مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

عندما يكون المرء قد “تجاوزته الأحداث” بالمعنى الحرفي للكلمة!

Buchstabensuppe
على عكس ما يظن كثيرون، فإن فكّ طلاسم الأحرف الهجائية ليس في متناول كل الفئات داخل المجتمع السويسري المعاصر. Christoph Balsiger

حتى في سويسرا، يوجد اليوم مئات الآلاف من البالغين الذين يجدون صعوبة في القراءة أو الكتابة أو العدّ، على الرغم من أنهم أكملوا تعليمهم الإلزامي. ومع أن هذه الحقيقة ليست جديدة، لكن الحديث عنها لا يزال من المحرمات. في هذا الإطار، تهدف الحملة الوطنية الأولى حول هذا الموضوع، التي انطلقت عشية اليوم الدولي لمحو الأميةرابط خارجي لعام 2017 إلى تعزيز الوعي بهذه الظاهرة، وإزالة الموانع التي تعيق الحديث عنها.  

في هذا الصدد، يقول كريستان ماغ، مدير الفدرالية السويسرية للقراءة والكتابةرابط خارجي، ا تي تتعاون في سياق هذه المبادرة مع “مؤتمر التكوين المستمر العابر للكانتوناترابط خارجي“: “من خلال حملة “تحقيق الأفضل ببساطةرابط خارجي“، نريد زيادة الوعي بموضوع المؤهلات الأساسية، لكننا نتعامل أوّلا مع المعنيين مباشرة”.

في سويسرا، يجد أكثر من 800.000 بالغ صعوبة في القراءة والكتابة، كما يُواجه حوالي 400 ألف شخص صعوبة في إجراء عمليات حسابية بسيطة في بلد يتمتّع بنظام تعليمي متطوّر. وبشكل عام، يخشى هؤلاء الأشخاص من أن يُنظر إليهم كأغبياء، كما يخجلون من نقاط ضعفهم، ويفعلون كل شيء لإخفائها من حياتهم اليومية. في المقابل، يشير كريستيان ماغ إلى أن “نسبة الذين يبذلون جهودا منهم لتجاوز هذا المشكل، كمتابعة دورات ودروس خاصة، لا تتجاوز 5%”.

من أجل اندماج أفضل

لمواجهة هذا الخوف، لابد من التوجّه مباشرة إلى الأشخاص المعنيين مباشرة والإستعانة بروح الدعابة عن طريق الملصقات، والنشرات، والإشهارات التلفزيونية والإذاعية، من أجل تحفيزهم على معالجة إعاقتهم. وفي معظم الأحيان، يتعلّق الأمر بأشخاص بالغين، تلقوا تعليمهم الإلزامي في سويسرا، ولكن تجاوزتهم الكثير من الأشياء. وهناك آخرون منهم فقدوا المهارات التي اكتسبوها مع مرور الوقت.

بالنسبة للأشخاص الذين يُريدون الحصول على المساعدة، ولكنهم لا يجدون ما يلبي احتياجاتهم من خلال شبكة الإنترنت، يُمكنهم الإتصال على رقم وطني متاح للجميع مجّانا. وتقول سوزان لويتونيغر، التي كانت تؤمّن الإتصالات الهاتفية خلال إعداد هذا التقرير: “نتلقى في سويسرا الناطقة بالألمانية مكالمتيْن أو ثلاث مكالمات يوميا. ونحن نعرف ما يحتاجه الشخص، وننظم الدروس الخاصة، ونعلمهم بأننا نعمل ضمن مجموعات صغيرة، من أجل تشجيعهم على اتخاذ خطوة في هذا الإتجاه”.

في عصر الرقمنة والأتمتة المتزايدة، يرتفع سقف ما هو مطلوب من كل فرد سواء على مستوى الحياة عموما أو في ميدان العمل خصوصا. وبالنسبة للسيدة لويتونيغر، فإنه “عمليا، اليوم، يجب أن يكون الجميع قادرين على ملء الإستمارات، وكتابة التقارير، وتدوين رؤوس أقلام”. وفي المُحصلة، لا يتعلّق الأمر بتحسيس الأشخاص المعنيين بهذه الظاهرة فحسب، بل “بتوعية المُشغّلين لهم أيضا”، على حد قولها.

(نقله إلى العربية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية