قريبا تفعيل إجراءات جديدة لتسهيل الإندماج في سوق العمل
ابتداء من 1 يناير 2018، لن يُجبر الأجانب الحاصلون على إقامات مؤقتة (ترخيص من فئة F) على دفع الضريبة الخاصة مقابل قيامهم بنشاط مُربح. فقد قررت الحكومة الفدرالية يوم الأربعاء 15 نوفمبر الجاري دخول التحويرات الهادفة إلى تيسير إدماج هذه الفئة من الأجانب في سوق العمل حيّز النفاذ بحلول العام المقبل.
تم نشر هذا المحتوى على
4دقائق
بدأ عبد الحفيظ العمل في swissinfo.ch في عام 2008. خلال هذه السنوات الطويلة، أنجز العديد من التقارير الصحفية حول مختلف القضايا المتعلقة بالحياة في سويسرا، لا سيما قضايا الهجرة واللجوء، والتعليم بمستوياته المختلفة، والسياحة وملف الإسلام في سويسرا.
هذا القرار بات ممكنا بفضل القانون الجديد المتعلّق بالأجانب والإندماج الذي وافق عليه البرلمان الفدرالي في ديسمبر 2016. وقد حظي هذا التعديل القانوني بتأييد واسع خلال مرحلة التشاور، ولم يعارضه سوى حزب الشعب السويسري (يمين محافظ). أما الهدف المعلن لهذا القانون فيتلخص في الإستفادة على نحو أفضل من الإمكانيات المهنية للأشخاص المقيمين بالفعل في سويسرا.
إذن سيتوقّف طالبو اللجوء والأشخاص الذين يتمتعون بإقامات مؤقتة عن دفع 10% من أجورهم إلى الكنفدرالية لمدة أقصاها عشر سنوات للتعويض عن التكاليف التي أنفقتها الدولة خلال معالجتها لملفات لجوئهم. في المقابل، سوف تواصل الدولة الإستيلاء على ممتلكات هذه الفئة من السكان سواء أكانت عينية (ذهب أو أشياء أخرى ثمينة) أو نقدية.
من جهة أخرى، سيسمح القانون الجديد للحكومة السويسرية بمصادرة الممتلكات ذات القيمة الراجعة بالنظر إلى الأشخاص المطلوب منهم مغادرة سويسرا سواء بسبب رفض طلبات لجوئهم أو بعد سحب ترخيص الإقامة المؤقتة منهم. ويتوقّف تنفيذ هذا الإجراء عندما يُعيد الشخص للدولة ما قيمته 15.000 فرنك أو عندما تتجاوز مدّة إقامته في سويسرا 10 سنوات. كذلك، يتوقّف العمل بهذا الإجراء حالما يحصل الشخص المعني على صفة لاجئ أو على ترخيص بالإقامة.
سوف تتراجع الإيرادات الصافية للكنفدرالية نتيجة إلغاء هذه الضريبة على الدخل، بحوالي 3.6 مليون فرنك. ولكن، يكفي إدماج 200 شخص إضافي في سوق العمل للتعويض عن هذا المبلغ. كذلك، من شأن هذا الإجراء تخفيف عبء التكاليف الإدارية المرتبطة بهذه الضريبة على كاهل أصحاب الأعمال.
برامج اندماج في الكانتونات
على صعيد آخر، سوف يسمح دخول التعديلات الجديدة على قانون الأجانب والإندماج في مستهل عام 2018 بإطلاق برامج إندماج من عام 2018 وحتى سنة 2021 على مستوى الكانتونات. وتعتزم الحكومة الفدرالية تخصيص مساهمة مالية سنوية قدرها 32.4 مليون فرنك للكانتونات، أي أقلّ بنسبة 10% عما كان عليه الوضع في الفترة السابقة (ما بين 2014 و2017).
وإذا ما أرادت الكانتونات الإستفادة من هذه المساهمة المالية، يتعيّن عليها المشاركة في تنفيذ المشروعات المشجعة على الإندماج بالقدر الذي تفعله الحكومة الفدرالية. وستحدد الجهة المانحة الشروط التي يمكن لبرن بمقتضاها المطالبة باسترداد المبلغ الذي سبق أن منحته لهذا الكانتون أو ذاك، إذا ما لم يتم الإلتزام بالأهداف أو لم يتم تحقيق الأداء بالكفاءة المتفق عليها.
في المقابل، يُمكن للحكومة الفدرالية أن تمنح وقتا إضافيا للكانتونات إذا تبيّن أن عدم الإيفاء بالأهداف والإلتزامات مردّه قلّة الموارد المرصودة أو ضيق الوقت الممنوح للبرامج. مع الإشارة إلى أن هذه المخصصات المالية لا يجب أن تصرف لتغطية نفقات السفر أو الغذاء التي تظل من مشمولات المساعدات الإجتماعية.
قراءة معمّقة
المزيد
آفاق سويسرية
خبير لصحيفة سويسرية: لا أمل في ربيع الحرية في سوريا لهذه الأسباب
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
“إنجاح الإندماج يمر عبر توفير الحوافز لا التلويح بالعقوبات”
تم نشر هذا المحتوى على
…اعتبرت دراسة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية نشرت نتائجها يوم الثلاثاء 14 فبراير 2012 أن اندماج الأجانب في سوق الشغل بسويسرا يعتبر اندماجا ناجحا في العموم مقارنة ببقية البلدان الأعضاء في هذه المنظمة. ويأتي تحذير اللجنة الفدرالية لشؤون الاجانب في الوقت الذي تعرض فيه الحكومة الفدرالية مشروع قانون للاستشارة العامة حتى 23 مارس القادم، وتقترح فيه…
الإقامة المؤقتة.. وضعية “ضبابية” تقسم الطبقة السياسية
تم نشر هذا المحتوى على
في الأصل، اعتُمِدَت الإقامة المؤقتة من طرف السلطات السويسرية لتوفير حماية لطالبي اللجوء الذين تُرفَض طلباتهم، إلى حين يتم ترحيلهم إلى أوطانهم، لكنها غالبا ما أصبحت مدّتها تطول لتصل إلى عشرات السنين، مما عقّد حياة هؤلاء الأشخاص وجعلهم لا يشعرون بالإستقرار. هذه الوضعية الضبابية أو الـ "لا قرار" أثارت انتقادات العديد من الأطراف، كما ألهبت النقاش السياسي في الكنفدرالية.
“أوضاع طالبات اللجوء في مراكز الإيواء الجماعية مثيرة للقلق”
تم نشر هذا المحتوى على
استند هذا التقرير الذي نشر يوم 26 فبراير 2014 في نتائجه إلى مقابلات أجريت خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2012، وشملت 42 طالبة لجوء تتراوح أعمارهن بين 21 و57 عاما، وينتمين إلى 11 بلدا مختلفا. وعن الغاية من إنجاز هذا العمل الدقيق والموثّق، تقول ميلينا فغيلين، مسؤولة المشروعات المعنية بقضايا العنف ضد النساء بجمعية “أرض نساء سويسرا” في…
وافــدُون غير مرغوب فيهم ولا مُـرحّـب بهم في سويسرا
تم نشر هذا المحتوى على
في نوفمبر 2010، أي بعد أربع سنوات من تحوير القوانين المتعلقة باللجوء والأجانب باتجاه إضفاء مزيد من التشديد عليها، وافق الناخبون السويسريون على مبادرة الطرد المثيرة للجدل، التي تقدم بها اليمين الشعبوي، والقاضية بالطرد التلقائي من البلاد للأجانب المُدانين بارتكاب جرائم خطيرة، كالإغتصاب والسرقة بالإكراه والإتجار بالمخدرات والإحتيال بغرض سوء استغلال المساعدات الإجتماعية. ويشار إلى أن…
تم نشر هذا المحتوى على
وفي حين وجدت إحدى البلديات حلولاً صغيرة لإستقبال الضيوف المؤقتين، أصبح واجباً على بلدية أخرى التعوّد على القبول بفكرة إيواء القادمين الجدد. دوريس بوخيلي، التي تترأس المجلس البلدي لبلدية “فونّيفيل- فلامات” في كانتون فريبورغ كانت على إتصال مباشر مع هذه التجربة التي تعلق عليها بالقول: “في بعض الأحيان يتخذ الناس موقفاً معيناً حول وضعٍ ما…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.