عندما يكون المرء قد “تجاوزته الأحداث” بالمعنى الحرفي للكلمة!
حتى في سويسرا، يوجد اليوم مئات الآلاف من البالغين الذين يجدون صعوبة في القراءة أو الكتابة أو العدّ، على الرغم من أنهم أكملوا تعليمهم الإلزامي. ومع أن هذه الحقيقة ليست جديدة، لكن الحديث عنها لا يزال من المحرمات. في هذا الإطار، تهدف الحملة الوطنية الأولى حول هذا الموضوع، التي انطلقت عشية اليوم الدولي لمحو الأميةرابط خارجي لعام 2017 إلى تعزيز الوعي بهذه الظاهرة، وإزالة الموانع التي تعيق الحديث عنها.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
عملت غابي أوخسنباين في القسم الألماني بإذاعة سويسرا العالمية التي أصبحت تسمى لاحقًا SWI swissinfo.ch من عام 1986 إلى 2018. وهي تعيش حاليا في برن.
في سويسرا، يجد أكثر من 800.000 بالغ صعوبة في القراءة والكتابة، كما يُواجه حوالي 400 ألف شخص صعوبة في إجراء عمليات حسابية بسيطة في بلد يتمتّع بنظام تعليمي متطوّر. وبشكل عام، يخشى هؤلاء الأشخاص من أن يُنظر إليهم كأغبياء، كما يخجلون من نقاط ضعفهم، ويفعلون كل شيء لإخفائها من حياتهم اليومية. في المقابل، يشير كريستيان ماغ إلى أن “نسبة الذين يبذلون جهودا منهم لتجاوز هذا المشكل، كمتابعة دورات ودروس خاصة، لا تتجاوز 5%”.
من أجل اندماج أفضل
لمواجهة هذا الخوف، لابد من التوجّه مباشرة إلى الأشخاص المعنيين مباشرة والإستعانة بروح الدعابة عن طريق الملصقات، والنشرات، والإشهارات التلفزيونية والإذاعية، من أجل تحفيزهم على معالجة إعاقتهم. وفي معظم الأحيان، يتعلّق الأمر بأشخاص بالغين، تلقوا تعليمهم الإلزامي في سويسرا، ولكن تجاوزتهم الكثير من الأشياء. وهناك آخرون منهم فقدوا المهارات التي اكتسبوها مع مرور الوقت.
بالنسبة للأشخاص الذين يُريدون الحصول على المساعدة، ولكنهم لا يجدون ما يلبي احتياجاتهم من خلال شبكة الإنترنت، يُمكنهم الإتصال على رقم وطني متاح للجميع مجّانا. وتقول سوزان لويتونيغر، التي كانت تؤمّن الإتصالات الهاتفية خلال إعداد هذا التقرير: “نتلقى في سويسرا الناطقة بالألمانية مكالمتيْن أو ثلاث مكالمات يوميا. ونحن نعرف ما يحتاجه الشخص، وننظم الدروس الخاصة، ونعلمهم بأننا نعمل ضمن مجموعات صغيرة، من أجل تشجيعهم على اتخاذ خطوة في هذا الإتجاه”.
في عصر الرقمنة والأتمتة المتزايدة، يرتفع سقف ما هو مطلوب من كل فرد سواء على مستوى الحياة عموما أو في ميدان العمل خصوصا. وبالنسبة للسيدة لويتونيغر، فإنه “عمليا، اليوم، يجب أن يكون الجميع قادرين على ملء الإستمارات، وكتابة التقارير، وتدوين رؤوس أقلام”. وفي المُحصلة، لا يتعلّق الأمر بتحسيس الأشخاص المعنيين بهذه الظاهرة فحسب، بل “بتوعية المُشغّلين لهم أيضا”، على حد قولها.
(نقله إلى العربية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)
قراءة معمّقة
المزيد
سياسة فدرالية
اقتراع فدرالي: هل تحتاج عقود إيجار العقارات في سويسرا إلى تعديل؟ الكلمة للشعب
كيف يمكننا منع احتكار الذكاء الاصطناعي من قبل الدول والشركات الكبرى؟
يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على حل العديد من مشكلات العالم، لكن قد تسعى الدول الأغنى والشركات التكنولوجية الكبرى إلى احتكار هذه الفوائد لمصلحتها الخاصة.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
افتتاح خط ساخن لمساعدة الذين يُعانون من الأمية في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
يُقدم خط ساخن جديد في سويسرا نصائح للأشخاص الذين يُعانون من نقص في مهارات القراءة والكتابة الأساسية، كما يُوفر خيارات تعليمية إضافية في العصر الرقمي.
تم نشر هذا المحتوى على
ليس غريبا أن تكون جنيف محل تجربة سويسرية في مجال مساعدة المهاجرين القادمين من شتى الأصقاع على الإندماج في المجتمع المُضيف، نظرا لتقاليدها العريقة التي جعلتها تتحول منذ القرن الماضي إلى منطقة مستقبلة للهجرة بنسبة تصل إلى 39% من سكانها. بطبيعة الحال، لا تقتصر الظاهرة على كانتون جنيف وحده، بل تمس سويسرا ككل. وفي هذا الصدد، ذكّــر ماريو غاتيكر،…
تم نشر هذا المحتوى على
ففيما تعني هذه المشكلة أكثر من نصف مليون شخص في سويسرا، تصل النسبة في العالم العربي إلى حوالي 40% من مجموع السكان البالغين. تحيي المجموعة الدولية يوم الثامن سبتمبر اليوم العالمي لمحو الأمية، وهي الفرصة لجلب الانتباه إلى أن أكثر من 860 مليون شخص في هذا العالم يجهلون القراءة والكتابة، أي أن خمس سكان العالم…
مطالبة بدروس مجانية لمحو الأمية عن فئة من السويسريين
تم نشر هذا المحتوى على
وفي مناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، طالبت “الفدرالية السويسرية للتكوين المستمر”، بتوفير دروس مجانية في كافة أنحاء سويسرا. وفي بيان أصدرته يوم الثلاثاء 7 سبتمبر، أشارت الفدرالية إلى أن المهارات الأساسية لعدد كبير من الكهول، تظل غير كافية، وذلك بالرغم من إجبارية التعليم الأساسي (يستمر 9 أعوام) في سويسرا. وتشمل هذه المهارات – بالإضافة إلى…
تعليم البنات بين مطرقة الفقر وسندان الأعراف القبلية
تم نشر هذا المحتوى على
لا زالت الدول العربية تعاني في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم، رغم الجهود التي بذلتها لتحقيق الهدف الثاني من أهداف الألفية المتعلق بضمان التعليم الابتدائي للجميع. إذ تشير آخر التقارير الأممية إلى أنه يتعيّن على العالم العربي أن "يبذل مزيدا من الجهد لتمكين حوالي 5 ملايين طفل (61% منهم بنات) في سن التعليم الابتدائي من التمتع بهذا الحق".
تم نشر هذا المحتوى على
ويذكر نص العريضة – التي وقع عليها بعدُ خمسون شخصية من عالم الرياضة والسياسة والثقافة – أنه يوجد في الكنفدرالية حوالي 800 ألف كهل (من بينهم 365000 مولودون في سويسرا) تتراوح أعمارهم بين 16 و65 سنة، لا يمتلكون المعارف الأساسية أي القراءة والكتابة والحساب. ولا تعني هذه الظاهرة الأمية المطلقة التي يعاني منها أشخاص لم…
تم نشر هذا المحتوى على
وتشير توقعات جديدة لمنظمة الأليكسو إلى أن عدد الأميّـين في العالم العربي سيرتفع إلى 70 مليون شخص خلال العام الجاري. طبقا لدراسة داخلية أعدتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الأليكسو”، التي يوجد مقرها في تونس، فإن نسبة الأميّـة في العالم موزعة إلى صنفين. الأول، تمثله القارات والبلدان التي تقل فيها الأميّـة في عام 2005 عن…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.