في المجال الرياضي والتحقق من الإطار القانوني القائم في سويسرا التي تستضيف نحو 40 من الاتحادات الرياضية الدولية. ويتردد القول بأن الفيفا تضغط على النواب البرلمانيين السويسريين للحد من حدوث أية أضرار.
وأقر بلاتر في هذا الصدد بأن سلطات زيورخ حثت الفيفا على التحلي بقدر أكبر من الشفافية بعد مزاعم الفساد التي تلت بطولة كأس العالم لكرة القدم التي نظمت العام الماضي في جنوب افريقيا.
ولكنه قال إنه رفض مطالبها الخاصة بتعيين أعضاء اللجنة القضائية للفيفا من قبل أشخاص لا ينتمون للإتحاد الدولي لكرة القدم، مضيفا أن البرلمان الفدرالي والكانتونات السويسرية لن يقبلوا بأن تقوم هيئات خارجية باختيار مسؤوليها القانونيين.
يوم 18 مارس 2011، أعلن القطري محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ترشحه رسميا للمنافسة على منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فيما وُصف بـ “أول تحد حقيقي” للسويسري جوزيف سيب بلاتر، الرئيس الحالي للفيفا الذي انتخب أول مرة عام 1998.
وجاء إعلان بن همام (61 عاما) خلال مؤتمر صحفي انعقد بمقر الاتحاد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لينهي بذلك أسابيع من التكهنات حول من سينافس بلاتر (75 عاما).
وقال بن همام أمام الصحفيين “بعد تفكير عميق، قررت الترشح في انتخابات رئاسة الفيفا”. واستطرد قائلا: “شجعتني اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي” لاتخاذ قرار الترشح، مضيفا أن “التغيير ضروري ومطلوب في الفيفا”، وأن لديه “الرغبة والتصميم على خدمة الفيفا”، و”لطالما أوضحت أن تلك المنافسة أمر جيد.”
وسيتنافس بلاتر، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة رابعة في الفيفا ضد بن همام في الانتخابات التي ستجرى خلال مؤتمر الفيفا الذي سينعقد في زيورخ يومي 31 مايو و1 يونيو 2011.
ويأمل بن همام الذي بدأ في يناير الماضي فترة ثالثة وأخيرة مدتها أربع سنوات كرئيس للإتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يصبح تاسع رئيس للفيفا وأول آسيوي يرأس الإتحاد الدولي.
قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الإثنين 28 مارس 2011 أمام الصحفيين في جنيف إن البرازيل مُلزمة بتسريع استعداداتها لاستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2014.
وأضاف السويسري جوزيف سيب بلاتر أن مشروع البرازيل “لا يتقدم بسرعة كبيرة” وفقا لما يقتضيه الجدول الزمني، منوها إلى أنها تقف حتى وراء ما تمكنت جنوب إفريقيا من تحقيقه في نفس الفترة من الإستعدادات لاحتضان مونديال 2010.
وأشار بلاتر إلى أن ملاعب البرازيل التي يُفترض أن تستضيف مباريات المونديال لا تزال في طور المناقشة بين رؤساء البلديات وحكام الولايات.
وقال بلاتر أيضا للصحفيين إن تكنولوجيا خط المرمى قد تُستخدم في مونديال 2014 إذا ما أيدت الفيفا هذه الفكرة في ربيع عام 2012. وأضاف أن الفرق الإنجليزية من القسمين الثاني والثالث وربما نظيراتها الفرنسية أيضا مستعدة لاختبار هذه التكنولوجيا.
(ترجمته من الإنجليزية وعالجته إصلاح بخات)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.