“لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث، لمعرفة المخاطر”
تضاعف حجم المنتجات المُساعدة على الإدمان في الآونة الأخيرة وكانت شبكة الانترنت سببا هاما في تسهيل الوصول إلى هذه المنتجات، التي تشمل صنفا مخففا من القنب والسجائر الإلكترونية أو غير الحارقة وألعاب الفيديو، وذلك وفق تقرير "بانوراما الإدمان السويسري 2018".
مرة أخرى، يتأكد أن الإبداع في مجال المنتجات المشجعة على الإدمان ليس له حدود. وعلى الرغم من أن عدد المدمنين لم يشهد ارتفاعا يُذكر في السنوات الأخيرة، إلا أن المنتجات المشجعة على الإدمان في ازدياد، وهو تطور تقف وراءه سرعة التكنولوجيا الحديثة.
هذه النتيجة توصلت إليها مؤسسة “زوغت شفايتشرابط خارجي” غير الربحية، التي نشرت تقريرهارابط خارجي السنوي “بانوراما الإدمان السويسري في عام 2018″، الذي انتقدت فيه الإفتقار إلى البيانات العلمية ودعت إلى استجابة سياسية أفضل للتحديات الجديدة، كما أوضحت كورين كيبورا، المتحدثة باسم المؤسسة في مقابلة مع swissinfo.ch.
swissinfo.ch: ظهرت في الآونة الأخيرة منتجات جديدة تساعد على الادمان. كيف يتعيّن على سويسرا التعامل مع هذه الظاهرة؟
كورين كيبورا: أولا، ينبغي إعطاء البحوث المزيد من الموارد من أجل توفير فهم أفضل لمخاطر هذه المنتجات. على سبيل المثال، البيانات الوحيدة المتوفرة لدينا حول مخاطر السجائر غير المحترقة (يتم تسخين التبغ يسخن دون حرقه N.d.R) هي من شركات صناعة السجائر نفسها. لذلك تُثار التساؤلات حول مصداقيتها. ثانيا، هناك حاجة إلى إطار قانوني تندرج تحته المنتجات الجديدة. من المؤسف أنه تم تغيير مشروع قانون التبغ الجديد، الذي كان قيد عملية التشاور في ديسمبر الماضي، حيث تم تخفيف التشريعات ولا سيما من حيث القيود على سياسات الإعلان والتسويق.
على الرغم من أن السجائر الإلكترونية تمثل بديلا للمدخنين وهي بديل ذو مخاطر أقل، فما يزال من المهم تحسين السيطرة على منتجات التبغ التقليدية. على سبيل المثال، من خلال تقييد أو حظر الإعلان عن التبغ أو حتى عن طريق إدخال علب السجائر المحايدة (التي لا تحمل صورا ترويجية) أو الترفيع في أسعار السجائر، وإلا، فإننا نخاطر بأن تهيمين هذه البدائل على السوق دون منح المستهلك إمكانية استخدام المنتجات الأقل ضررا.
swissinfo.ch: يلعب الانترنت دورا حيويا في زيادة نسبة الإدمان، حيث تبلغ نسبة مستخدميه الدائمين 86%. أليس كذلك؟
كورين كيبورا: الانترنت يؤثر على الإدمان مثل تأثيره على جميع مجالات الحياة الأخرى. أما بالنسبة للدعاية والتسويق، فهو مجال جديد، تقبل عليه صناعات التبغ والكحول بشكل واضح. وبالإضافة إلى ذلك أصبح يتم استخدام أعضاء وسائل التواصل الاجتماعي أنفسهم كوسيلة للإعلان عن المنتجات وأحيانا حتى من دون علمهم.
من أجل حل هذه المشكلة، يجب التحكم في الإعلانات بشكل أفضل، بما في ذلك تلك الموجودة على شبكة الإنترنت. ومن ناحية أخرى ينبغي التركيز على محو الأمية لدى الشباب وهذا من شأنه أن يُمكنهم من تعلم كيفية فك الرسائل المشفرة للشركات الصناعية.
swissinfo.ch: يعاني حوالي 70 ألف شخص في سويسرا من سلوكيات إدمان، هل سويسرا مستعدة لمواجهة هذه المشكلة؟
كورين كيبورا: ليس حقا، لأن هذا المجال معقد ويشهد تغييرات سريعة. منذ وقت قصير، لم يكن لدينا أي هواتف ذكية واليوم أصبحت هذه الأجهزة في أيدي الجميع، حتى الصغار جدا.
إن مراقبة ووصف الإستخدامات الخطيرة وتطوير التقنيات على كيفية التعامل معها يستغرق الكثير من الوقت. ولكن لدينا الآن فترات مراقبة أطول.
في الحقيقة، يمثل اعتراف منظمة الصحة العالمية هذا العام بأن إدمان ألعاب الفيديو مرض علامة إيجابية. من المسلم به أن استخدام الإنترنت ليس دائما آمنا، ولكن هذا يعتمد أيضا على الشخص. لدى الأشخاص المفرطين في استخدام الانترنت شخصية نرجسية مضطربة وحاجة أكبر للإعتراف أو انخفاض في تقدير الذات. هذه هي الإضطرابات التي قد نحتاج التعامل معها بوسائل أخرى، لكن الإنترنت يبقى عَرَضًا وليس مرضا.
(نقلته من الألمانية وعالجته: مي المهدي)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.