“كثيرا ما ننسى أن المناخ له عواقب على الصحة”
تؤكد النتائج التي توصلت إليها دراسة جديدة وجود علاقة بين الانبعاثات وتغيّر المناخ وصحة الإنسان. ويقول مارتن رووسلي، المؤلف المشارك للدراسة: "لقد هيّأت سويسرا نفسها للتعامل مع موجات الحرّ، كما تحاول احتواء انتشار الأمراض المدارية". مقابلة خاصة.
تشير الدراسة التي أعدها المجلس الاستشاري العلمي للأكاديميات الأوروبية (EASAC) ونُشرت يوم الاثنين 3 يونيو الجاري إلى أن خفض الانبعاثات له آثار مفيدة ليس فقط على المناخ، ولكن أيضًا على صحتنا. ووفقًا للهيئة التي تضم في صفوفها أكاديميات العلوم في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى تلك الموجودة في كل من سويسرا والنرويج، فإن اقتصادا تنعدم فيه الانبعاثات يُمكن أن يتجنب “مئات الآلاف من الوفيات المبكرة سنويًا في الاتحاد الأوروبي”.
المجلس الاستشاري العلمي للأكاديميات الأوروبية أكد على أن التداعيات السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري على الصحة تظهر على مختلف المستويات، حيث تشمل زيادة التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة، وأحداثا تتسم بخطورة استثنائية، وتلوث الهواء وانتشار المواد المثيرة للحساسية، وضعف سلامة الأغذية وارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض المُعدية.
في تصريحات لـ swissinfo.ch، أوضح مارتن رووسليرابط خارجي، رئيس وحدة “التعرض البيئي والصحة” التابعة لمعهد المناطق المدارية والصحة العامة في مدينة بازل أن “المعلومة الرئيسية الجديدة في التقرير تتمثل في حقيقة تركيزه على الآثار المتعددة لتغيّر المناخ على الصحة”. مضيفا أنه غالبا ما ننسى في سياق المناقشات الدائرة حول المناخ أن هناك أيضًا عواقب على الصحة، ويقول: “هناك تأثيرات مباشرة، مثل الوفيات المرتبطة بموجات الحرارة الشديدة، وأخرى غير مباشرة. فعلى سبيل المثال، أفكر في انتشار البعوض النمر وعدد من الأمراض مثل حمى غرب النيل”.
المزيد
عندما تُصبح الشجرة أكثر قيمة من الهواء المُكيّف
swissinfo.ch: ما الذي يقوله التقرير بخصوص سويسرا؟
مارتن رووسلي: يتضح من التقرير أن الوضع في المناطق الوسطى من أوروبا، بما في ذلك سويسرا، أقل إشكالية مقارنة بالوضع في أقصى الشمال والجنوب من القارة. تبعا لذلك، تُعدّ سويسرا – بفضل موقعها الجغرافي – “مُميّزة” وذلك بالرغم من وجود تغييرات جوهرية في مناطق جبال الألب أيضا.
swissinfo.ch: في سويسرا، ما هو التأثير السلبي الرئيسي لتغير المناخ على الصحة؟
مارتن رووسلي: حاليا، هو معدل الوفيات بسبب موجة الحررابط خارجي. أما في المستقبل، فقد تصبح الأمراض المنقولة بالنواقلرابط خارجي – مثل بعوضة النمر – مشكلة. في السنوات الأخيرة، سُجّلت أوبئة نجمت عن حمى الشيكونغونيا وحمى النيل في جنوب فرنسا وإيطاليا.
swissinfo.ch: ما الذي تقوم به السلطات للتعامل مع المشكلة؟
مارتن رووسلي: مقارنة ببلدان أوروبية أخرى، أظهرت سويسرا قدرا أكبر من الحساسية تُجاه المشكلة كما أن العلاقة بين تغيّر المناخ والصحة تؤخذ بعين الاعتبار منذ فترة طويلة. بالخصوص، يجري تنفيذ عدد كبير نسبيًا من تدابير التكيّفرابط خارجي للحد من عدد الوفيات الناجمة عن موجات الحرارة ولتجنب انتشار بعوض النمررابط خارجي المتواجد حاليا في المناطق الواقعة جنوب جبال الألب.
swissinfo.ch: هل يُمكن أن تذكر لنا بعض الأمثلة الملموسة؟
مارتن رووسلي: لقد ترك صيف 2003 الشديد الحرارة الذي تسبّب في وفاة 975 شخصا في سويسرا بصماته. فقد قامت الكانتونات السويسرية الناطقة بالفرنسية وكانتون تيتشينو (الناطق بالإيطالية) – التي تنشط بشكل خاص – بوضع خطط حول كيفية تصرف السلطات والسكان في حالة ارتفاع درجات الحرارة. يتعلق الأمر بتدابير بسيطة للغاية ولكنها فعالة: حملة إعلامية تستهدف السكان، وتوعية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وأنظمة للإنذار بقدوم موجة الحرارة لتحذير العاملين في المستشفيات ومآوي المُسنّين. وفي بعض الكانتونات، تم تشغيل أنظمة للإتصال المباشر بالأشخاص المُعرّضين للخطر، مثل كبار السن الذين يعيشون بمفردهم.
المزيد
سويسرا ستكون بلدا حارا في أفق عام 2060
(ترجمه من الإيطالية وعالجه: كمال الضيف)
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.